فى مثل هذا اليوم 4مايو 1967م

سامح جميل

تبادل الرئيس جمال عبد الناصر مع القائد البريطانى الشهير الفيلد مارشال "مونتجمرى" ثلاث رسائل فى أواخر عام 1966، تتعلق برغبته زيارة مصر فى الذكرى الـ25 لمعركة "العلمين" الشهيرة التى انتصر فيها على القائد الألمانى الشهير "روميل" فى الحرب العالمية الثانية، وطلب "مونتجمرى" من "عبد الناصر أن يزور ميدان المعركة".
 
رحب عبد الناصر بالقائد البريطانى، ولبى مطالبه بأن يصطحب معه بعض زملاء السلاح الذين شاركوه المعركة، وأن يرتدى زيه العسكرى الذى كان يلبسه أثناء الحرب، وأن يرفع علم قيادته أثناء الحرب على السيارة التى ستقله من القاهرة إلى "العلمين".
 
وصل "مونتجمرى" إلى مطار القاهرة يوم 3 مايو 1966 بملابسه العسكرية ونياشينه رغم تقاعده وعمره وقتها 79 عاما، واصطحبه الفريق أول عبد المحسن مرتجى قائد القوات البرية المصرية إلى المنصة الرئيسية، حيث عزفت الموسيقى "عظيم السلام"، وتفقد حرس الشرف من طلبة الكلية الحربية، ثم توجه إلى استراحة كبار الزوار بالمطار، ومنها إلى القصر الجمهورى ليقيد اسمه فى سجل التشريفات.
 
فى اليوم التالى من وصوله والذى يوافق مثل هذا اليوم "4 مايو 1967" أى قبل نكسة 5 يونية بشهر، سافر "مونتجمرى إلى "العلمين" زار خلالها مقابر الجنود البريطانيين وألقى أكليلا من الزهور وكلمة مؤثرة، ويتحدث الكاتب الصحفى "محمد حسنين هيكل" عن أجواء هذه الزيارة، وحواره خلالها مع القائد البريطانى الشهير فى كتابه "زيارة جديدة للتاريخ". وتستوقفنا فى الحوار قضيتان أثارهما "مونتجمرى"، الأولى سؤاله لـ"هيكل": لماذا يتحول الجنرالات عندكم إلى السياسة؟، ورغم توضيح "هيكل" للظروف التى قادت إلى ذلك، رد: "قد أكون على استعداد لفهم موقف "ناصر"، لكن هناك ضمن المجموعة ضابط آخر، أصبح "ماريشال سياسيا"، وكان يقصد "عبد الحكيم عامر". وأضاف: "الماريشالية لا تكون إلا بقيادة الجيوش فى الميدان وليس من أى سبب آخر".
 
وفى مقال للمؤرخ العسكرى جمال حماد بـ"المصرى اليوم" تناول هذه القضية بتفاصيل مختلفة، قال "حماد"، إنه فى لقاء "مونتجمرى" بـ"عبد الناصر" كان "عامر" موجودا ورتبة "المشير" على كتفيه، والنياشين على صدره، وقدمه عبد الناصر إليه: "أعرفك بـ"فيلد مارشال عبد الحكيم عامر"، فسأله "مونتجمرى": "فى أى حرب حصلت على اللقب؟"، ثم ساد صمت طويل لم تقطعه إلا كلمات الترحيب بالضيف.
 
أما القضية الثانية، فتتعلق برفض زيارة "مونتجمرى" لمقابر الجنود الألمان والطليان فى "العلمين"، وبرر ذلك بقوله: "الجنود والضباط الألمان والطليان الذين تضمهم المقابر، كانوا أعدائى، وكنت أحرض جنودى على قتلهم، القتال ليس لعبة رياضية، وإنما هو أن تقتل عدوك أو يقتلك، وأن أجىء الآن وأزور قبور الذين طلبت من جنودى أن يقتلوهم وأطاعونى، فمعناه أننى أتلاعب بمشاعرهم، الألمان الأحياء قبلوا سلامنا ورضخوا له، أما الآخرون هنا "ألمان هتلر" لا مساومة معهم أحياء وأمواتا". ..........!!