بوصول هلال شهر شعبان الحالى للأيام الأخيرة من "تربيعه الأخير"، تتبقى فقط ساعات، ويبدأ شهر رمضان المعظم للعام الهجرى الحالي "١٤٤٠"، ذلك الشهر الذى بدأت نسائمه تلف الكون، وينتظره المسلمون من العام للعام فى كل بقاع الأرض.

ويترقب المصريون ما ستعلنه دار الإفتاء، مساء غدًا الأحد، بعد استطلاعها لرؤية هلال الشهر، من ناحية ثبوته أو عدمه، محددة بداية شهر رمضان "شرعيا"، فيما تبدأ عملية استطلاع الهلال بعد غروب شمس يوم ٢٩ شعبان مباشرة "يوم الرؤية"، وتكون عملية المراقبة محدودة وقصيرة ولا تتجاوز الساعة أحيانا ، حيث يختفي الهلال بعدها ولا يمكن رؤيته.

وتعد رؤية هلال رمضان من اختصاص دار الإفتاء ، وقاضى القضاة، ويقدم علم الفلك المساعدة والمساندة في هذا الشأن، ولا يجوز لأي جهة أو شخص يوم الرؤية الاعلان أو تقديم أي توقعات لوسائل الإعلام بخصوص رؤيته ، دون الرجوع إلى دائرة القضاة، لتجنب ظهور الاختلافات والشكوك بين أفراد المجتمع الإسلامي الواحد ، ويشرع في الإسلام، أن يتراءى الناس هلال شهر رمضان في آخر ليلة من شهر شعبان.

ولرؤية الهلال شروط معينة ، منها / أن يتجه الراصد لجهة الغرب قرب مغطس الشمس، وأن تكون عملية الرصد في الأماكن المفتوحة والمرتفعة التي يشاهد فيها الأفق دون أي تأثيرات أو معوقات، حيث تؤثر عوامل الطقس والغبار ونسبة الرطوبة والغيوم على إمكانية الرصد ووضوح الرؤية، كما يجب على الراصد الابتعاد عن مصادر الإضاءة العالية المشوشة لعملية الرؤية والرصد الصحيحان.

ويصعب رؤية الهلال فى أكثر من حالة ، ومنها قربه من الشمس ، وتأثره الكبير بالإضاءة المتوهجة الناتجة عن شفقها ، ومنها أيضا أن يكون حجم الجزء المضاء منه صغير للدرجة التى تصعب معها القدرة على الرؤية الواضحة ، حيث يتطلب دخول أو بداية أي شهر من أشهر السنة الهجرية الاثنى عشر انقضاء الشهر الذي قبله، ويمكن معرفة ذلك فلكيا بحساب "منازل القمر" ، لكن دخول الشهر وخروجه في الشرع الإسلامي لا يعتمد على حساب المنازل، بل يعتمد على اتباع قواعد الشرع وهى الرؤية والرصد ، و الوقت المحدد لرؤية هلال أي شهر قمرى ، يكون في ليلة التاسع والعشرين من الشهر الذي قبله.

وتكون رؤية الهلال مؤشرا على غرة الشهر الجديد في اليوم الذي يلي يوم الرؤية الشرعية ، ودخول أول ليلة منه تكون إما بانتهاء الشهر الذي قبله ناقصا فى عدد أيامه (تسعة وعشرون يوما بلياليها)، أو عدم رؤية الهلال وبذلك يكون اليوم التالى ليوم الرؤية الشرعية هو المتمم للشهر ، وتكون الشهر قد اكمل عدته ثلاثين يوما.

ولرؤية هلال شهر رمضان وغيره من الأشهر الهجرية أحوال، فإما أن تثبت رؤيته وهنا وجب الصوم اتفاقا ، أو لم تثبت الرؤية وهناك تكون هناك حالتان ، وهما : إما أن يكون ذلك بسبب احتجاب رؤية الهلال بغيم أو ما شابه ، ويسمى هذا "يوم الغيم "، أو أن يكون عدم ثبوت الحكم حال كون السماء صحو، وفي حالة وقع الشك في ثبوت رؤية هلال شهر رمضان، يسمى هذا "يوم الشك "، وذلك لوقع الشك فيه هل هو من رمضان أو من شعبان.

يذكر أن يومي :الغيم والشك ، هما يوم الثلاثين من شهر شعبان، ويكون الشك فى أحوال، منها إذا شهد برؤية الهلال من لا تقبل شهادته ، وأنه في حالة ثبوت هلال شهر رمضان يوم استطلاعه بعد غروب شمس ليلة يوم التاسع والعشرين من شهر شعبان، تكون تلك الليلة هى البداية الزمنية للشهر الكريم، أى أنها الليلة الأولى من ليالي شهر رمضان ، فيؤدى المسلمون صلاة التراويح ، ويلزموا صيام نهار هذه الليلة، فيما إذا لم يشاهد الهلال فى تلك الليلة فإن شهر شعبان يكمل عدته ثلاثين يوما، ويكون الشهر عندئذ تاما.