بعد ساعات قليلة من وفاة أمها متأثرة بإصابتها بمرض الإيدز، لم تجد طفلتها «فاطمة»، ذات الـ3 سنوات، مَن يُؤويها، فالجدة رفضت تسلّمها، وقالت لمسئولى «الحميات» و«تضامن الإسكندرية»، عندما طالبوها بأخذ حفيدتها: «مش هربّى وباء عندى».. كلمات قاسية للجدة بعد ساعات قليلة من دفنها لابنتها، مؤكدة أنها تخشى انتقال المرض القاتل لها، ما دفع وحدة التدخل السريع فى مديرية التضامن الاجتماعى بالإسكندرية لنقل الطفلة المصابة بالفيروس القاتل إلى إحدى دور الرعاية.

 
الأب مسجون والأم ماتت.. و"التضامن" تودِع الطفلة دار رعاية
قبل 3 سنوات، وُلدت «فاطمة» مصابة بمرض نقص المناعة نتيجة إصابة أمها به، بعدما انتقل لها المرض من زوجها، الذى أصيب به عن طريق «سرنجة» ملوثة، وترك الوالدان ابنتهما دون أسرة، بعدما أودعت «التضامن» شقيقَيها غير المصابين إحدى دور الرعاية.
 
الصدفة وحدها كشفت إصابة الأب بالإيدز عندما دخل السجن فى قضية تعاطى مخدرات، وتبيَّن أن المرض انتقل إلى زوجته وطفلتهما، بعدها عاشت الأم معاناة صحية ونفسية قاسية، خاصة عندما أقدم الجيران على حرق كل متعلقاتها خوفاً من انتقال العدوى لهم.
 
وخرجت قصة الطفلة «فاطمة» إلى مواقع التواصل الاجتماعى، لتصل إلى مديرية التضامن الاجتماعى، التى كلفت وحدة التدخل السريع بتقديم المساعدة العاجلة للطفلة ونقلها إلى دار رعاية، مساء أمس الأول. وقال وكيل وزارة التضامن، لـ«الوطن»: «تحركنا لإنقاذ الطفلة فاطمة بعد وفاة أمها واستمرار سجن أبيها ورفض الجدة تولّى رعاية حفيدتها خوفاً من انتقال المرض لها»، موضحاً أن الطفلة تلقت العلاج اللازم من الأعراض الناتجة عن المرض بمستشفى الحميات، قبل أن تُنقل إلى دار رعاية شرق المحافظة، لتتم رعايتها اجتماعياً ونفسياً وصحياً ودعمها فى ظل هذه الظروف الصعبة التى تواجهها.