عرض/ سامية عياد
 
المسيح قام .. حقا قام
قيامة الرب يسوع هى سر الفرح الحقيقى ، لولا القيامة لما كان هناك كنيسة ولا إنجيل ، كل كتابات البشائر والرسائل والأسفار فى العهد الجديد يشع منها فرحة القيامة ، لولا القيامة لما تغيرت حياة الإنسان الى حياة لها معنى وقيمة ..
 
هكذا حدثنا البابا تواضروس الثانى فى مقاله "القيامة فرحتنا" موضحا أن القيامة منحت البشرية الفرح الحقيقى النابع من القلب ، والفرح إحساس بالرضا الذى يسود النفس البشرية التى تتذوق قيامة الرب يسوع وعندما يستقر فرح القيامة فى القلب تنبع منه الحياة المتغيرة الى الخارج ، وهذا ما قاله الرب يسوع لتلاميذه فى الليلة السابقة لصلبه : "كلمتكم بهذا لكى يثبت فرحى فيكم ويكمل فرحكم" ، وقد عبر الإنجيل عن فرحة التلاميذ وقت القيامة ".. ففرح التلاميذ إذ رأوا الرب" . 
 
والبشرية على مر تاريخها رغم التطور السريع لم تشبع بعد ، بل صارت حياتها بلا معنى ونتذكر هنا كلمات الأم تريزا : "لقد كبرت المنازل وصغرت الأسر ، تطور الطب وازدادت الأمراض ، وزادت الأموال وقلت الصدقة ، وجد الأمن وتلاشت راحة البال ، زادت المعرفة وقلت الحكمة ، ..." ، ولكن بالقيامة تبدل الحال فعبرت بالإنسان من حال الحياة التى بلا معنى الى الحياة الحقيقية وصار العبور أو الفصح هو الموقف الانتقالى الذى يمنح الإنسان فرحا حقيقيا وهذا ما اختبره بولس الرسول بقوله : "لأعرفه وقوة قيامته وشركة آلامه، متشبها بموته، لعلى أبلغ الى قيامة الأموات" ، والكنيسة تعبر عن فرحتها بالقيامة كل يوم فى صلاة باكر وكل أسبوع فى يوم الأحد ، وكل شهر قبطى فى يوم 29 منه تذكارات البشارة والميلاد والقيامة ، وكل سنة فى فترة الخمسين المقدس التى تعقب عيد القيامة.
 
ليتنا نتمتع بفرح القيامة ، ليتنا نشعر بمحبة الله الفياضة لنا التى جعلته يصلب ويتألم من أجلنا ، ليتنا نقدم له حبا يضاهى حبه العجيب لنا ، بدون فرحة القيامة ستقف أيها الإنسان محلك سر ولا شىء يتغير فيك وستكون أنت الخاسر فى النهاية ..