اين شوكتك يا موت  اين غلبتك يا هاوية
بقلم : هايدى غبريال
 
 الاله القادر على كل شىء أراد ان يقترب من الانسان ويعلن له محبته، فأخذ جسد الانسان، ولم يترك سماه. فهل يستحيل على الله شىء ؟!!!
 
فالله لايحده ارض ولا سماء ولابطن العذراء,  فالله مالئ الكون كله سماء وارض ومابينهما. 
 
فليس معنى انى اسير على الارض بقدمى, ان يتوقف عقلى عن التفكير !
 
عقلى و روحى وجسدى وقدمى وعينى شخص واحد وليس عدة اشخاص.
 
 فالله كلمته القاها لمريم و روح منه, وليس معناها ان الله تزوج روحه, لينجب كلمته !!! حاشا
,
 فالله بكلمته و روحه , اله واحد . آمين
 
 واراد الله ان يعطى قوة للإنسان ليحتمل، فأحتمل آلاما مريرة بالجسد، لكى يعلن للإنسان انه ليس بعيدا عنه ويعيش فى ملكوته بمنأى عن آلام واحتياجات البشر.
 
ولد فقيرا وهو الغنى, مشى على الارض كبشر, وعلى المياه كمتعال , انتهر الرياح واسكن البحر واقام الميت بل اقام حتى نفسه كإله, فلم يقيم احد نفسه ابدا. واحتمل خيانة البشر , واحتمل الجوع والعطش, واحتمل آلام الصلب, ليقول للانسان انا جابلك, ولكنى لست بعيدا عنك وعن مشاعرك واحتياجاتك, عشت مثلك كانسان وانا الاله , فاشعر بك كانسان واب وخالق .
 
. اخطأ الانسان فأصبح فى قبضة الشيطان، ويذهب مباشرة للهاوية بعد الموت حتى الابرار، لانه ليس احد بدون خطية الا الله وحده.
الله القدوس بنفسه أراد ان يفدى الانسان من العقوبة. لانه كيف يفدى خاطىء ، خاطىء اخر ؟!
 
فهل يستطيع واحد محكوم عليه بالإعدام، ان يفدى صديق له محكوم عليه بالإعدام ايضا وهل يستطيع ان يفدى جميع المحكوم عليهم بالإعدام ؟!!! 
لم ينتهى الامر بالالم والموت والدفن، بل كانت البداية للحياة الابدية للإنسان ، ففك أسر الابرار المقيدين فى الهاوية من قبل الشيطان واصعدهم معه فى فردوسه، فانكسر الشيطان وانغلبت الهاوية، وأصبح الموت ربح الابرار للحياة الحقيقية الباقية فى معية الله القدوس يسبحونه ويعيشون معه كملائكة الله فى الابدية.
 الظلمة لحظات, والقيامة آتية وباقية .
 
ما أشهى الابدية لاحزن ولا الم ولاصراخ ولا اكل ولاشرب ولا جنس ولا دموع ولا قلق ولا مرض، بل تمتع وتنعم للروح التى لا ترتاح الا فى خالقها القدوس.