كتب – روماني صبري 
رد دكتور محمد طه ، أستاذ الطب النفسي ، على أسئلة المشاهدين خلال لقاءه مع الإعلامي عمرو عبد الحميد، مقدم برنامج "رأي عام" عبر فضائية   "TEN" .
 
الشعور المرضي بالندم وجلد الذات 
أرسلت سيدة للبرنامج تقول " أريد نسيان حياتي السابقة مع أهلي وطليقي ، اشعر بذنب دائما وأقول لنفسي : كيف تزوجت من مريض نفسي واشعر بالندم أيضا لأنني أنجبت منه وأولادي يدفعون الثمن معي " 
 
أجاب طه ، تقولين انك تريدين نسيان حياتك السابقة ، في الحقيقة الإنسان لا يستطيع نسيان الماضي ، من الممكن أن يتوارى تفكيره عن ماضيه  لكن ينساه إلى الأبد مستحيل ، علميا لا يوجد شيء يسمى نسيان الحياة السابقة .
 
وأردف ، الإنسان لا ينسى بل يتعلم من تجاربه المؤلمة السابقة ، حتى لا يقع في الخطاء مرة أخرى ، وليس مطلوب من الإنسان أن ينسى بل مطلوب منه أن يتعلم يتعلم ، لان الزمن في النهاية سيخفف من وطأة الألم يصل إلى حجمه الطبيعي .
 
وشدد على أن الإنسان يشعر بالخوف والقلق ويمارس الأخطاء لأنه مخلوق بشري وليس إنسان إلي من صنع الإنسان .
 
ولفت الانتباه إلى أن الشعور بالذنب غير مفيد ، وهو نوعين ، الأول إحساس طبيعي بالذنب ، مثل ارتكاب خطا في حق إنسان ، في حق الله ، وقتها يقدم الإنسان اعتذار لهذا الشخص أو يقدم توبة لله ، ويكون الشعور بالذنب وقتها قليل ، والنوع الثاني إحساس مرضي بالذنب ، فيجلد الإنسان نفسه ويعذبها ليل ونهار .
 
وهذا النوع بحسب طه غير مفيد ويجعل الإنسان يكرر نفس أخطاءه .
 
ونصح خبير الطب النفسي السيدة قائلا :" غلط توصلي لأولادك انك حاسة بالذنب انك خلفتيهم ..طب هتربيهم أزاي وأنت بتقوليلهم ندمت إني خلفتكم ، الأفضل تقولي أنا غلطت والبشر بيغلطوا وتتعلمي من غلطك عشان تديهم أمل بحيث لما يكبروا ويخطئوا ميجلدوش نفسهم بشكل مرضي .
 
حيل الدفاع النفسي 
وفي سؤال أخر " حدثنا عن حيل الدفاع النفسي وكيفية التعرف عليها والتعامل معها ؟ ".
 
وهي حيل تشبه جهاز المناعة في الإنسان ، هدفها التصدي لكل شعور مؤلم ومقلق ومخيف ، يسكن الإنسان وكذلك شعوره بالذنب ، وقتها يبدأ العقل في عمل عدة طرق دفاعية حتى يخفف من هذه الأحاسيس .
 
 ومن أهم هذه الوسائل وسيلة (الإنكار)، مثل مرضى القلب ، وفقا للطب والعلم هم ممنوعون من التدخين ، لكن البعض يعود للتدخين ويدخن وقتها بلذة ، لأنه أنكر انه مريض بالقلب ، لذلك وبكل بساطة هو تنمية الحيل الدفاعية للتغلب على الخوف ، وكذلك مرضى السكر الذين يتناولون الحلوى بكثرة ، ومرضى ارتفاع ضغط الدم الذين يتناولون الأطعمة الغنية بالملح .
 
وأوضح ، في كمان حيلة دفاعية تانية اسمها "الإسقاط"، يعني جوايا مشاعر سلبية بس مش قابل أنها تكون جوايا فبتخيل أنها جاية من حد تاني .
 
وشدد على انه توجد حيل دفاعية كثيرة هدفها تخفيف المواجهة مع النفس والشعور بالذنب .
 
تبديل الأدوار بين الآباء والأبناء 
وفي سؤال أخر "عندي 18 سنة في ثانوية عامة من خلال قراءتي في علم النفس اكتشفت أن والدي نرجسي ، وعلاقته بوالدتي مضطربة ودايما يخونها مع ستات ، ودائما برضة ماما تشتكي منه لحد ما كرهته ، هو بيسافر دائما عشان طبيعة شغله كده ، وفي الحقيقة وجوده كان مؤذي اكتر هو عاوز كل حاجة تمشي على مزاجه حتى لما بيحاول يتودد لماما بيستخدم التمثيل ، بقيت انفر من أمي وأبويا ، وفشلت في علاقتي العاطفية وده اثر على دراستي ، واكتشفت اني بلعب دور المنقذ في حياة كل المحيطين بيا ، كان عندي حلم لكن حاسة انه ضاع لما دخلت العلاقة دي ، حياتي وقفت من بعد العلاقة ، ورحت لدكاترة نفسيين ، اعمل إيه ؟  .
 
أجاب طه ، الرسالة مؤلمة ، وألام وقعت في خطا كبير عندما قررت ان تستعين بابنتها لتحكي لها عن اخطاء زوجها .
 
وتابع ، ده غلط دي بنتك مش أمك ، خطر أن الأبناء  يلعبوا دور الأب أو الأم لان دي حاجة مؤذية ليهم ، مهم نرعى الأب وإلام لما يكبروا ولكن من موقع الابن والابنة فقط .
 
ووجه رسالة للام ، هي لا تستطيع أن تنقذك وليست في موقع يمكنها من ذلك ، وفي النهاية دخلت ابنتك في علاقة مع إنسان مؤذي تنمر عليها وتحملته لأنها أصبحت تعيش في دور المنقذ الذي تدربت عليه في منزلكم .
 
ونصح طه الفتاة الابتعاد عن المشاعر النفسية السيئة ومحاولاتها الكثيرة لإنقاذ غيرها ، وطالبها بالبحث مرة أخرى عن حلمها لأنها هي من تحتاج إلى من ينقذها ، وكذلك حل مشاكلها حتى تستطيع إقامة علاقات ناجحة مع الآخرين