سليمان شفيق

بدأت سريلانكا اليوم الثلاثاء  يوم حداد وطني مع التوقف صمتا لثلاث دقائق تكريما لأرواح ضحايا الاعتداءات التي استهدفت كنائس كانت تحيي قداس عيد الفصح وفنادق في الجزيرة الواقعة جنوب آسيا، وأحنى السريلانكيون رؤوسهم مع بدء دقائق الصمت عند الساعة 8:30 صباحا بالتوقيت المحلي ، وهو الوقت الذي وقع فيه التفجير الأول الأحد
 
وتم تنكيس الأعلام على المباني الحكومية وتقوم الإذاعات والتلفزيونات ببث برامج موسيقية. وأغلقت المتاجر .
 
وفي كنيسة القديس أنطونيوس في كولومبو التي شهدت أول اعتداء انتحاري صباح الأحد، تجمع عشرات الأشخاص وصلوا بصمت حاملين شموعا وبكى عدد منهم. ولدى انتهاء دقائق الصمت الثلاث بدؤوا بالصلاة بصوت حزين وبكاء.
 
وقال المتحدث روان غوناسيكيرا في بيان إن السلطات قد استجوبت في هذه المرحلة 40 شخصا على خلفية التفجيرات التي نسبت إلى جماعة إسلامية محلية.
 
قالت الحكومة السريلانكية إن جماعة إسلامية محلية، تقف وراء الاعتداءات الدامية التي ذهب ضحيتها في آخر حصيلة 310 شخصا، وأصيب فيها 500 آخرون بينهم أجانب، تم تحديد هوية 11 منهم حتى الآن، وبين هؤلاء القتلى هنود وبرتغاليون وأتراك وبريطانيون وأمريكيون ويابانيون. فيما لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن هذه الهجمات.
 
وزرعت الهجمات، التي نفذت في يوم عيد الفصح، الموت في فنادق وكنائس في مواقع عدة خلال بضع ساعات فقط، وهي الاعتداءات الأعنف التي يشهدها هذا البلد، ولا يعرف الشيء الكثير عن هذه الجماعة المتهمة بتدمير تماثيل بوذية، لكن السلطات المحلية افادت بأنه تم اعتقال 24 شخصا، مشيرة إلى أن مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (إف بي آي)، يساعدها في التحقيق. ويتوقع أيضا وصول عناصر من الشرطة الدولية (أنتربول) الثلاثاء إلى البلاد
 
واضافت الشرطة السريلانكية الاثنين أنها عثرت على 87 صاعق قنابل في محطة للحافلات في العاصمة كولومبو. وأوضحت في بيان أنها عثرت على هذه الصواعق في محطة "باستيان ماهاواتا برايفت"، بينها 12 على الأرض و75 في سلة للمهملات قريبة من المكان
 
وتم تعطيل "قنبلة محلية الصنع" مساء الأحد الماضي على طريق تؤدي إلى المبنى الرئيسي في مطار كولومبو، الذي اتخذت فيه تدابير أمنية مشددة، ولم تتوقف فيه الملاحة
 
وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أنها أطلعت على وثائق، تفيد أن قائد الشرطة السريلانكية أصدر في 11 أبريل تحذيرا، يؤكد أن "وكالة استخبارات أجنبية" أفاد بأن جماعة إسلامية تخطط لشن هجمات على كنائس وعلى مفوضية الهند العليا في كولومبو.
 
وتضم سريلانكا ذات الغالبية البوذية أقلية كاثوليكية من 1,2 مليون شخص من أصل عدد إجمالي للسكان قدره 21 مليون نسمة. ويشكل البوذيون سبعين بالمئة من سكان سريلانكا، إلى جانب 12 بالمئة من الهندوس و10 بالمئة من المسلمين 8 بالمئة من المسيحيين.
 
وتوالت ردود الافعال العالمية حول المذبحة :
أدان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي هذه "الأعمال الإرهابية" التي "تستهدف الإنسانية كلها"، وأدانت مشيخة الأزهر في مصر الاعتداءات الدامية التي وقعت في سريلانكا في بيان، وقال أحمد الطيب شيخ الأزهر، بحسب البيان، "لا أتصور آدميا قد يستهدف الآمنين يوم عيدهم".
 
ندد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالاعتداءات "الإرهابية المروعة" في سريلانكا وقدم تعازيه. وكانت ثمانية انفجارات قد استهدفت الأحد فنادق وكنائس في الجزيرة الشرق آسيوية أثناء الاحتفال بقداس عيد الفصح.
 
من جانبه أدان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "بشدة" "الأعمال الشنيعة" و"الهجمات الإرهابية" في سريلانكا.
 
وكتب ماكرون على موقع تويتر "حزن عميق بعد الهجمات الإرهابية على الكنائس والفنادق في سريلانكا، ندين بشدة هذه الأعمال الشنيعة، تضامننا مع الشعب السريلانكي ومع جميع أقارب الضحايا في يوم عيد الفصح.
 
أما المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل فأدانت الانفجارات و"الكراهية الدينية وعدم التسامح".
 
وعبر البابا فرنسيس الأحد عن "حزنه" بعد الانفجارات الدامية، مؤكدا أنه "قريب من كل ضحايا هذا العنف الوحشي"
 
وعبر رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر عن شعوره بـ"الحزن" بعد الانفجارات التي طالت سريلانكا، مؤكدا أن الاتحاد الأوروبي "مستعد لتقديم دعمه" لكولومبو.
 
أدانت من جهتها رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي الانفجارات التي هزت سريلانكا، معتبرة أنها "أعمال عنف  مروعة.. وكتبت ماي في تغريدة على تويتر "علينا أن نتوحد للعمل على ألا يمارس أي شخص عقيدته بخوف"، معبرة عن "تعازيها الحارة" لـ"كل الأشخاص المتضررين".
 
ذكر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بـ"الطابع المقدس لكل أمكنة العبادة، وأمل بإحالة مرتكبي هذه الأفعال سريعا على القضاء".
 
كتب رئيس الوزراء الهولندي مارك روتي الذي استعمرت بلاده سريلانكا في 1658 قبل وصول البريطانيين، في تغريدة "أنباء رهيبة من سريلانكا عن اعتداءات دامية على فنادق وكنائس يوم أحد الفصح".
 
قال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز "أعبر عن إدانتي بأشد العبارات". وكتب "عشرات الضحايا الذين كانوا يحيون فصح القيامة الذي أبكانا. الرعب والوحشية لن يجعلانا نرضخ".
 
قال نائب رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو سالفيني إنه "يصلي مع وحكومته وكل الإيطاليين من أجل الأبرياء الذين سقطوا في هذه المجزرة التي ارتكبها إرهابيون في سريلانكا"
 
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه يتوقع أن "يعاقب" المسؤولون عن "جريمة بهذه الوحشية والكراهية ارتكبت في أوج احتفالات بعيد الفصح، بما يستحقونه" وإنه "يؤكد مجددا أن روسيا كانت وستبقى شريكا موثوقا لسريلانكا لمكافحة تهديد الإرهاب الدولي".
 
أدان رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو "بقوة الهجمات المشينة التي ارتكبت ضد المسيحيين في كنائس وفنادق".
 
وصف رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الاعتداءات بأنها "وحشية لا مكان لها في منطقتنا" وأكد "تضامن الهند مع شعب سريلانكا".
 
أكد رئيس الوزراء الباكستاني أنه "يدين بشدة الهجوم الإرهابي الرهيب في سريلانكا في أحد الفصح، الذي تسبب بخسارة أرواح ثمينة ومئات الجرحى"، وأكد "التضامن الكامل" لبلاده مع الجزيرة الواقعة في جنوب آسيا".
 
أكد رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون أن "قلبنا مع هؤلاء المسيحيين وكل الأبرياء الآخرين الذين قتلوا اليوم في هذا الهجوم الشنيع".
 
أعرب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف عن تعازيه بعد سلسلة الاعتداءات الدامية" 
 
رأت وزيرة الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة جمانة غنيمات أن "هذه الممارسات والمذابح الإرهابية تعكس الفكر الظلامي البشع الذي ترفضه جميع الأديان والثقافات والقيم الإنسانية".
 
أبدت الحكومة الإسرائيلية "استعدادها لمساعدة سلطات سريلانكا في هذه الأوقات الصعبة"، معتبرة أن "على العالم أجمع أن يتوحد في مكافحة آفة الإرهاب".
 
شددت الرياض على "ضرورة تضافر الجهود الدولية للقضاء على الإرهاب الذي يهدد الأمن والاستقرار في كل أنحاء العالم دون استثناء"، كما أدانت الاعتداءات كل من الإمارات العربية المتحدة والبحرين والكويت وقطر.
 
وفي كينيا ،ذكر الرئيس الكيني أوهورو كينياتا بالاعتداءات التي ضربت بلاده وأكد لكولومبو دعمه الكامل للإرهاب .