اثنان من انتحاريى كنائس سريلانكا فى الحوادث التى أودت بحياة 359 شخصاً، وإصابة أكثر من 500 آخرين هما شقيقان، وأبوهما يونس إبراهيم أكبر وأغنى تاجر توابل هناك، وإلى جانب تجارته فى التوابل، كان «يونس» يدير أحد المساجد المحلية فى كولومبو، وكشفت التحقيقات أن الأخوين كانا شريكين فى التجارة المربحة لوالدهما، ونقلت «ذا صن» أن الشرطة داهمت مسكن الأب، لتقابل امرأة حاملاً اتضح أنها زوجة أحد الشقيقين الانتحاريين، التى باغتتهم بتفجير نفسها، ما أدى إلى مقتلها ومصرع ثلاثة من أبنائها وثلاثة شرطيين!!، لماذا أحكى تفاصيل هذه القصة المرعبة اللا إنسانية، أحكيها ببساطة لأقول إن القصة ليست فى أن الفقر هو سبب الإرهاب ولا الاضطهاد، فالأب أغنى تاجر فى سريلانكا بالرغم من أنه من الأقلية المسلمة، إذاً هو الفكر، البذرة فى الفكرة الإقصائية التى تتشرّبها من تفسيرك الدينى الضيق، ثم تنقلها إلى أولادك وأحفادك ميراثاً للدم، لكن السؤال: هل يونس إبراهيم هو الأب، أم أن الأب الشرعى لهذين الإرهابيين شخص آخر، أو بالأصح كيان آخر؟!، الأب هو التراث، الأب هو تلك الكتب التى تعلم الكراهية، الأب هو الفتاوى التى تشرعن للقتل والذبح والتفجير، سأذكر للقرّاء فقط بعض الفتاوى التراثية من كتب تحتفى بها المؤسسة الدينية الإسلامية وتضعها على أهم رفوفها، أذكرها فقط لتعرفوا مَن الأب الحقيقى، يقول ابن تيمية: «الإمام لو هدَم كل كنيسة بأرض العنوة كأرض مصر والسَّواد بالعراق وبر الشام ونحو ذلك مجتهداً فى ذلك، ومتبعاً فى ذلك لمَن يرى ذلك؛ لم يكن ذلك ظلماً منه، بل تجب طاعتُه فى ذلك ومساعدته فى ذلك ممَّن يرى ذلك، وإن امتَنعوا عن حُكم المسلمين لهم كانوا ناقِضين للعهد وحلَّت بذلك دماؤُهم وأموالُهم»!!، وقال الإمام الشافعى: «ولا يُحدِثوا فى أمصار المسلمين كنيسةً، ولا مجتمعاً لصلواتهم..»، وقال أبوالحسن الأشعرى: «إرادة الكُفر كفرٌ، وبناء كنيسة يُكفَر فيها بالله كُفر، لأنَّه إرادة الكفر»، حتى وصلنا إلى مفتى جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية محمد عبدالله الخطيب، الذى كان قد أفتى بأن المدن التى فُتحت عنوة مثل الإسكندرية، يجب هدم الكنائس الموجودة بها، أما الكنائس الموجودة فى مدن لم تفتح عنوة مثل القاهرة، فتُترك دون ترميم حتى تهدم. وأما المدن الجديدة فلا يمكن أن تبنى فيها كنائس أبداً، وأفتى الخطيب الإخوانى فى فتوى أخرى بأنه يجب ألا يتم دفن المسيحى بجوار المسلم، وإذا كانت امرأة مسيحية متزوجة من رجل مسلم، وماتت وهى حامل منه، يجب أن يشقّ بطنها ويتم إخراج الطفل ودفنه فى مدافن المسلمين حتى لا يتعذب بعذاب أمه!!!.

 
هل عرفتم الآن مَن الأب الحقيقى؟!، وهل تأكدتم الآن أننا نحتاج بالفعل وبمنتهى السرعة إلى تجديد فكر دينى حقيقى؟
نقلا عن الوطن