وقالت الصحيفة البريطانية في تقريرها، إنه بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في عام 2017 بالاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على القدس، على حساب المطالب الفلسطينية بعاصمة لهم في الأجزاء الشرقية من المدينة، في انتهاك لعشرات من قرارات الأمم المتحدة، قدم نتنياهو وعوداً في حملته الانتخابية الأخيرة بضم أجزاء إضافية من الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل واستبعد إمكانية تقديم تنازلات للفلسطينيين بشأن القدس.
وأضافت الصحيفة البريطانية في تقريرها، إنه بعد انتهاء الانتخابات الأخيرة وفوز نتنياهو بها، فإن الشاغل الأكبر لدى الكثيرين في القدس الشرقية الفلسطينية، هو أن نتنياهو الآن يتمتع بالقوة السياسية الكافية، مع وجود ولاية جديدة وإدارة أمريكية متوافقة بشكل متزايد معه وتقف وراءه، لإعطاء الضوء الأخضر له في التصرف مع الإفلات من العقاب فيما يتعلق بالمقدسات المسيحية والمقدسات الإسلامية للمدينة على حد سواء، فهناك على سبيل المثال المسجد الأقصى، أحد أقدس المزارات في العالم الإسلامي، وكانت السيطرة على هذا الموقع محل خلاف منذ أن احتلت إسرائيل القدس الشرقية في عام 1967.
وأشارت الصحيفة البريطانية، إلى أنه على الرغم من سيطرة إسرائيل على معظم المناطق الفلسطينية، فقد اعترفت إسرائيل بالدور المركزي لهذا الموقع في الإسلام والقومية الفلسطينية، والقوى القوية التي ستثيرها إذا سعت إسرائيل إلى السيطرة عليه، وسمحت لهيئة تم تعيينها وتمويلها من قبل الأردن، وهي إدارة الوقف، بمواصلة إدارة الموقع والمسؤولية عن صيانته، وكانت الشئون الداخلية مثل تنظيم الصلوات الجماعية في الفناء من مسؤولية إدارة الوقف، لكن تأمين المنطقة كانت تديره الشرطة الإسرائيلية.
وقالت الصحيفة البريطانية في تقريرها، إنه على مدى العقدين الماضيين، كانت هناك ضغوط للحركات الدينية الإسرائيلية التي سعت إلى إجبار الحكومة الإسرائيلية على تضييق الخناق على سلطة إدارة الوقف ووصول الفلسطينيين إلى الحرم الشريف، حيث إنهم مدفوعون بالمزاعم التي تقول بأن المسجد الأقصى والمواقع الإسلامية الأخرى في الحرم الشريف مبنية على أنقاض معبد سليمان، لكنهم يخشون أيضًا أنه إذا استؤنفت المفاوضات بين إسرائيل والقيادة الفلسطينية ونجحت، فإنها ستشمل بالضرورة اعتراف إسرائيل بالسيادة الفلسطينية على الحرم الشريف، ونتيجة لذلك ضاعفت مجموعات المستوطنين الإسرائيليين جهودها لعرقلة المفاوضات حول الموقع.
وتابعت قائلةً: "في تجاهل للأوامر الدينية اليهودية والتشريعات الإسرائيلية والاتفاقيات الأردنية الإسرائيلية بعدم إقامة صلوات يهودية في هذا الموقع، فإن أعدادًا أكبر وأكبر من المستوطنين الإسرائيليين واليهود المتدينين كانوا يدخلون الموقع للصلاة على نحو متزايد، وأدت صلاة ما يصل إلى 50 من المصلين اليهود، برفقة الشرطة الإسرائيلية إلى مشاجرات مع حراس إدارة الوقف، ومظاهرات من قبل المصلين الفلسطينيين المسلمين، وتم فرض قيود على أعمار المسلمين الذين يسمح لهم بالدخول إلى المسجد، كما أدى إلى انشقاق في التعاون الأمني بين مسؤولي الوقف والشرطة الإسرائيلية".
وأضافت في تقريرها، إنه من المحتمل أن يؤدي هذا التصاعد إلى اندلاع قتال أكثر عنفاً في المستقبل القريب، ففي عام 2015، عندما وصلت المواجهة بين المصلين اليهود الذين كانوا يحاولون الصلاة في الموقع والمسلمين الفلسطينيين المصممين على منعهم إلى ذروتها، دعت الحكومة الأردنية وزير الخارجية الأمريكي آنذاك، جون كيري إلى التدخل، وأوضح العاهل الأردني الملك عبد الله أنه إذا كانت الولايات المتحدة تشعر بالقلق إزاء داعش في سوريا، فإنها ربما تجد التنظيم الإرهابي ينمو ليس فقط في عمان ولكن أيضا في القدس، وتحت ضغط من الولايات المتحدة، تراجع نتنياهو، وأوقف الدعم الضمني للمستوطنين اليهود، وتم الإتفاق على طريقة عمل جديدة".واختتمت الصحيفة البريطانية تقريرها بالقول، "ومع ذلك، فمنذ فبراير من هذا العام، أدت صراعات جديدة حول إحدى بوابات الحرم الشريف إلى سلسلة من الاشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية والمصلين المسلمين، ويدرك مسؤولو الوقف على المسجد الأقصى والحكومة الأردنية أنهم وحدهم، دون أي دعم أمريكي لتدابير الحد من النزاعات التي تنشأ بين الحين والآخر، ومن فوزه في الإنتخابات الأخيرة إلى دعم الولايات المتحدة لأحلامه في ضم المناطق الفلسطينية إلى إسرائيل، فإن نتنياهو لديه المواقع والمقدسات الإسلامية في القدس والتي ربما يتخطى كل الحدود إذا سيطر عليها.