كتب : سامح جميل  

فى مثل هذا اليوم 20 ابريل 1868م..

اليابان تغير عاصمتها من كيوتو إلى إيدو.
كيوتو هي مدينة في اليابان. عاصمة "محافظة كيوتو" الحضرية، تقع جنوبي جزيرة "هونشو" وعلى مقربة من "أوساكا". تعتبر من أعرق المدن في اليابان، احتضنت البلاط الإمبراطوري لأكثر من ألف عام (794-1868 م). بلغ عدد سكانها حوالي 1,466,163 نسمة (2003).
 
تقع "كيوتو" على سهل تحيط به الجبال من ثلاث جهات (الشمال، الغرب والشرق). وبسبب هذه التضاريس فقد امتدت حركة التوسع فيها إلى جهة الجنوب. يجتازها نهرا "كاتسورا" و"كامو".
 
"كيوتو" والتي عرفت قديما باسم "هييآن كيو" أو "عاصمة السلام"، أسست على يد الإمبراطور "كامو"، كان الأخير يبحث عن مكان جديد ليبتعد عن خصومه. ظلت المدينة وبدون انقطاع عاصمة إمبراطورية لليابان من 794 م وحتى 1868 م.
تملك العاصمة الإمبراطورية خاصية فريدة بالمقارنة مع باقي المدن اليابانية، فقد خُطت وفق تصميم العاصمة الصينية للفترة نفسها (تأخذ شكلا مربعا). وجهت شوارعها وفقا للاتجاهات الجغرافية الأربعة. حالفها الحظ عندما مرت بسلام على كل فترات الحروب التي شهدتها البلاد. إلا أن هذا لم يمنع حرمانها من الدور السياسي لصالح مدن أخرى (كان الأباطرة يحمكون البلاد بصورة شكلية فقط).
عانت المدينة دمار واسع في حروب أونين 1467-1477، ولم تسترجع شكلها حتى منتصف القرن 16. معارك ساموراي بين الفصائل انتقلت إلى الشوارع، اشترك فيها فصائل النبلاء والفصائل الدينية أيضا. تحولت القصور إلى قلاع، وحفر الخنادق العميقة في جميع أنحاء المدينة تسبب في حرق العديد من المباني. المدينة لم تشهد مثل هذا ذالك التدمير على نطاق واسع منذ ذلك الحين.
بعد بداية الإصلاحات وأثناء فترة "استعراش مييجي"، تم سنة 1868 م نقل البلاط الإمبراطوري إلى "إيدو" وأعيد تسميتها "طوكيو"، وفيها استقرت الحكومة أيضا. كثرة المعالم التاريخية فيها (المعابد وغيرها) دفع بالأمريكيين إلى تركها وشأنها أثناء شنهم لحملات قصف جوي على الأراضي اليابانية (الحرب العالمية الثانية). درست الولايات المتحدة إمكانية استهداف كيوتو بقنبلة نووية في نهاية الحرب العالمية الثانية، في نهاية الأمر قررت ازالة المدينة من قائمة أهدافها.
 
ظلت المدينة ولفترة طويلة العاصمة الدينية ومركز ثقافيا متميزا، تملك أزيد من ألفي (2000) معلم: معابد، مزارات شنتوية وبعض القصور الأخرى. من بين أشهر هذه المعالم: السرادق الذهبي أو "كينكاكو-جي" (شيد عام 1397 م) والسرادق الفضي أو "غينكاكو-جي" (1482 م)، ويعتبران من أهم الشواهد على فترة "شوغونية أشيكاغا" (راجع: "فترة موروماتشي"). بالإضافة إلى بعض المعالم الأخرى: "مدينة كاتسورا الإمبراطورية"، قصر "نيجو"، "جامعة كيوتو" (أسست 1897 م) والعديد من المتاحف الأخرى، وتعبر "كيوتو" اليوم أكبر قطب سياحي في البلاد.
 
اكتسبت المدينة سمعتها بفضل مهارة الصناع الحرفيين، ومن أشهر الصناعات فيها: الحرير، البرونز، الخزف، المجوهرات والمنقوشات، الطرز، الورنيش (مادة صمغية تستخرج من الأشجار، وتستعمل لطلاء التماثيل والتحف اليابانية المشهورة). منطقة "كيوتو" هي الأقل تصنيعا مقارنة ببقية مناطق البلاد، تتواجد فيها بعض مصانع: قطع غيار الطائرات، المواد الكيماوية والتجهيزات الكهربائية.
السياحة تشكل قاعدة مهمة في اقتصاد كيوتو. تراث المدينة الثقافي يجعل منها مقصد سياحي من جميع مدارس كل أنحاء اليابان، والعديد من السياح الأجانب. في عام 2007 تم اختيارها باعتبارها ثاني أجمل مدينة في اليابان.
 
إيدو وتعني حرفياً "باب الخليج" هو الاسم القديم لمدينة طوكيو في اليابان، وإليها نسبت الفترة المعروفة بـ"فترة إيدو" من التاريخ الياباني والتي صاحبت حكم أسرة "توكوغاوا" للبلاد.
 
منذ تأسيس مكاتب الشوغون في إيدو أصبحت كيوتو العاصمة السابقة لليابان، حيث تحولت العاصمة بحكم الحال إلى إيدو لأنها أصبحت مركز السلطة السياسية الحقيقية. ومنذ ذلك الوقت نمت إيدو بشكل متسارع من قرية صيد صغيرة في عام 1457 إلى عاصمة متحضرة يقطنها أكثر من مليون نسمة عام 1712 وكانت أكبر مدينة في العالم في ذلك الوقت..
تعرضت إيدو للعديد من الحرائق المدمرة منها حريق ميريكي الكبير عام 1657 الذي راح ضحيته أكثر من 100 ألف شخص.
في عام 1868 عندما آلت شوغونية توكوغاوا إلى نهايتها مع بدء إصلاح ميجي، تمت إعادة تسمية إيدو إلى طوكيو والتي تعني "العاصمة الشرقية" وانتقل الإمبراطور إليها من إقامته السابقة في كيوتو.
 
عرفت المدينة بإحاطتها لقلعة إيدو، حيث تعرف المنطقة المحيطة بالقلعة مباشرة باسم يامانوته والتي كانت تضم بشكل رئيسي بيوت الإقطاعيين (دايميو)، كما كانت تضم كثافة كبيرة من محاربي الساموراي.
وبالابتعاد قليلا عن مركز المدينة نجد مايسمى شيتاماتشي (المدينة السفلى) والتي كان يسكنها الصناع والحرفيين يعرفون باسم تشونين إلى الشمال الغربي من القلعة في مناطق مثل أساكوسا وأوينو.
يجري نهر سوميدا على طول لالحافة الشرقية للمدينة والتي كان على طوله يتوضع مخازن أرز الشوغون والمكاتب الرسمية له بالإضافة إلى أشهر مطاعم المدينة.
يتوسط المدينة ما عرف في السابق باسم "جسر إدو" ( إيدو-باشي)(نيهونباشي حالياً) والذي كان يعتبر المركز التجاري للمدينة حيث يتجمع الصيادين والحرفيين والتجار لعرض بضائعهم وتبادلها عبر البحر أو البر، وبقيت تلك المنطقة هي المنطقة المالية لطوكيو حتى اليوم.
حميت الزاوية الشمالية الشرقية من المدينة التي اعتبرت على أنها جهة خطرة بحسب تعاليم الأونميودو ببناء..!!
الصورة إيدو (باب الخليج، اسم طوكيو قديمًا)