فى مثل هذا اليوم ..14 ابريل 1865م..

سامح جميل

كان ترتيبه السادس عشر بين الرؤساء الذين تعاقبوا على رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية.. هو إبراهام لينكولن الذى حكم أمريكا فى الفترة من ١٨٦١ إلى ١٨٦٥.. يعد من أهم الرؤساء الذين تعاقبوا عليها وقامت فى عهده الحرب الأهلية الأمريكية بعد انفصال إحدى عشرة ولاية وإعلانها تكوين دولة مستقلة سمّيت الولايات الكونفيدرالية الأمريكية، فتمكن لينكولن من الانتصار وإعادة الولايات المنفصلة إلى الحكم المركزى بقوة السلاح، كما كان لينكولن صاحب قرار إلغاء الرق فى أمريكا عام ١٨٦٣ وهو مولود فى ١٢ فبراير عام ١٨٠٩ فى ولاية كنتاكى لأسرة فقيرة ولأبوين مزارعين.
 
ولم يحصل على تعليم رسمى إلا أنه تمكن من تكوين ثقافة عالية حيث كان عصامى الثقافة. وفى ١٨٣٧، بعد أن خبر مبادئ القانون الإنجليزى والأمريكى، دخل نقابة المحامين وافتتح مكتباً للمحاماة مع أحد معارفه، وصار محامياً ناجحاً على مستوى إيلينوى..
 
كان لينكولن فى أوائل حياته عضواً فى حزب «الويك» الذى كان الحزب الثانى فى أمريكا واشتهر بمعارضته الشديدة للحرب الأمريكية المكسيكية التى نشبت فى ذلك الوقت والتى اعتبرها اعتداء صارخاً من أمريكا على دولة أخرى، إلا أنه بعد انتصار أمريكا الكبير على المكسيك وضمها لأراض واسعة مثل: تكساس وكاليفورنيا كنتيجة للحرب تغيرت مواقفه فانسحب من انتخابات المجلس التشريعى لعام ١٨٤٨، وعاد إلى ممارسة المحاماة ثم استأنف حياته السياسة. وانضم إلى حزب جديد سمى بالحزب «الجمهورى» عام ١٨٥٤.
 
وفى عام ١٨٥٨ حصل لينكولن على ترشيح الحزب الجمهورى لخوض انتخابات مجلس الشيوخ لتمثيل ولاية إيلينوى وفى ٦ نوفمبر ١٨٦٠، أجريت الانتخابات الرئاسية، وفاز لينكولن ليكون بذلك أول رئيس أمريكى من الحزب الجمهورى وما إن تمّ إعلان فوز لينكولن حتى أعلنت ولايات ساوث كارولينا وفلوريدا وجورجا وألاباما وميسيسيبى وتكساس ولويزيانا، انفصالها باسم الولايات الكونفيدرالية ورفض لينكولن فكرة الانفصال، وطالب بإرسال قوات لإخضاع الولايات المنفصلة، وفى سبتمبر من عام ١٨٦٣، أصدر لينكولن «إعلان التحرير» الذى قضى بمنع الرق فى الولايات وفى انتخابات ١٨٦٤ فاز لينكولن فوزاً ساحقاً.
 
وفى التاسع من أبريل عام ١٨٦٥ انتهت بذلك فعلياً الحرب الأهلية الأمريكية، بعد مقتل ما يزيد على ٦٠٠ ألف وفى مثل هذا اليوم ١٥ أبريل عام ١٨٦٥، بعد أيام من استسلام الجنوب، حضر لينكولن مع زوجته مسرحية فى ماريلاند يمثّل فيها مجموعة من المتعاطفين مع قضية الانفصال، فقام أحدهم، ويدعى جون ويلكس بوث، بإخراج مسدسه وأطلق النار على لينكولن...!!