كتب - نعيم يوسف

ألقى قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، عظته الأسبوعية، اليوم الأربعاء، كنيسة التجلي بدير القديس العظيم الأنبا بيشوي العامر، بوادي النطرون، حيث تأمل في قصة "المفلوج"، أو "المخلع"، الذي شفاه المسيح على بركة "بيت حسدا".
 
وتأمل البابا، في السؤال الذي طرحه المسيح على هذا المريض، حيث قال له: "أَتُرِيدُ أَنْ تَبْرَأَ؟"، موضحا أن هذا السؤال موجه لنا جميعًا في عصرنا الحالي.
وقال بطريرك الإسكندرية، إن سؤال "أتريد" يشير إلى الإرادة، حيث أن الله خلق الحرية لكل إنسان وإرادة لكي يستخدمها بطريقة صحيحة ، ولكن أدم كانت إرادته ضعيفة، و"الإرادة الضعيفة هي اللي بتضيع الإنسان".
 
وتابع: "الله وجه سؤالا قد يبدو أنه غير منطقي، ولكن مع التدقيق قد نجد البعض يهتم بأمور أخرى، مثل أنه يفرح بعطايا الآخرين، واكتفى بها، أو "استحلى الخطية"، أو وقع في اليأس، وفقد رجائه".
 
وأضاف: "هذا الإنسان المريض أجاب إجابة إنسانية بالغة، عندما قال "ليس لي إنسان يا سيد يلقيني في البركة"، وهذا المشهد يحكي حال الإنسانية، حيث أن القساوة تملكت على قلب الإنسان، متسائلا: "هل اختفت الرحمة من قلوب البشر؟"
 
واستكمل: "هذا الرجل كان بلا فرحة، وحاله صعب، ولا يوجد لديه أمل في الشفاء، ولكن الأخطر، أن هذا المريض كان متروكًا "ومحدش معبره"، وأحيانا نقع في خطيئة أننا لا نهتم بالخاطئين، ولذلك الكنيسة تطلق على هذا الرجل اسم "الوحيد".
 
ولفت إلى أنه كان لدى الرجل فكر القيامة، عندما قال له المسيح قم واحمل سريرك وامشي، فعل هذا، وأطاع، وكان لديه طاعة وتسليم، كما أنه كان رجلًا شاكرًا متحملًا وضعه، ولم نسمع أنه كان متذمرًا.
 
وأكد أن هذه القصة تُظهر أيضا أن المسيح يستجيب في الحال لطلبات البشر، ولكن المهم أن نعبر عن الاحتياج الداخلي الذي نريده.