كتبت – أماني موسى
قال الكاتب والمحامي ثروت الخرباوي، عندما تقرأ كتب التفاسير الأولى التي أعطيناها مكانة رفيعة ستجدها قد احتوت على أساطير مستمدة من أفهام الأولين، فالأرض فيها مسطحة، وهى مركز الكون كله، والدنيا تدور حولها، يقرأون «وَالشَّمْسُ تَجْرِى لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا» على أنها تدور حول الأرض المسطحة! والدنيا محمولة على قرنَى ثور وجسم حوت، "وعوج بن عوق" حفيد سيدنا آدم كان طويلاً جداً لدرجة أنه كان يضع يده فى البحر فيُخرج حوتًا فيرفعه إلى السماء لتصل يداه إلى الشمس فيشويه ثم يأكله.

وتابع الخرباوي في تدوينة عبر حسابه بالفيسبوك، ولَك أن تتبع ذلك الكم الهائل من الخرافات التي ازدحمت بها كتب التفاسير والأحاديث المزورة لتعرف مدى بشاعة الجريمة التي ارتكبت في حق الدين، وستقابلك عشرات الأشياء التي لا يمكن لعقل أن يصدقها. بما ينعكس على الإسلام نفسه إذ سيُتهم بأنه دين الخرافات.

مضيفًا، ولأن المفسرين الأوائل حصلوا على قداسة من أجيالهم وأجيال تلتهم، لذلك أصبح كلامهم وكأنه هو كلام الله، وإذا أردت أن تدحض تفسيرهم للقرآن وتأويلهم لآياته وتقول إنه إنتاج بشرى محض من عقول محدودة ومرتبطة بأساطير قرونهم ولا علاقة له بالنصوص الدينية الصحيحة، وقف أمامك بعض الأنطاع يقولون لك: احذر يا أخى، فإن لحم العلماء مسموم!

فإن كنت تعتمد، يا صديقي، على التفاسير في فهم القرآن الكريم، فاعلم أن ما تقرأه للمفسرين ليس قرآنًا ولا دينًا وليس له أي وجه من الإلزام، إنما هو يا صديقي مجرد أفكار خرجت من عقل بشرى ناقص، لنا أن نرفضها ونلقى بها في قاع البحر، ولكن الكارثة أن المدارس والمعاهد الدينية تعطى هذه التفاسير منزلة كبرى وتدافع عن الخرافات التي وردت فيها. ومن أسف أن كل الفهم الخاطئ للإسلام نتج من الأحاديث المزورة والتفاسير الأولى للقرآن، هذه هي الإساءات الحقيقية التي لحقت بالإسلام، هؤلاء هم من أساءوا للدين، هؤلاء هم من نقلوا لنا صورة مزيفة للرسول صلى الله عليه وسلم، هؤلاء هم من تسببوا في إلحاد الشباب، وإنا لله وإنا إليه راجعون.