مفيد فوزي
إلى الرئيس السيسى
في احتفال مئوية المرأة المصرية في المنارة التي عشت وقائعها أستطيع أن أجزم بما هو آت:

■ لم تحظ المرأة المصرية بهذا الاهتمام وهذا الاحتفاء إلا في زمنك.

■ أملك أن أقول هذه الشهادة كشاهد على عصور وأزمنة سبقتك.

■ لم تكن الرعاية إنشائية أو شفوية بل بتشريعات استحدتث.

■ وعند تكريمك لرموز مصرية أعطت قلت لهن بالنيابة عن مصر شكراً.

■ تكريمك لأمهات مصريات بسيطات لم يحلمن بهذه اللحظة في حياتهن ونزولك لبعضهن من على المسرح يعكس «تواضعا جما وإنسانية حقة».

■ حين تنحنى- وأنت رئيس الجمهورية الأب- وتقبل يد أم معمرة، فأنت الابن الصادق الأمين الذي تربى على احترام الأم وإجلالها، وهو مشهد يهز القلب برعشة في الفؤاد تسرى في وجداننا.

■ أسرنى بشدة ياورك وهو يحدد لفخامتك بروح تنظيمية مكان وقوفك على المسرح لحظة توزيع الجوائز.

■ إصغاؤك الحنون لمن همسوا لك بكلمات وربما شكاوى لم نسمعها يؤكد اهتمامك بما في قلوب مواطنيك.

■ لأن السياسة في جوهرها هي حياة الناس، بادرت وأعلنت تحريكاً في الرواتب والمعاشات لاقت ترحيباً ما بعده ترحيب.

■ نستأذنك- يا ريس- بالاحتفاء والتكريم لامرأة مصرية جليلة تقف خلفك وبجوارك هي السيدة انتصار السيسى، الفاضلة زوجتك.

إلى الكاتب خالد منتصر..
يا خالد، أقرأ مقالاتك العلمية بإمعان، وأقرأ اجتهاداتك الفنية بتحفظ. فقد كنت قريباً من عبدالحليم حافظ أكثر منك وأعلم أنه فارق الحياة في الموعد المحدد للرحيل، ولعلها صيغة «أدبية» صحفية ما قلته في الوطن حين اجتهدت في تحديد تاريخ وفاته يوم غنى قارئة الفنجان و«شخط» في العابثين الذين حاولوا إفساد العمل الفنى الكبير لنزار قبانى والموجى وحليم. لقد شخط لأنه لم يطلع على المسرح ليغنى قبل ٢١ بروفة مع الفرقة الماسية. ومن الطبيعى لفنان في حجم العندليب أن يقتتل لإسعاد جمهوره ثم يوجد في الصالة محاولات غلوشة مدبرة من أسماء- لن أذكرها- فبعضها حى يرزق وبعضها قد رحل، هؤلاء لم يحتملوا تفوق عبدالحليم آسر القلوب والأفئدة. يا خالد: كان عبدالحليم يواجه حزب أعداء النجاح بفنه، فكلما اشتدت ضراوة الحرب، طلع بأغنية جديدة وكان قلب حليم مع ثورة يوليو- أياً كان رأينا فيها- فقد غنى لمصر عبدالناصر ما يمكن اعتباره «واجهة نظام».

كان عبدالحليم يتقن فنه متفانيا ناسياً نزيفه المأساوى وكان حزب أعداء النجاح ينفق الكثير على ضرب نجاح حليم- بالمال الوفير- ففى بعض الليالى التي غنى فيها، افتعلت خناقات وتصاعدت شتائم، فكان ضرورياً أن يتوقف عن الغناء ريثما إخراج الخناقة برمتها من المسرح. كان العندليب يشعر بالحزن ويكتمه، ففى صفاقس التونسية حملوا سيارته، وفى بيروت ذهبوا إلى المسرح من الصباح المبكر، وفى المغرب انتظره الآلاف أمام الفندق الذي كان يقيم فيه، حالة من الحب لم تحدث لفنان قبله أو بعده، وكان هذا النجاح السلوى الوحيدة في عمره.

لم يمت حليم ليلة «الغلوشة» عليه، بل تأكد أكثر بمدى حضوره على الساحة، أدرك كم يقتل نجاحه الآخرين، لم يكن الذوق قد تغير كما ذكرت يا خالد، كانت هناك أصوات أخرى، لم يكن يحاربها حليم كما قد أشاعوا، بل ادعوا أنه يحاربهم، لم يكن عبدالحليم- العاشق المهزوم- في حياته غير الغناء، وحين ذهب للعلاج في لندن لآخر مرة كان يقول: «هل قدرت أسعد الناس؟» كان يعرف، لست أدرى كيف. النهاية يا خالد: حليم، فلتة زمن وشهقة حنان، لا يتكرر مطلقاً ولايزال بعد نصف قرن نتونس بصوته وكلنا أحببنا على أغانيه وحتى الأجيال الجديدة التي لم تره عشقت صوته، صوت الحزن الشفاف أما الآن فقد «خمد» حزب أعداء النجاح، لأن الساحة خالية من صوت يسكن وجدان المصريين.

يا خالد: قبل رحيل حليم بدقائق كان يسمع تسجيلاً لـ«من غير ليه» ثم فاجأه النزيف وكانت النهاية لقلب توقف عن الدق وحين أعلن الخبر، مشى الحزن في كل الطرقات المصرية والعربية.

إلى طارق جميل سعيد المحامى..
أشهد أنك «محام» شرب المهنة من الأستاذ جميل سعيد المحامى الكبير من الأجيال العظيمة التي سكنها القانون، أشهد بحبك لمواد القانون و«عفرتة» تطويعه في مرافعاتك، أنت محام بالجينات يا أستاذ طارق، وما كان جديداً بالنسبة لى هو دخول دنيا الكتابة، وليس غريباً أن يكتب من احترف المحاماة، فمصطفى مرعى كان أديباً من رحم القانون ورجائى عطية عبقرية أدبية وفكرية من قلب القانون أسماء كثيرة اشتغلت بالقانون ولها مقالات وأعمدة وهم محامون.

صافحت كتابك «مجرد رأى» فاحترمت كلماتك للمستشار جميل سعيد والدك «أى شكر يستطيع أن يحيط بمقدار تعبك وأى شكر يستوعب ما بذلته معى. اسمحا لى أن أقول لكما شكراً.. احترمت كلماتك إلى منة حسين فهمى زوجتك: «لولاكى ما كان لهذا العمل أن يرى النور يا ملهمتى الجميلة أدام الله بقاءك في حياتى» وقرأت أيضاً ما كتبه محمد الباز في مقدمة كتابك «نحن أمام قارئ محترف ومجرب كبير في الحياة يضع ما يعرفه أمام عينيه ويخرج لنا حكمة صافية تعكس فطرة نقية تعرض صاحبها للوجه القبيح للحياة عبر قضايا صاخبة، لكن روحه لم تتلوث أبداً» توقفت يا أستاذ عند بعض آرائك، لابد أن شيئاً ما قد لمسنى أو نادانى أو لمس شغاف القلب.

■ لولا وجود فقراء الأدب ما كان للأخلاق معنى.

■ احترم تحترم لأن الاحترام أصل القوة وليس ضعفاً.

■ الحب هو أن تخاف الله فيمن تحب فمن أراد الحب فليعشق من يخاف الله.

■ أشفق على كل من كان خصمه فقير النفس.

■ الصمت عند الغضب أبلغ من سوء الحديث.

■ اليأس مقبرة النجاح.

■ أشفق على من تحمله ساقاه إلى طريق الانتقام لأنه سيكتشف عند منتهى الطريق أن الانتقام الكامل يكمن في التسامح وأن خصمه أبدع معه القدر ودار به الزمان.

■ لا تصنع ذكرياتك إلا مع إنسان خلوق أو شريف، فالخلوق يكتم سرك والشريف ينساه.

■ تذكر دائماً راحة البال آتية لا محالة فلا تيأس مهما صعبت عليك الأمور واعلم أن الذي تسجد له الجباه حتما «لا يكلف نفساً إلا وسعها».

■ هناك أناس يجب أن تنصحهم بزيارة طبيب تجميل داخلى وذلك لإجراء عملية إزالة حقد وكره وشفط غل أسود وتركيب قلب وتضخيم رحمة وأدب.

■ ■ ■

اعتراضى الوحيد على طارق جميل سعيد هو الغلاف الذي يبدو فيه طارق يدخن السيجار الكوبى الفاخر وكأنه يتفضل علينا بالحكمة مع أبسط من تصور فنان غلاف مجرد رأى!

إلى التاجر المتاجر بقوت الغلابة

مع تحريك الرواتب والعلاوات، ترفق بالناس وكن رحيماً، لا تنتهز الفرصة وتغرمهم، الله يحاسبك قبل حساب جهاز «حماية» المستهلك! أيها التجار الجشعون!! «دين أبوكوا إيه» على رأى الشاعر جمال بخيت!
نقلا عن المصرى اليوم