د. مينا ملاك عازر
تعمدت أن أصبر على الخطب الجلل كثيراً حتى يوضح النائب العام الخيط الأبيض من الأسود، وقد كان فقد جاء بيانه موضحاً لتناول السائق مادةالأستروكس وهي نوع من المخدرات قد يؤدي للوفاة، واتضح أن السائق سيئ السير والسلوك من قبل، وتم وقفه لست أشهر، نعم عن سائق الجرار المتسبب في كارثة محطة مصر اتكلم.

تعمدي الصبر وعدم الكتابة لألا أقع في توقعات كانت الأمور كلها تشي بها، فكم الحرائق التي اندلعت في يوم حريق محطة مصر يشي وكأنه هناك مخطط لحرق مصر وليس القاهرة أو عمل كارثة، عدد الحرائق المشتعلة كبير ومنتشر ومتنوع الأماكن ومتعدد التوجهات، كدت أوقن أنه عمل إرهابي منظم، بيد أن عدم وجود متفجرات في الجرار المشتعل بحسب بيان النائب العام وإدمان السائق وتاريخه السلوكي المشين، يجعل كبرى الحوادث التي جرت ينتفي عنها صفة الإرهاب ويبقى عليها صفة الإهمال، ما ينفي عن الباقي غالباً طابع العمل الإرهابي ويبقى الإهمال.

الإهمال الجسيم في جريمة محطة مصر ليس ما فعله السائق، فالسائق مدمن مغيب لكن المشكلة في من تركوا السائق يعود لعلمه بعد انكشاف إدمانه وسوء سلوكه، الإهمال ممن تسلموا منه العهدة، وهو أصلا لم يسلمها ولا يعرف مصيرها بعد أن تحركت وغادرته وغادرت متجهة نحو نحبها ونحب العشرات، الإهمال بادي جلياً من ردود أفعال الإعلاميين الذين هاجموا الشعب المصري الذي أعترف أنه شعب أصبح لا مبالي ،لكن هجوم الإعلاميين المصب على الشعب لم يبحث مع أحد من رجال علماء الاجتماع في مصر وهم كثر عن سر تلك اللامبالاة التي وضحت في سلوك الكثيرين منْمن شاهدوا المحترقين بالنيران مصابين وشهداء ولم يتحركوا لنجدتهم حتى أننا بتنا نبحث عن أشخاص شاهدناهم فرادة يقومون بعمل تطوعي لاتقاء النيران المشتعلة، بأجسادهم ولم نسأل عن أنظمة إطفاء الحريق بالمحطةولا أنظمة الأمن.

وبمناسبة الأمن، وجود الكاميرات لا يمنع الجريمة يا سادة، الكاميرات فقط تساعد في تكشف أحداث جرت أثناء أو قبل الجريمة، الكاميرات دورها فقط رصد لكن عليكم مساءلة من لم يستفد من ذلك الرصد سريعاً وكان بطيء ومهمل في رد فعل غير مبالي متواني.

حادثة الحريق لا تكشف عن فساد من السائق ولكن أيضاً فساد في العقول التي اعتادت التواني، السؤال هنا لماذا أصبحنا شعب غير مبالي متواكل ومتراخي لا يسرع لنجدة الملهوف؟ فقط متعاطف باكي دامعلكن غير فاعل، أجيبونا إن كنتم تريدون نهضة هذا الوطن بحق.

المختصر المفيد ليس فقط بالكباري والمدن تبنى الأوطان، ولكن بنهضة الشعوب تعليمياً وإنسانياًوضميرياً.