خالد منتصر
بعدما كتبت عن الكادر الخاص المجحف لمعيدى ومدرسى وأساتذة الجامعة، امتلأ صندوق بريدى الإلكترونى بمئات الرسائل، التى تصرُخ وتئن وتشكو من أن هذا الكادر قد جعل أساتذة الجامعة على حافة الفقر وإهدار الكرامة، وكأننى ضغطت على خُرّاج على وشك الانفجار بركاناً من القيح والصديد، طعم المرارة فى كل حرف، سكين الإحباط يذبح الجميع، ليس أمامى إلا اللجوء لرئيس الجمهورية لعرض هذا الملف، الذى فيه شفرة حل مشكلات مصر، خلاصة عقل مصر يعيشون على حدّ الكفاف، وهذه بعض صرخاتهم:

كتب د. عماد عبدالمنعم فرحات، رئيس قسم النبات بعلوم حلوان:

«خالص التقدير والشكر على مقالتكم القيّمة الموجّهة إلى السيد وزير المالية، الذى لم يعد يرى أساتذة الجامعات، الذين قد دبّ فى قلوبهم اليأس، شباباً وشيوخاً، للمذلة التى يعيشون فيها، جراء تجاهل الدولة لهم، مما حدا بالكثير منهم للهجرة إلى الخارج، بحثاً عن الكرامة ولقمة العيش، بل بدأ بعض الشباب البحث عن منح الماجستير والدكتوراه بالخارج، وبعدها تقديم استقالاتهم من الوطن، والاستقرار بالخارج. مثال صارخ على تدنّى رواتبنا وإذلالنا، هو راتب رئيس القسم العلمى بالجامعة؟. هل تعلم يا سيدى العزيز أن بدل رئاسة القسم العلمى فى جامعات مصر المحروسة هو ١٢٠ جنيهاً سنوياً.. أى والله سنوياً وليس يومياً أو شهرياً.. يبقى من أين يأتى الانتماء، والكثير منا أصبح يحلم فقط بالستر، وألا يفضحه الله، وهو يحمل لقب أستاذ جامعة؟! مرفق قرار تعيينى رئيس قسم والبدل المصروف لى (ليس للنشر).. مهزلة ما بعدها مهزلة، وللعلم لم أستطع والله العظيم أن أُلحق أياً من أبنائى الثلاثة أى مدارس خاصة، لضيق ذات اليد.. وأجاهد مع أكبرهم بعد أن دخل برنامجاً خاصاً بإحدى الجامعات الحكومية، حتى يتم أعوامه الأربعة بستر وسلامة، مع اضطرارى للأسف لتقديم طلب لدعم المصروفات الخاصة به سنوياً!!!.. هل هنالك ذل أكثر من ذلك؟ أليس من العبث إذاً أن نطالب أساتذة الجامعات، بأن يفعلوا أقصى جهدهم، لرفعة هذا الوطن، بينما المسئولون فى بلادنا يتجاهلوننا ويعتبروننا من الأغنياء، رغم أن كثيراً منا أصبح الآن يجاهد فقط من أجل الستر؟!

لك الله يا مصر..

دكتور -للأسف- جامعى فى مصر».

وكتب د. جمال شقرة، أستاذ التاريخ: «لن يصدق أحد أن معاش أستاذ الجامعة بعد أن أمضى عمره يبحث ويحاضر لن يزيد على ٢٠٠٠ جنيه، وأنه لو توفى وهو مدرس، أسرته تتسول لتعيش».

د. سماح أبوالخير، أستاذ الدراما والنقد المساعد بكلية الآداب جامعة الإسكندرية، كتبت بنبض الدراما تحت عنوان رسالة إلى الوالى: «إلى المنقذ والملاذ الأخير للرعية فى كل زمان ومكان حال انقطاع الأسباب لتحسين أحوالهم، والرعية كثيرون، أرى فيهم أناساً وصلوا من العلم درجات، وأصبحوا أساتذة جامعيين وعلماء وأصحاب بحوث علمية، لم يعرفوا أبداً فى حياتهم إلا احترام النفس والكرامة والشرف المهنى، إيماناً بمكانتهم العلمية التى عاهدوا أنفسهم ألا يمسّوها، وذلك حفاظاً على جيل ينشأ ويتربى على قيمة احترام العالم والأستاذ.. لكننى أراهم منهارين، فقط يحاولون الظهور بكرامة الأستاذ الجامعى شكلاً، لكنهم يحنون رؤوسهم أمام أسرهم وأولادهم، لأنهم لا يستطيعون أن يلبوا احتياجاتهم المعيشية الأولية، فى تلك اللحظة قررت أن أطرق أنا باب الوالى.. لأقول له: النظرة لعلمائك، لقد انهاروا من (العوز)، تلك الكلمة التى أندهش وأنا ألصقها بعالم، أنأى بنفسى أن أطلب لهم قرشاً واحداً، لأننى ببساطة، واحدة من هؤلاء الذين تربّوا على الكرامة، السيد الرئيس.. كامل احترامى وثقتى.. تحياتى.. وشكراً».

وكتب د. كامل صلاح الدين محمد، أستاذ مساعد بمركز البحوث الزراعية: «أساسى المرتب 320 جنيهاً، البدلات 78٪، تصرف ستة شهور فقط، إجمالى المرتب 5300، وأنا حاصل على اللقب العلمى فى فبراير 2018، وحتى الآن لم يصرف البدل النقدى، أشكركم جزيل الشكر، لعلكم ترفعون شكوانا وقهرنا للمسئولين، فنحن تحت قانون الجامعات، أعزّكم الله وسدّد خطاكم».

وكتب معيد بقسم جيولوجيا بكلية علوم جنوب الوادى: تصحيح لكاتب المقال، بالنسبة للأساسى بتاع المعيد هو فعلاً 730 جنيه، بس ده على الورق، الأساسى الفعلى هو 246 جنيه، ده أساسى 30/ 6/ 2015، من هذا الوقت وهو متجمّد، يعنى أى زيادة تتحسب عليه، وأى خصم يتم على أساسى 730 اللى غير مفعّل.

وكتبت د. منى رحيم، أستاذ مساعد بكلية الفنون التطبيقية بنها: «شكرا جزيلاً لمقال حضرتك عن الكادر الخاص، إحنا فعلاً فى مأساة، ولا أحد يستمع إلى شكاوانا المتكرّرة اليائسة».
نقلا عن الوطن