كتب – روماني صبري
أجرى برنامج " لقاء خاص" ، المذاع عبر فضائية "مي سات" وتقديم الإعلامي مايكل منصور ، لقاءا مع نيافة الحبر الجليل الأنبا ديمتريوس أسقف ملوي أنصنا والأشمونين ورئيس دير القديس أبوفانا بغرب ملوي بالمنيا ، ، للحديث عن ذكرياته مع مثلث الرحمات معلم الأجيال قداسة البابا شنودة الثالث ، نورد في السطور التالية أهم ما كشف عنه نيافته في الحلقة .

الطفل نظير جيد
قال نيافته ، لم أعاصر الطفل نظير جيد ، الذي أصبح فيما بعد قداسة البابا شنودة الثالث ، لكن علمت انه كان طفلا قويا ، بحسب الكتب والتسجيلات التي تناولت حياته عندما كان صغيرا ، إضافة إلى حديثة هو شخصيا عن طفولته .

وتابع ، نظير جيد كان طفلا ذو شخصية عصامية ، جاهد وعمل ولم يضع رحيل والدته ورحيل والده عائقا في حياته ، وهو ما جعله قدوة لكل إنسان أو طفل يمر بظروف مشابهة .
البابا المحب

أحب البابا شنودة الثالث الجميع ، لم يفرق بين احد ، كان يريد الحياة مع الرب  ، لكن أراد الرب له أن يكون بابا للمصريين  ، وعندما جلس على كرسي القديس مارمرقس ، كلما ذهب إلى مكان كان يجول يصنع خير مثل الرب يسوع ، واعتقد الأنبا ديمتريوس أن الرب قد يكون سمح له أن يفقد والدته ويمر بكل هذه الظروف حتى يعده للجلوس على كرسي البابا ليهتم بالضعفاء والمحتاجين .

أحب التعليم واهتم بالمكتبة
وحكي نيافته موقفا جمعه بقداسه البابا قائلا :" كان يحب التعليم واهتم بالمكتبة ، وبعد رسامتي أسقفا ، تحدثت معه ذات يوم عن "تصنيف ديوي"وقلت له إنني لست مطلع بشكل كبير على "تصنيف ديوي"، وان الله أرشدني لتصنيف جديد .

(ووضع نظام تصنيف ديوي العشري الأمريكي ملفل ديوي وهو أول نظام تصنيف من نظم تصنيف المكتبات بالمعنى الحديث وأكثرها شهرة في نفس الوقت، وقد صدرت الطبعة الأولى منه عام 1876 م، ويقوم هذا النظام على تقسيم المعرفة البشرية إلى عشرة أقسام رئيسية ويتفرع كل واحد من الأقسام الرئيسية إلى عشرة شعب تمثل التفريعات الرئيسية للموضوع)

وتابع ، التصنيف الذي ابتكرته حاز على إعجاب قداسة البابا وحقق الهدف للمكتبات الكنسية أفضل من ديوي.

الراهب انطونيوس السرياني
وكشف عن أن البابا شنودة دعي باسم الراهب انطونيوس السرياني ، عندما ترهبن في دير السريان ، وتولي مسؤولية مكتبة الدير ، وتابع :" في مرة طلب من أسقف الدير شراء كروت لتصنيف الكتب في المكتبة ، قاله اشتريها خلال زيارتك للقاهرة ، ولما رجع رئيس الدير اكتشف انه مشتراش الكروت ويومها زعل وخد على خطره ، جه الأنبا دوماديوس ، أخده وقاله أنت زعلت ، رئيس الدير بيحبك ولو هو هيحققلك كل طلب أنت بتطلبه اعرف انك مش هتكمل هو عاوز يعلمك انك تستحمل ومتزعلش ، بعد كده البابا شنودة مبقاش يهتم بالطلب اللي يطلبه لازم يتحقق ، كان درس بالنسبة ليه .

علاقته بالبابا كيرلس
كما كشف الأنبا ديمتريوس عن علاقته بمثلث الرحمات قداسة البابا كيرلس السادس ، حيث رأى في جيل البابا شنودة قادة الغد ، ما جعله يختاره ليكون الأنبا شنودة أسقف التعليم .

اصمت لكي يتكلم الله
وشدد على أن الكنيسة طوال تاريخها  لم تقف في وجه الحكام حتى لو كانوا سيئين ، وتابع ، والبابا كيرلس على سبيل المثال في الأيام الصعبة مع عبد الناصر ذهب إلى دير مارمينا حتى تدخل الله وحل المشكلة ، والبابا شنودة أيضا قرر الصمت والصلاة في دير الأنبا بيشوي بعد خلافه مع الرئيس الراحل محمد أنور السادات .

أنا في الفردوس
وأكد ، عندما قال له رجال السادات أن الرئيس تحفظ عليك في الدير ، قال لهم : أنا مسجون عليا في الفردوس ، بيظهر ليهم انه مش زعلان ، تحفظتوا عليا ماشي لكن الدير بالنسبالي فردوس ، بقرا فيه الإنجيل وبصلي براحتي عكس ما انتم ما متخيلين .

دموع البابا
وأشار إلى أن كل الشهداء الذين استشهدوا في عهده كانوا أبناءه ، وهو ما جعله يبكي عليهم ، لذلك كنا نرى دموعه في العظات ، مشدد على أن قداسته تعامل مع الحوادث والأزمات بحكمة ووداعة وصمت .