كتبت – أماني موسى
تحت عنوان "51 كيلو.. قصتي مع السمنة والاكتئاب" روى الشاب المصري محمد شلبي رحلته مع السمنة وكيف استطاع فقدان الوزن الزائد بما يبلغ 51 كيلو.

وقد عرف نفسه في بداية الفيديو الذي نشرته هيئة الإذاعة البريطانية BBC، أنا محمد شلبي الفتى البدين الذي فقد وزنه، ورصدت الكاميرا في لمحات سريعة صورًا وهو بوزن زائد وتنمر البعض به نتيجة لزيادة وزنه، ثم كيف أصبح ذا قوام ممشوق، عانى من بعض الترهلات إلا أنه تغلب عليها بما يعرف باسم "اللف التنحيفي" وهو عبارة عن لف الجسم بورق بلاستيك يستخدم بالمطبخ لفترات ما يجعل هذه المنطقة تفقد الدهون الزائدة.


يقول شلبي، عائلتي سافروا من مصر للخليج حين كان يبلغ من العمر ثلاث سنوات، واستطرد بأن نشأته بالخليج لم تكن المكان المثالي لكي ينشأ به، ولم يكن بحياته فرص أو اختبارات لأشياء جديدة فيما عدا الطعام، ثم تمحورت حياته حول "الأكل" وكان هو صديقي الوحيد.

وتابع، حتى بالمدرسة حين كان الأصدقاء يعتزمون تجربة شيء جديد، كانت الإجابة الدائمة هي تجربة مطعم جديد.

ويستطرد، حياتي كلها كانت بين صناديق، من البيت للعربية، من المدرسة للعربية، من السوق للعربية، وكثير ممن حولي بدول الخليج مروا بنفس التجربة.


وروىَ كيف أنه عاني من السمنة وتأثيرها على حركته ونشاطه، بقوله "أي نشاط أعمله كلها كم دقيقة ونفسي بيتقطع"، وكنت بحاول أبان أني بهزر وأضحك عشان يبان أني متصالح مع وزني ومعنديش مشكلة معاه.

وتابع، أنهيت دراسة الثانوية العامة ودخلت كلية الهندسة، ثم أصبحت نظرتي لذاتي متدنية، وزني كل يوم بيزيد أكتر، بدأت أعزل نفسي وأدخل في اكتئاب، فكرة الطبيب النفسي هنا في مجتمعاتنا مش مقبولة، الناس بيعتبروك مجنون.

ثم فكر في تغيير المكان المتواجد به ودراسته، علَّ ذلك ينتشله من ألمه ووحدته، وبالفعل ذهب إلى تركيا وتعلم أن يكون "صانع أفلام".

مضيفًا، من أوائل الناس اللي قابلتهم بتركيا هو البراء أشرف، صحفي وصنع أفلام مشهور، وانطباعي الأول عنه أنه شخص ساخر جدًا وراوي حكايات عظيم.


وأول نصيحة قالها له، بص يا شلبي لو عندي نصيحة واحدة أقدمهالك هي متفضلش تخين كدة طول حياتك، وبعدها بيومين لقيت حد كاتب على الفيسبوك، البقاء لله البراء أشرف مات، بعدها عرفت أن البراء أشرف كان مخطط يعمل عملية تدبيس معدة، لكن لم يخبر أحد، وبعد العملية حدثت مضاعفات أدت لوفاته.

ويتابع، ذات يوم كنت وحيد وطلبت أكل، ولم أجد معي أي أحد أو أي شيء سوى الأكل، وهنا شعرت بأني قد وصلت للقاع، وزني أصبح 139 كيلو، والأطباء أخبروني أني أعاني من سمنة مفرطة وهناك خطر على حياتي، وهنا تذكرت كلمة البراء "متفضلش تخين كدة طول حياتك"، وهنا أدركت أنه علي البدء بالتغيير، وأن تغيير المكان أو الدراسة لم يغير في شيء، وهنا كان لا بد من مواجهة نفسي وتغيير نمط حياتي، وبدأت كطفل صغير يتعلم المشي بدلاً من ركوب السيارة، الطهي بالمنزل بدلاً من شراء الأكل الجاهز المليء بالدسم، وبعد فترة كميات أكلي بدأت تقل، وصحتي بدأت تتحسن، وبدأت أفقد وزن، وشكلي بدأ يختلف ولاحظت التغيير.

وحين فقدت وزني اعتقدت أن جسمي سيصبح مثلما نراه في الدعايا والإعلام، لكن دة محصلش، وحين شعرت باليأس وجدت أني مش لوحدي وأن ناس كتير على الإنترنت بيمروا بنفس تجربة الترهلات، والبعض اقترح اللف التنحيفي بورق سولفان، ولكنها لم تكن مجدية بالشكل الكافي، وفي أحد المرات كان يستمع إلى فيديو عبر اليوتيوب عن علاج الترهلات ووجد تعليق من أحدهم، بأن هذه الترهلات هي مدعى للفخر فهي آثار الحرب والانتصار بها، وأن جسدي هو الشيء الوحيد الذي يرافقني منذ ولادتي وحتى الموت، والمفروض أحبه وأقبله وأعتني به.


وأوضح شلبي في ختام الفيديو أنه فقد 51 كيلو من وزنه على مدار 51 أسبوع، وأنه بعد رحلة فقدان الوزن تأكد أن الأمر مش متعلق بكيلوجرامات على الميزان، أو كيف أبدو بالمرآة، لكن الأمر متعلق بالإحساس بالصحة النفسية والجسدية والثقة وأنه صاحب الاختيار بحياته.