خالد منتصر
أظهرت مشكلة التعاطف الجارف مع طبيب القلب النصاب، والدفاع المستميت عنه، ووصول مشاهدات فيديو استغاثته إلى 2 مليون مشاهدة، أننا قد انتقلنا من مرحلة قابلية أن ينصب علينا إلى مرحلة عشق من ينصب علينا!!، وإذا كانت المرحلة الأولى من الممكن علاجها فالمرحلة الثانية ميئوس من علاجها hopeless case!!.

مرحلة قابلية الاستحمار وشراء العتبة من الممكن أن نتجاوز عنها، ونعذر المنصوب عليه، ونُبرّر له بحجة السذاجة، لكن مرحلة عشق الاستحمار والغرام به ومطاردته والسعى إليه مرحلة لا عذر لها ولا مبرر، نحن قد انتقلنا من مرحلة البكاء من خدعة شراء العتبة إلى الهرولة لشرائها، ونحن فى منتهى السعادة والإحساس بالانتصار!!.

واضح وضوح الشمس أن هذا الطبيب كاذب، ويمارس الدجل، ولديه مشاكل نفسية، وقانونياً هو مدان، فتخصّص القلب يحتاج شهادة، وهو لا يمتلكها، ورغم هذا يجد من يدافع عنه، والزمالات التى يزين بها روشتاته كلها أوراق حاصل على مثلها الآلاف من طلاب الطب فى تبادل طلابى لم يتجرّأ أو يتجاسر طالب منهم على اعتبار الشهر الذى ذهب فيه إلى مستشفى أوروبى هو زمالة!!، أو اعتبار الكارنيه الذى منحه له المستشفى للمرور من البوابة شهادة دكتوراه، أو أنه اعتراف رسمى منهم بعبقريته!!، برغم كل هذا الكذب بداية من مساعد مجدى يعقوب للشهادات المضروبة، لجراح القلب المزعوم، لأصغر حاصل على سبع دكتوراهات، إلى افتتاح عيادة عليها لافتة تخصص قلب مزيفة، يكشف فيها بثلاثة آلاف جنيه، يوهم فيها المرضى الذين على شفا الموت أنهم لا يحتاجون إلى دعامات أو قسطرة!!

كل هذا والناس تهرول إليه وتدافع عنه، يروج هو لنظرية المؤامرة، ويروجون هم لوهم أنه ضحية حقد أعداء النجاح!!، عشق الاستحمار وإدمانه نتيجة تزييف العقل بعد مرحلة الإذعان له نتيجة سذاجة الوعى، هى مرحلة خطيرة، مظاهرها المرعبة هى الدفاع عن تاجر أعشاب يمارس الطب، بحجة أنه لا يضرنا، وهو يقبض المليارات من عبطنا، ودفاع عن سمسار طب نبوى خريج زراعة، بحجة أنه رجل بركة مؤمن، وترويج لمدرس ألعاب يعالج بالطب البديل، بحجة أنه بتاع ربنا، وصرف مليارات على مؤتمرات إعجاز البردقوش وحبة البركة فى واحدة من أرقى جامعاتنا، سلسلة من شريط سينمائى مفزع يهرول فيه ملايين المصريين بأقصى سرعتهم نحو فخ النصب ومقصلة الدجل، فى كامل وعيهم وبكامل إرادتهم وبعشق مجنون وغرام محموم لكل نصاب يستحمرهم، نريد تفسيراً لهذا المرض النفسى الجديد.
نقلا عن الوطن