الأقباط متحدون - الأب رفيق جريش يكتب: صراع بين المتطرفين
  • ١٧:٤٦
  • الجمعة , ٢٢ مارس ٢٠١٩
English version

الأب رفيق جريش يكتب: صراع بين المتطرفين

مقالات مختارة | الأب رفيق جريش

١٤: ١٠ ص +02:00 EET

الجمعة ٢٢ مارس ٢٠١٩

الأب رفيق جريش
الأب رفيق جريش

الأب رفيق جريش
المجزرة الأخيرة في نيوزيلندا التي تمت على يد متطرف أو مهووس والانتقام لهذا الحدث بمجزرة أخرى- وإن كانت أقل في الخسائر، مثل تروماى هولندا واعتداءات أخرى ضد الكنائس في باكستان ونيجيريا- جعلا السؤال يطفو على السطح مرة أخرى، وهو:

هل الصراع القادم سيكون بين المتطرفين، خاصة بعد أن خفت خطر داعش، وبالتالى أسباب وجوده من قبل من موّلوه، وسلّحوه، وأمروه؟

هل هو شكل جديد من الصراع يسمى صراع الحضارات؟

مساوئ هذا النوع من الصراع أن ساحة المعركة مفتوحة على مصراعيها؛ فالأرض كلها مباحة؛ فما يجرى هنا عواقبه تقع في بقعة أخرى مع ضحايا آخرين، مثل ما جرى في آخر بقعة من الأرض، وهى نيوزيلندا بضحاياها، عواقبه كانت في هولندا في شمال غرب الكرة الأرضية مع ضحايا جدد، وبالتالى لم يعد للإرهاب موطن محدد ولا في استطاعة أجهزة الأمن مهما ادعت من قوة وذكاء تتبع أين ستقع الجريمة الإرهابية الجديدة، لأن هناك مجرما منفردا قابعا في مكان ما في العالم يخطط، ويجهز للحظة الانقضاض على ضحاياه.

مساوئ هذا النوع من الإرهاب أنه غير مُسيطر عليه، وقد يُستخدم، ويُمول ويُحرك من أي جهة قد تستغل هؤلاء المتطرفين ونخوتهم الدينية أو العرقية أو الوطنية المتعصبة وخلق البيئة الحاضنة لذلك وتوجيههم لمزيد من أعمال عنف وإرهاب وزعزعة استقرار المواطنين الآمنين وتهديد السلام العالمى لصالح غايتهم الشيطانية.

لا نستطيع أن نعفى خطاب الكراهية والتمييز المنتشر حتى من بعض قادة دول من المسؤولية في تأجيج مشاعر البغض والانقسام والانتقام ضد الناس وبعضها، كذلك بدوره صعود اليمين المتطرف في كثير من الدول التي تحث على إقصاء الآخر ورفضه عامل يؤجج مشاعر الكراهية بين البشر.

دورنا أن نكون صانعى سلام، وفى نفس الوقت على وعى تام وكافٍ بما يحاك من حولنا وضدنا من مؤامرات شريرة، ستعمل على تأجيج مشاعر الانتقام والعمل على توعية شعبنا، خاصة البسيط لما يحاك ضده؛ فالوقاية خيرٌ من وقوع ضحايا للذئاب المفترسة.
نقلا عن المصرى اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع