الأقباط متحدون - خبط بالعقل!!
  • ٢٠:١٩
  • الأحد , ٢٤ مارس ٢٠١٩
English version

خبط بالعقل!!

مقالات مختارة | بقلم : دينا عبدالكريم

٥٨: ٠٨ م +02:00 EET

الأحد ٢٤ مارس ٢٠١٩

دينا عبدالكريم
دينا عبدالكريم

 نستطيع أن نميز بسهولة أن كثيرا مما يحدث حولنا وما يتخذ من قرارات ينبع من رغبة حقيقية من الدولة للتغيير للأفضل، وتستطيع بسهولة أن ترصد فى الحوارات والسجالات التى لا تنتهى كل يوم بين مؤيد ومعارض تلك الجملة المهمة والتى غالبا ما تسمعها من الطرف الغاضب «القرارات كويسة، لكن بتتنفذ إزاى!!!».

 
والحقيقة أن الحكمة تقتضى أن نستمع للغاضبين والمختلفين فى الرأى أكثر مما نستمع للمحبين والمؤيدين..فكلامهم- ولو بدا مزعجا- يقول الكثير من التنبيهات ويكشف الكثير من الثغرات ونقاط الضعف التى ربما لا ننتبه لها فى حديث المبتسمين المزيفين فى تأييدهم.. فهناك فرق كبير بين التأييد والدعم! .. أن أؤيدك على طول الخط يعنى أننى أريد أن أنتفع من ورائك بشىء ما وهذا يقتضى فى منطق البعض أن أخفى عنك الأمور السيئة التى قد تزعجك حفاظا على المنح الآتية من خلالك، أما أن أدعمك فهذا يعنى أننى معك على طول الخط أنبهك أحيانا وأتولى مهمة الدفاع عنك أحيانا وأتولى أنا نفسى انتقادك أحيانا وأتحمل الخسارة أحيانا إيمانا منى بموقفك!!!
 
ببساطة سأرصد لك مثالين بسيطين لقرارات عظيمة شوهتها أيادى المنفذين ولم يلتفت إليها وينبه لها من نسميهم «المؤيدين».
 
- قرار دهان واجهات العمارات على الطريق الدائرى وهو قرار مهم جدا رغم أنه يبدو بسيطا؛ فهو ببساطة علاج للذوق العام فاعتياد القبح هو تصنيع بطىء للجريمة والعنف. القرار تم تنفيذه بالفعل لكنك ببساطة إن مررت من الطريق ستجد أن علاج القبح يتم برداءة أكثر قبحا.
 
فقد تمت تغطية الطوب الأحمر بدرجتين من أسوأ درجات البرتقالى والأصفر!! ومن الواضح أن اختيار الألوان ليس متروكا للذوق العام، وواضح أنه تم اختيار هذين اللونين من قبل الجهة التنفيذية المنوطة بالتنفيذ لأن لونهما شبه موحد!! ومن الواضح والمؤسف أيضا أن من قام بالتنفيذ يعتقد أنه يقدم خدمة للوطن!! لكنه يقدم امتدادا للتجريف والتشويه فى الذوق العام لدى الطبقات الشعبية من المصريين والذين كانوا يوما ما مصنع الفنون والآداب! إنه ببساطة مثل قرار يطبق من أجل إعطاء (التمام) دون تعقل ودون إبداع ودون بذل أدنى مجهود!
 
- مثال قريب فى الصحف المصرية أمس فقط، حيث تصدر المانشيت الموحد جميع الإصدارات بمنتهى الأريحية، وتستطيع بسهولة أن تتخيل ما حدث: أصدر الرئيس قرارا إنسانيا تجاه أصحاب المعاشات، اعتبره أول ناقل للخبر انتصارا وهو بالحقيقة كذلك، لكن أن تذهب الصحف الكبرى لأن تتحول إلى ماكينات طباعة دون عقل ودون إبداع ودون صياغة.. تستطيع بسهولة أن تتخيل السيناريو الذى حدث، جاء الخبر واعتبره التنفيذيون أمرا أو قرارا يتم تنفيذه دون إضافة أو تفكير أو إعادة صياغة.. وهو أمر مخيف ومؤسف ويضر أكثر كثيرا مما ينفع!..
 
أى قائد فى أى مؤسسة يحتاج إلى فريق من الداعمين الذين يفكرون ويدرسون ويناقشون قراراته ويساعدونه على إنجازها بأفضل صورة، ويحتاج بالطبع إلى منفذين ومتابعين لجودة التنفيذ أيضا!
 
أرجوكم أيها الكبار كونوا لقادتنا ولوطننا داعمين فقد شبعنا منكم تخبيطاً بدون عقل.
نقلا عن المصرى اليوم
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع