الأقباط متحدون - وحش الإرهاب
  • ١٠:٠٤
  • الجمعة , ٢٢ فبراير ٢٠١٩
English version

وحش الإرهاب

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٢٤: ٠٩ ص +02:00 EET

الجمعة ٢٢ فبراير ٢٠١٩

حادث الدرب الأحمر
حادث الدرب الأحمر

د. مينا ملاك عازر
لم تعد مقاييس الفقر والجهل هي المقاييس التي يستند عليهما أي من يبرر انخراط فرد ما في أعمال إرهابية أو اتباع أفكار متطرفة، فالمسألة منذ بن لادن تتكشف، فذلك الثري السعودي لم يعبأ بأمواله وتعليمه بل سخرهما في خدمة أفكاره المتطرفة وأعماله الإرهابية، وأسس تنظيماً سافكاً للدماء، أما أيمن الظواهري الثري المصري والطبيب المتعلم لم يحن لشيء من هذا ورفع راية التنظيم ذاته الذي أسسه بن لادن وتابع مسيرته بعد أن كان أحد كبار معاونيه في سفك الدم وتقديم الأفكار المبتكرة لتنفيذ الأعمال الإرهابية.

لم يكتفي القدر بهذين الرجلين لهدم نظرية الفقر والجهل للدفع للعنف والتطرف، ولكن قدم لنا فتيات قادمات من الغرب الأوروبي النابض بالحياة وحقوق الإنسان والديمقراطية والانفتاح ليعملن على كونهن مجاهدات نكاح وعرائس للشياطين، ولذا ومرة أخرى تنهدم وراء ستائر الادعاء بأن غياب الديمقراطية وظهور الجهل والفقر أسباب للعمل الإرهابي، فقصص فتيات داعش سبب كافي لدحض تلك الأفكار بشكل أو بآخر، صحيح لم تقص تلك الأسباب من جذورها قطعاً ولكن ما لا شك فيه أنها زحزحتهم من أماكنهم وعملت فيهم بمعول الهدم.

ومرة أخرى وليست أخيرة يقدم لنا إرهابي الدرب الأحمر دليل متجدد على أن الإرهاب ليس نابع من الجهل والفقر فهو ابن طبيب حائز هو ووالده على الجنسية الأمريكية ويعيش في أمريكا لمدة طويلة ويمكنه أن يستمر هناك لكنه قرر أن يقدم إرهابه لأبناء جلدته ومن تربى وسطهم لقرابة عشرين عاماً، لذا عاد لمصر ليقوم  بأعماله الإرهابية وليس في أمريكا حيث الموبيقات كما يدعون أصحاب الفكر الإرهابي والأفكار المتطرفة، لكن مصر حيث السياسة التي يرفضونها والرغبة الجامحة في عدم نهوض تلك البلد من عسرتها، فبينما مصر تستعد لمؤتمرات جديدة وتشارك في أخرى وصيتها يعلو واقتصادها يحاول التعافي، وأهلها يبتلعون فشل البعض في سياساتهم، يعود الإرهاب في سيناء وبالتحديد العريش وقلب القاهرة النابض بالشعبية الطاغية لُيظهر رأسه، وكأن الإرهاب وحش كلما قصصت واجتثثت رأس من رؤوسه نبتت الأخرى نابضة بأفكار أكثر وحشية وأكثر تطرفاً.

وأخيرا، يبقى السؤال المطروح على علماء الاجتماع وفقهاء الدين، كيف تأتي الأفكار الإرهابية والأعمال المتطرف؟ كيف تنبت وفي أي أرض تعيش وتنمو؟ ولماذا فقهاء الدين وعلماءه لا يقاومونها بل لا يكفرون أهلها؟

المختصر المفيد وتبقى مصر تضحك على كل من يحيك ضدها المؤامرات.