الأقباط متحدون - فلوكة في النيل!
  • ٠٧:٠٥
  • الاربعاء , ٢٠ مارس ٢٠١٩
English version

فلوكة في النيل!

مقالات مختارة | بقلم : محمد أمين

٣٨: ٠٩ م +02:00 EET

الاربعاء ٢٠ مارس ٢٠١٩

محمد أمين
محمد أمين

 لا يمكن أن تكون فى أسوان ولا تركب فلوكة فى النيل، ولا يمكن أن يفوتك أن تذهب إلى غرب سهيل، هذه القرية النوبية النائمة فى حضن الجبل، على ضفاف النهر الخالد.. لا يمكن أن تمر الرحلة دون أن تسمع أم كلثوم، وأن تسأل عن مصير النهر.. إنها رحلة الأحلام التى لم تعد السينما تقدمها فى مشاهدها الرائعة، ولكنها تقدم مشاهد العشش والخرابات فقط!.

 
واحد من مكاسب ملتقى الشباب العربى الأفريقى، لم يكن النقاش حول المستقبل، ولا التواصل بين الشباب عبر التكنولوجيا الحديثة، وإنما اكتشاف جمال بلادنا، والعودة نحو الجنوب.. أنت فى فينسيا الشرق.. ميزتها أنها طبيعية لم تعبث فيها يد الإنسان، ولم يصنعها غير الخالق.. وحين تتجول فى النهر ليلاً بصحبة القمر فأنت فى عالم من الخيال لا مثيل له أبداً!.
 
أعرف أن رئيس الوزراء حاول أن يرسل رسالة أمن للعالم، كان معه وزيرا الآثار والسياحة، وهم يشربون عصير القصب، الأمر أعمق من هذا بكثير.. كنت أتمنى أن يكون لدى الرئيس أو رئيس الوزراء أو وزيرة السياحة وقت لإرسال صور كثيرة.. كنت أتمنى أن يعمل الرئيس «فوتوسيشن» من أسوان، إنها الطبيعة التى لا تتوفر فى أى مكان بالعالم!.
 
جرّب أن تعيش فى جزيرة، وجرب أن تعيش فى «نايل كروز».. سوف تغير حياتك ومودك تماماً.. وسوف تنعم بخدمة رائعة كأنك فى بيتك.. سوف تقيم علاقة مع طاقم الكروز كأنهم إخوتك، وهم يتسابقون لتقديم أفضل ما عندهم.. عشت أياماً مع طاقم «أدونيس نايل كروز».. فى البداية لم أكن أعرف كيف أقيم فى مركب.. وفى نهاية المدة، لم أكن أعرف كيف أغادر؟!.
 
أتاحت فرصة العيش فى «نايل كروز» نوعاً من الحميمية.. كنا أمام جزيرة موفينبيك، على بعد أمتار من قاعة المؤتمرات.. تناقشنا فى كل شىء.. وتكلمنا عن مستقبل الصحافة، وقدرة النقابة على عبور الأزمة.. ودور الدولة فى عملية الإنقاذ.. تكلمنا عن طبيعة أهل أسوان.. هناك من قال إنهم يشبهون أهل المدينة المنورة.. إنها «روعة النيل» التى أخرجت أحلى ما فينا!.
 
ويلفت نظرك أن كل شىء فى أسوان سهل بلا تعقيدات.. الناس بسيطة والبيوت مفتوحة تستقبلك كأنك صاحب البيت.. تشرب أو تأكل.. حالة رضا غريبة.. كثيرون تمنوا لو يكون لهم بيت فى جزر أسوان.. بعضهم قد يترجم هذه الرغبة، وبعضهم قد يعيد الرحلة من جديد، والبعض الآخر سوف تشغله الأيام عن لحظة يتمناها، لكنه لن ينسى أنه كان ذات يوم هناك!.
 
وأخيراً ستبقى أسوان لها خصوصية عن سائر المقاصد السياحية المصرية.. البطل فيها ليس المكان فقط، ولكنه الإنسان أولاً وأخيراً.. فالتسويق السياحى يعتمد على الإنسان، بخلاف أى مقصد آخر!.
نقلاعن المصرى اليوم
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع