الأقباط متحدون - لبنان لن يكون «لبنانكم» ولكن «لبناننا»!
  • ٠٧:٠٩
  • السبت , ١٦ مارس ٢٠١٩
English version

لبنان لن يكون «لبنانكم» ولكن «لبناننا»!

مقالات مختارة | بقلم : عماد الدين أديب

٣٥: ١٠ م +02:00 EET

السبت ١٦ مارس ٢٠١٩

 عماد الدين أديب
عماد الدين أديب

 يزور وزير الخارجية الأمريكية، مايك بومبيو، إسرائيل وفلسطين ولبنان فى زيارة تهدف بالدرجة الأولى إلى تحقيق تدعيم لمرشح واشنطن فى الانتخابات النيابية الإسرائيلية «بيبى نتنياهو»!

 
وأزمة واشنطن أنها تريد ما تريده من بعض العواصم العربية بصرف النظر عن مدى إمكانية تحقيق هذه العواصم للمطلوب الأمريكى.
 
أزمة الأزمات هو المطلوب الأمريكى من لبنان!
 
مطلوب أمريكياً أن توافق لبنان على ترسيم الحدود البحرية والبرية حسب ما يعرف بـ«خط هوف»، بحيث يؤدى هذا الترسيم إلى حقوق إسرائيلية فى حقول الغاز اللبنانية (15 حقلاً).
 
مطلوب أمريكياً أن يستوعب لبنان 1٫2 مليون نازح مسجل سورى و300 ألف خارج التسجيل فى لبنان إلى الأبد بدلاً من أن يكون ذلك إقامة مؤقتة تؤدى فى النهاية إلى العودة.
 
مطلوب أمريكياً من لبنان أن يلعب لعبة مواجهة النفوذ الإيرانى فى المنطقة والمصالح السورية فى لبنان، والصراع مع «حزب الله» إلى آخر مدى، رغم أن أى تحالف مضاد فى لبنان لا يستطيع المواجهة مع هذه القوى إلى آخر المطاف.
 
3 مستحيلات مطلوبة من لبنان: الغاز مع إسرائيل، المواجهة مع إيران والحزب، التوطين للنازحين!
 
علّمنا التاريخ الخاص بلبنان الحديث منذ قيام دستور 1943 أن لبنان يستعصى على أن يكون طبعة واحدة خالصة مطابقة لقوى إقليمية أو دولية دون غيرها.
 
فشل الأمريكان أن يجعلوه أمريكياً فى زمن كميل شمعون من خلال حلف بغداد.
 
وفشل «عبدالناصر» أن يحوله إلى امتداد للمشروع الوحدوى السورى.
 
وفشلت سوريا بعد 17 سنة من الوجود العسكرى الأمنى أن تنزع عنه صفة التعددية.
 
وستفشل إيران فى أن تجعله جزءاً من مشروع ولاية الفقيه.
 
وسوف يفشل من يحاول أن يجعل منه دولة على نظام الحياة الخليجى.
 
وفشلت إسرائيل من خلال عملائها فى الجنوب وجيش لبنان الحر، وسعد حداد، واتفاق 17 أيار أن تجعل منه جزءاً من المصالح الإسرائيلية فى المنطقة.
 
وفشلت الاستثمارات القطرية فى الجنوب اللبنانى والضاحية أن تبعد لبنان عن أن يكون خط مواجهة مع إسرائيل.
 
وقبل ذلك فشل «القذافى» و«صدام» فى أى مشروع لبنانى!
 
لبنان هو «خلطة سياسية متعددة المصالح عابرة للطوائف، متشابكة الامتدادات تشمل علاقة الكل بالكل وتحقق مصالح الجميع بالجميع ويستحيل أن تكون تعبيراً منفرداً عن طرف واحد بعينه دون سواه».
 
مشروع محاولة صب لبنان فى قالب واحد غير متعدد هو مشروع فاشل بامتياز!
 
مشروع محاولة اختطاف لبنان إلى أقصى اليمين أو أقصى اليسار، أو تحويله لمشروع سنى محض أو شيعى خالص أو مسيحى منعزل لن ينجح مهما تم صب عليه الزيت أو تم إغداق عليه المال أو تم ضخ فيه السلاح.
 
لبنان لن يكون سوى لبنان -كما عرفناه- توافقى، تصالحى، للجميع وبالجميع!
 
هذا هو حكم التاريخ.
نقلا عن الوطن
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع