الأقباط متحدون - جعانين يا أفندينا ....
  • ٠١:٥٩
  • الخميس , ٧ مارس ٢٠١٩
English version

جعانين يا أفندينا ....

عبد المنعم بدوي

مساحة رأي

٥٠: ١٢ م +02:00 EET

الخميس ٧ مارس ٢٠١٩

 خوشيار هانم والدة الخديوي إسماعيل - صورة نادرة
خوشيار هانم والدة الخديوي إسماعيل - صورة نادرة

عبد المنعم بدوى

أمر من مقام الحضرة الفخيمه الخديويه فى أكتوبر 1878 :
حيث أن أفراد عائلتنا المخصوصه ... قد وهبوا حسب الأيجاب 425729 فدانا من الأراضى ، والمقدار المعلوم بأملاك كما هو مبين بالكشف ، وأنه فى هذه الحاله طبعا سيحصل عسرا فى المعيشه ... فلأجل موارد معيشتهم قد تخصص لهم مبلغ 260 ألف جنيه من مبلغ 360 الف جنيه المخصص لمقام خديويتنا بحسب المخصص لأسم كل منهم

هذه ديباجة الأمر الذى أصدره الخديوى أسماعيل ـ والى مصر ـ سنة 1878 ، أمر يفرض على الحكومه المصريه أن تدفع للخديوى وأسرته 360 ألف جنيه كمرتب سنوى حتى لا " يحصل عسر فى المعيشه " .

وفى الشهر التالى نوفمبر 1878 ـ أصدر الخديوى أمرا أخر يحدد طريقة توزيع الـ 360 الف جنيه على أسرته كالتالى :
100 ألف جنيه ـ الحضره الفخيمه الخديويه
54 ألف جنيه ـ والدة الجناب العالى الخديوى
20 ألف جنيه ـ برنجى هانم
20 ألف جنيه ـ أيكنجى هانم
20 ألف جنيه ـ أوتشنجى هانم
50 ألف جنيه ـ دورتنجى هانم
أن الهوانم المشار اليهم بـ " برنجى هانم و أيكنجى هانم ... الخ " هن زوجات الخديوى الأربعه ، وقد ذكرن بالترتيب التركى ... أى الهانم الأولى والهانم الثانيه ... الخ ، أربع هوانم تركيات تدفع لهن الحكومه المصريه من ميزانيتها 110 ألف جنيه ، فى حين تدفع فى نفس السنه 10 جنيه للمفكر والأديب " جمال الدين الأفغانى " ، 10 جنيه للشيخ " محمد عبده " مقابل عمله فى جريدة الوقائع االمصريه ،و8 جنيه لسعد زغلول .

أنهم لايستحقون أكثر من ذلك ، ولم يكن الخديوى يدفع هذة المرتبات أيمانا بالفكر والمفكرين ، بل لأنه يريد أن يستكمل لنفسه مظاهر االحكم العصرى .

أنه يبنى دار للأوبرا ، ويبنى قصرا فى الجزيره على مثال قصر الحمراء فى الأندلس ، ثم يبنى قصرا فى القبه ، وقصرا فى الأسماعيليه ، ويشترى قصرا فى باريس ، وينفق مليون و400 ألف جنيه فى حفل واحد لأفتتاح قناة السويس .

هذه هى العصريه : مظهر براق يختفى تحته شعب يعانى من الجهل والفقر والمرض ، أن الخديوى لايهتم بالواقع ، أنه يهتم فقط يالشكل الخارجى ، بالمظهر ، بالديكور ....لهذا لم يكن هناك مفر من أن تصل ديون مصر فى أخر حكمه الى 95 مليون جنيه ... ديون تبعها الأفلاس والتدخل الأجنبى ثم ألأحتلال الأجنبى .

خديوى أخر بعده يعتلى كرسى الحكم : الخديوى عباس حلمى الثانى ، فى عهده باعت مصر 11 باخره تملكها الحكومه المصريه الى شركه أنجليزيه بمبلغ 150 ألف جنيه ، علما بأن مصر كانت مشتريه 3 من هذه البواخر بمبلغ 200 ألف جنيه ... ثم جرت محاوله بيع سكك حديد مصر فى السودان الى شركه أنجليزيه .

حتى أطلق المؤرخ عبد الرحمن الرافعى على هذه السنه " سنة تصفية ممتلكات الحكومه المصريه " . فى هذه السنه شهدت حديقة الأزبكيه بالقاهره ، أول مؤتمر جماهيرى أحتجاجى فى تاريخ المجتمع المصرى ، قامت به فئات عماليه من عمال البناء والنجاره والحداده والسباكه ، نظرا لتفشى البطاله بينهم وغلاء الأسعار ، وهم يهتفون

" جعانين يا أفندينا "

 خوشيار هانم والدة الخديوي إسماعيل - صورة نادرة

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع