الأقباط متحدون - أنا.. وثورة يناير
  • ٠٤:٢٠
  • الجمعة , ٢٥ يناير ٢٠١٩
English version

"أنا.. وثورة يناير"

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٥٣: ٠٥ م +02:00 EET

الجمعة ٢٥ يناير ٢٠١٩

ثورة يناير
ثورة يناير

 د. مينا ملاك عازر 

بداية لا يجب أن تأخذ من العنوان قرار وتعتبرني من هؤلاء الذين يعتبرون ما جرى في يناير ثورة، فقد احتار العلماء والمفكرون والكتاب وأصحاب الرأي فيما جرى في يناير عام 2011، توصيفه صعب عليهم، فهمه للباحثين في العلم وبشكل علمي يستعصى على الجميع، لذا أذكر أني كنت وقتها قلق مما يجري ليس للأحداث الأمنية المنفلتة على الحدود وحتى فتح السجون التي كانت اختراق واضح للحدود المصرية، كنت قلق من أنه لا يوجد سوى الإخوان يستطيعون اهتبال الفرص واغتنامها ولعب سياسة.
 
 مع وضعنا في الاعتبار أن معظم من حاولوا لعب سياسة في أعقاب الثورة وأثناءها هم من الشرفاء والنبلاء، والسياسة لا تعترف بهؤلاء لاعبين في ملعبها، فمن دخلها من هذه الشاكلة خسر، وهذا ما حدث لهؤلاء النبلاء والشرفاء الذين تمسكوا بثوريتهم ونبلهم فخرجوا من اللعبة وسكنوا السجون متى استمروا على ثوريتهم، لأن بانتهاء الثورة لا يجوز للثوريين أن يبقوا في ثوريتهم، عليهم إما لعب السياسة أو يكونون خارجين عن القانون.
 
 لحظة كسر القانون ذاته هي ثورة، ومتى عاد القانون تنتهي الثورة، وهذا ما لم يفهمه ثوار يناير، ولم يفهمه ثوار يونيو، والكل جلس في بيته، ومن غامر وقامر جلس في السجن، وليس شرط الوجود في السجن هو الخروج عن القانون وإنما المجاهرة بالفكر الثوري في حد ذاته وحتى هذه المسألة فيمكننا القول فيها كثيراً والنقاش حولها أكثر، لأن المسألة نسبية بين الاستقرار المنشود والثورية التي تنشد التطور والحرية المنشودة من الثوار، وما دامت المسائل نسبية فالفرص متاحة لدخول التفاصيل الصغيرة المفسدة للأغراض والأطماع، ولا داعي للخوض كثير في هذا الغمار، فربما تكون النتائج في النهاية ألا أعود التقيكم كاتباً وقراء بل ربما قراء عن كاتب كان يكتب لو كتب عني أحد بعد غيابي.
 
لم أشاء أن تلد زوجتي ولدنا في الخامس والعشرين من يناير برغم أنه كان وقتها إجازة، واخترت الموعد قبلها بثلاث أيام ليس كرها للثورة التي أوصلت الإخوان للحكم فحسب، ولكن خشية أن يرث منها مصيرها، يعني من الآخر تشاؤم، أعرف أنك ستسأل وماله مصير الثورة؟ فسأقول لك أراه مشرق على دباجة الدستور، يسكن معظم من امتطوها السجن، ويتعس معظم من آمنوا بها، وفشل في البقاء على الساحة السياسية كل من اغتنمها وصدقها، لذا قررت ألا يرتبط تاريخ ميلاد ولدي الحبيب بتاريخ ميلادها، رغم أن الفرق بينهما قرابة السبع سنوات، فبينما يتم ولدي سنته الأولى تتم هي سنتها الثامنة، إلا أنني خشيت عليه وسامحوني في هذا.
 
المختصر المفيد الفرق كبير بين شرف بعض الثوار الذين كانوا في الميدان وسفالة لعبة السياسة.