الأقباط متحدون - دور وزارات الإعلام اليوم
  • ٠٢:٢٨
  • الثلاثاء , ٢٦ فبراير ٢٠١٩
English version

دور وزارات الإعلام اليوم

مقالات مختارة

مقالات مختارة | بقلم : عماد الدين أديب

٣٧: ١٠ م +02:00 EET

الثلاثاء ٢٦ فبراير ٢٠١٩

أرشيفية
أرشيفية

 هل نحن بحاجة إلى وزارة إعلام ووزير إعلام فى عالمنا العربى؟

 
الإجابة عن هذا السؤال الذى طُرح فى ندوة عن الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعى فى الرياض، كانت صريحة وواضحة: «لا، لسنا بحاجة إلى منصب وزير الإعلام فى حياتنا».
 
قائل هذا الرد ليس شخصاً عادياً، إنه الأمير تركى الفيصل، الرئيس الأسبق للاستخبارات السعودية والسفير الأسبق لبلاده لدى بريطانيا والولايات المتحدة.
 
يدرك الأمير تركى مثلما يدرك العقلاء أن العالم اليوم أصبح غير قابل للسيطرة على عقله ومعلوماته وأفكاره.
 
وفى رأيى أن أقصى ما يمكن أن يقوم به زميلنا الإعلامى القدير والخبير تركى الشبانة، فى منصب وزير الإعلام السعودى، أن يكون قد هيأ وبنى وأسس مؤسسات إعلامية راسخة ومستقلة، تستطيع أن تدير نفسها سياسياً وإدارياً ومالياً، بعيداً عن تدخل وهيمنة الدولة.
 
باختصار، أعظم شىء يمكن أن يفعله الوزير الحالى هو تأهيل المؤسسات، كى تكون مستقلة، أى ليست بحاجة له أو لتدخل الدولة، وبالتالى يكون هو آخر من يشغل هذا المنصب.
 
مبدأ السيطرة أو الكنترول «ليس ممكناً» فعلياً وعملياً حتى لو وافقنا عليه -تجاوزاً- من الناحية الفكرية والمبدئية.
 
التكنولوجيا الحديثة، ندرة الاتصالات، امتزاج تفاعل وسائل التواصل مع الأجيال الحديثة من التكنولوجيا الرقمية المتقدمة، تجعل من كل هاتف منصة اتصالات عالمية، وتجعل من كل صاحب موبايل أو خط إنترنت مدير محطة تليفزيون، أو مالك جريدة غير قابل للسيطرة عليه أو التوجيه.
 
فى وسائل الاتصال الآن، أصبح ممكناً لشخص مجهول تماماً بالنسبة لك، بلا اسم ولا عنوان، أن يهاجمك بشكل محدّد، بينما أنت لا تملك الرفاهية ذاتها.
 
لم تعد هناك حاجة للرقابة على المطبوعات أو مصادرة الكتب أو حذف صور أو مشاهد أو كلمات مسموعة أو مرئية، ففى ثوانٍ معدودات يستطيع أى إنسان أن يخرج إلى الشبكة العنكبوتية ويخاطب العالم عنك وعن غيرك وأنت بلا حول ولا قوة.
 
أخطر شىء هو عدم الشفافية، والتجاهل أو البطء الشديد فى التفاعل والرد.
 
الفراغ هو العدو الأكبر فى مثل هذه الحالات إن لم تملأه أنت، قام غيرك بهذه المهمة، حسب هواه ومصالحه.
نقلا عن الوطن