الأقباط متحدون - المادة الثانية سرطان الدستور
  • ١٤:٣٤
  • الاثنين , ١١ فبراير ٢٠١٩
English version

المادة الثانية سرطان الدستور

أوليفر

مساحة رأي

٠٠: ١٠ ص +02:00 EET

الاثنين ١١ فبراير ٢٠١٩

الدستور المصرى
الدستور المصرى
Oliver كتبها 
-طبعاً نتابع جميعاً تبريرات السادة المؤيدين لتعديلات الدستور و كلهم يكررون عبارة واحدة و هي أن الدستور ليس نصاً مقدساً و يجب تعديله لما فيه صالح المجتمع.حسناً تقولون و المادة الثانية التي تنص أن الإسلام مصدر التشريع للقوانين و أن مصر دولة إسلامية ليست نصاً مقدساً هي أيضاً بل نصاً دخل خلسة ليضمن السادات عام 1980 إعادة إنتخابه مدي الحياة من خلال أصوات الجماعات الإسلامية وقتها ثم لصقت هذه المادة بالدساتير المتعاقبة لأن كل رئيس يخشى علي حياته إن هو أزالها من الدستور.
 
- مشكلة المادة الثانية أنها تعيق القضاء كله.فإذا كان لجريمة مبرر فقهي فإن القضاء يقف عاجزاً عن تفعيل القوانين المدنية.مثل الجرائم التي يسمونها كذباً ( جرائم الدفاع عن الشرف) و هي جريمة قتل يستطيع أي قاتل أن يتحجج بأنه كان يدافع عن شرفه حتي لو كان القاتل بلا شرف.كذلك قضية الضباط الملتحين كانت معضلة للقضاء رغم تفاهتها لأن الفقه لا يجرم إطلاق اللحي و علي هذا الأساس عجز القضاء عن إستبعاد هؤلاء من الشرطة.
 
كذلك قضايا الأحوال الشخصية مشكلتها الأصيلة أنها متورطة و منغمسة في دهاليز الفقه و الشريعة مما جعل هذه القضايا هي الأعلي نسبة قدام المحاكم في العالم.فالمادة الثانية ليست مشكلة للمسيحيين وحدهم بل لكل مصر و شرطتها و جيشها و كل الأسر التي تورطت في خبايا هذه المادة.
 
-هذه فرصتكم يا نواب الأقباط.لقد توسمنا فيكم خيراً و شجعناكم بل و دفعناكم دفعاً للقيام بتمثيل الأقباط كما هو منصوص عليه في الدستور لكنكم لم تريدوا فالآن قدامكم فرصة ذهبية للمطالبة بإدراج تعديل المادة الثانية فإن تم إدراجها ضمن المواد المطلوب تعديلها سيكون لديهم مليون فرصة لإعادة مصر إلي مدنيتها و تفعيل جميع القوانين دون أن يعرقلها الفقه الإسلامي.
 
سيتم تخليدكم و سننسي جميع أوجه القصور إذا تمكنتم من إصلاح هذه الوقيعة التي سممت بدن مصر أربعون سنة هي زمن التيه الدستوري و صارت تقسم شعبها كالسرطان.هل أحدكم مستعد أن يستثمر كرسيه لتحقيق إنجازاً تاريخياً؟
 
- طالبوا بأن يكون الإستفتاء مادة مادة و ليس علي جميع التعديلات وحدة واحدة.حتي إذا لم يتم إدراج تعديل المادة الثانية فسيكون علي الأقباط إسقاط السيسي كما أنجحوه.و ليرفضوا التعديلات بأكملها إذا لم تضمن لهم حق المساواة في تشريع القوانين و لا تكون نابعة من أي دين بل من دساتير مدنية كما في الدول المتقدمة.مسيحيو مصر قوة لا يستهان بها و من لا يضعها في الإعتبار هي أيضاً تتجاهله .
 
-المادة الثانية تعوق ترشيح نائب رئيس مسيحي لئلا عند غياب الرئيس يحكم مصر شخص مسيحي و هي نفس المادة التي تحرم طلاب الطب من تخصصات كثيرة و تحرم طلاب القانون من وصولهم للنيابة العامة إلا في النادر و تمنع من وصل منهم عن منصة القضاء إلا بعدد أصابع اليد.المادة الثانية تلغي كل قوانين حرية العبادة و المساواة .مشكلتنا هي في حقنا في المواطنة مشكلتنا في إعادة الدين إلي بيوت العبادة و إعلاء القانون دون تحيز في بيوت القضاء.هذه رسالتي إلي نوابنا الأقباط ليتهم يستجيبون.
 
- المادة الثانية هي التي تعامل المسيحيين كرعايا من دولة أجنبية و تجعلهم أهل ذمة و من يرض بها فهو لا يعرف قيمة المسيحيين في مصر لأنهم نخبة التنوير و التقدم و سر قيمة مصر منذ صارت مسيحية عبر مئات السنين .
 
الإسلام لا يساوي بين المسلمين و بين غير المسلمين بنص القرآن فكيف يتحدثون عن المساواة و اصل المصدر لا يساوي بين الناس و بين خير أمة أخرجت للناس. ليس المسيحيون أفضل من غيرهم لكنهم أثبتوا أنهم أمناء علي هذا الوطن عبر التاريخ فلماذا تحكمهم مصادر التشريع الإسلامي؟هل يتجرأ أحدكم يا نواب الأقباط علي هذه المهمة لأني أثق أن من سيتصدر لها سيضمن بقاءه مخلداً في تاريخ الوطن و علاقة المسيحيين بالبرلمان.
 
الدعوة أيضاً لكل نائب مسلم يريد مصر مدنية لا يغلق عقلها نقاب أو يحجب عنها التقدم.