الأقباط متحدون - العنف السلبى والبيئة المسممة
  • ١٥:٤٤
  • السبت , ٩ فبراير ٢٠١٩
English version

العنف السلبى والبيئة المسممة

مقالات مختارة | وسيم السيسي

١٥: ١٠ ص +02:00 EET

السبت ٩ فبراير ٢٠١٩

وسيم السيسي
وسيم السيسي

أينما تواجدت أسمع: المجتمع قد تغير، أصبح المجتمع عنيفاً، سواء باليد أو اللسان أو حتى بالسلاح! ضاعت الأخلاق!

إذا تأملنا هذا العنف الظاهر، سوف نجد أنه ظاهر لعنف باطن أو سلبى، وهو ما نطلق عليه Negative Aggression.

ولكن ما أشكال هذا العنف السلبى؟ أن يتحدث البعض عن زميل أو زميلة لهم فى العمل بالسوء، هذا عنف سلبى، أن تقاطع أحد العاملين معك فى مجال عملك هذا عنف سلبى، أن تجتمع جماعة يجمعها دين واحد للنيل بالسوء من اتباع دين آخر، هذا عنف سلبى! أن يسفه طبيب من رأى طبيب آخر هذا عنف سلبى.

أنا وابن عمى على الغريب، ولكن أنا وأخى على ابن عمى، هذا عنف سلبى، ماذا لو أن ابنى عمك أحسن من أخيك، وماذا عن الغريب لو كان أحسن من الاثنين؟! أليس من الأفضل أن نقول: أنا مع الحق أينما كان حتى لو كان مع الغريب!

إن نتاج هذا العنف السلبى ثلاثة أشياء:

1-Toxic Work Enviroment

أى مناخ عمل مسمم.

2-Toxic Society Enviroment

أى بيئة مجتمع مسممة.

3-Positive Aggression

أى اعتداء علنى أو ظاهر

هذا المناخ المسمم هو الذى يجعل الأنا تعلو على الـ نحن، وتختفى روح الفريق بين المصريين، أخبرنى أحد السفراء الأجانب، أن الجالية المصرية فى بلده هى الجالية الوحيدة التى ليس لها طلبات، لأنهم فى خلاف مستمر، وهذا راحة لبلاده!!

طاف طفل حول سيدة، جارة لأسرته، وحينما سألته: بتدور على إيه يا حبيبى؟ قال: على وشك الثانى عشان ماما بتقول إنك بوشين! هذا عنف سلبى من جانب أم هذا الطفل الصغير، أدى إلى خصومة شديدة.. وبيئة مسممة بين الجارتين.

أطلب من قداسة البابا تواضروس، وقداسة شيخ الجامع الأزهر أن يأمرا برحلات مشتركة بين المسلمين والمسيحيين، حتى نقضى على العنف السلبى، الذى يؤدى إلى بيئة مجتمع مسممة، وكما يقولون: البعد جفا!

أذكر أن ابنى سألنى وهو طفل صغير عن جامع خارج منه جموع المصلين:

ما هذا؟ قلت له:

هذا بيت ربنا الناس بتصلى فيه زى الكنيسة تمام!

مرت الأيام، تعطلت سيارة المدرسة، عاد وحده! سألته: كيف عرفت الطريق، قال: مشيت كده، حودت من عند الكنيسة التى تقول: الله أكبر! كم كانت فرحتى بالحب الذى وضعته فى قلبه للناس جميعاً.

قال أحد الشعراء، وقد يكون الإمام الشافعى: إذا شئت أن تحيا سليماً من الأذى ورزقك موصول وعرضك صيَّن «مصون».

لسانك لا تنطق به عورة إمرئ

فكلك عورات وللناس ألسن.

وعينك إن أبدت إليك معايبا

صنها وقل يا نفسى للناس أعين

وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى

وفارق ولكن بالتى هى أحسن.
نقلا عن المصرى اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع