الأقباط متحدون - الأب رفيق جريش يكتب: الحوار وشجاعة التطبيق
  • ١٣:٢١
  • الجمعة , ٨ فبراير ٢٠١٩
English version

الأب رفيق جريش يكتب: الحوار وشجاعة التطبيق

مقالات مختارة | الأب رفيق جريش

٢٨: ٠٢ م +02:00 EET

الجمعة ٨ فبراير ٢٠١٩

الأب رفيق جريش
الأب رفيق جريش

توج «المؤتمر العالمى للأخوة الإنسانية» أعماله، بـ «إعلان أبوظبى» والذى كان لى شرف حضوره بإعلان «وثيقة الأخوة الإنسانية» التى وقع عليها البابا فرنسيس بابا روما وفضيلة إمام الأزهر الشيخ أحمد الطيّب، بمشاركة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبى، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولى عهد أبوظبى نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة واللذان استضافا هذا الحدث التاريخى الفريد ولفيف من قادة الرأى وعلماء الدين، من مسلمين ومسيحيين، من الشرق والغرب. ومن يراجع مجريات الحوار الإسلامى- المسيحى، طيلة العقود الماضية، يدرك أن هذا الموضوع كان يحتاج إلى مقاربة أخرى، تتميز بالشجاعة فى تخطى الحواجز والتخلى عن أحكام مسبقة ناتجة عن تعالقات المصالح وضيق الأفق وأحداث جرت فى التاريخ. وبقراءة المداخلات فى المؤتمر، والأوراق التى طرحت فى جلساته، يمكن القول إن الجميع خلصوا إلى أن الحوار هو الأداة الوحيدة، الفعّالة، والمطلوبة، لمعالجة قضايا الإنسانية المادية أو الروحية. لقد استضافت الإمارات فى حدث واحد جرى فى رحابها، الزيارة التاريخية للبابا فرنسيس، كذلك زيارة الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب شيخ الأزهر. فجاءت الوثيقة «الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمى والعيش المشترك» لتكون خارطة طريق لصفحة جديدة من العلاقات الإسلاميةـ المسيحية وبعد تأمل عميق لواقع عالمنا المعاصر وهو تغييب الضمير الإنسانى وإقصاء الأخلاق الدينية الصحيحة المحبة للسلام واحترام الآخر والمسامحة مع الكل أتت الوثيقة بعدة مبادئ منها:

1ـ الحرية حق لكل إنسان- اعتقاداً وفكراً وتعبيراً وممارسة وتجريم إكراه الناس على دين بعينه أو ثقافة محددة أو فرض أسلوب حضارى لا يقبله الآخر.

2ـ أن العدل القائم على الرحمة هو السبيل الواجب اتباعه للوصول إلى حياة كريمة.

3ـ نشر ثقافة التسامح وقبول الآخر والحوار بين المؤمنين والتلاقى فى المساحة الهائلة للقيم الروحية والإنسانية والاجتماعية المشتركة.

4ـ حماية دور العبادة من معابد وكنائس ومساجد واجب تكفله كل الأديان وأن الإرهاب البغيض يهدد أمن الناس ويلاحقهم بالفزع والرعب وهو ليس نتاجاً للدين.

5ـ أن مفهوم المواطنة يقوم على المساواة فى الواجبات والحقوق التى ينعم فى ظلالها الجميع بالعدل.

6ـ إن العلاقة التى بين الشرق والغرب هى ضرورة قصوى لكليهما لايمكن الاستعاضة عنها أو تجاهلها ليغتنى كلاهما من الحضارة الأخرى.

7ـ الاعتراف بحق المرأة فى التعليم والعمل وممارسة حقوقها والعمل على تحريرها من الضغوط التاريخية والاجتماعية وحمايتها من أى استغلال.

8ـ وأكدت الوثيقة على حقوق الأطفال الأساسية فى التنشئة الأسرية والتغذية والتعليم والرعاية وعدم حرمانهم منها كذلك حقوق المسنين والضعفاء وذوى الاحتياجات الخاصة المستضعفين على حمايتهم مجتمعياً وقانونياً.

نعم، هذه القيم موجودة فى مواثيق أخرى ولكن الاختلاف أن هذه الوثيقة «وثيقة الأخوة الإنسانية» صادرة من أكبر قيادتين دينيتين فى العالم فهدف إصدارها المشترك هو:

1ـ التأكيد على أن الديانتين الإسلام والمسيحية لا تتصارعان حتى لو أخطأ من يظن أنه يحمى الله والدين.

2ـ قطع الطريق نهائياً على من يقودون بعض الناس خاصة البسطاء باسم الدين أو الإفتاء بما هو مغاير لتلك القيم الدينية الواردة فى الوثيقة.

3ـ التأكيد على قادة العالم أو كل من فى مركز قيادة وصناع القرار على تطبيق هذه القيم الواردة فى الوثيقة لترجمتها إلى سياسات وقرارات ونصوص تشريعية ومناهج تعليمية ومواد إعلامية.

هذه الوثيقة كما ورد فى ختامها دعوة للمصالحة وتطهير الذاكرة للتآخى مع جميع المؤمنين بل المؤمنين وغير المؤمنين ولتكن نداء لكل ضمير حى ينبذ العنف والتطرف الأعمى ولتكن هذه الوثيقة شهادة لعظمة الإيمان ورمزاً لعناق بين الشرق والغرب والشمال والجنوب وبين كل من يؤمن بأن الله خلقنا لنتعارف ونتعاون ونتعايش كإخوة متحابين.
نقلا عن المصرى اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع