الأقباط متحدون - أول دفعة في مشاة البحرية الأميركية من الأميركيين الأفارقة
  • ٢٢:٥١
  • السبت , ٩ فبراير ٢٠١٩
English version

أول دفعة في مشاة البحرية الأميركية من الأميركيين الأفارقة

أخبار عالمية | share.america

٣٣: ٠٤ م +02:00 EET

السبت ٩ فبراير ٢٠١٩

المقدم البحري المتقاعد جوزيف كاربنتر
المقدم البحري المتقاعد جوزيف كاربنتر

 كان ذلك في العام 1943، حين تلقى جوزيف كاربنتر الأوامر للالتحاق بمعسكر مونفورد بوينت  (Montford Point ) في جاكسونفيل، ولاية نوث كارولاينا، من منزله في واشنطن.

 
وقال كاربنتر، الذي يبلغ الآن من العمر 93 عاما، “كنت فخورا بأن ألتحق بمشاة البحرية لأن أفراد مشاة البحرية لديهم تاريخ عريق.”
 
بيد أن كاربنتر كان على وشك أن يكون ضمن صناع التاريخ ويصبح واحدا من الدفعة الأولى من المجندين السود في أميركا في سلاح مشاة البحرية الأميركية.
 
جوزيف كاربنتر في مونفورد بوينت في العام 1944. (Courtesy photo)
يذكر أن أكثر من 20 ألف من السود تدربوا في معسكر مونفورد بوينت لأن الجيش حينها، تماما كما هو الحال بالنسبة لجل أميركا، كان يمارس الفصل العنصري.
لكن هذا الوضع تغير في الجيش بعد أن وقع الرئيس هاري ترومان أمرا تنفيذيا في العام 1948 ينهي بموجبه الفصل العنصري في الجيش الأميركي. ولكن كاربنتر تدرب إبان الحرب العالمية الثانية ضمن وحدة كل أفرادها من السود.
 
وسواء كانوا يقاتلون في صفوف الوحدات التي تمارس الفصل العنصري أو ضمن وحدات مدمجة يخدم فيها الجميع جنبا إلى جنب، فقد شارك الجنود السود في جميع الحروب الأميركية الرئيسية منذ قيام الدولة (انظروا إلى الشريط الجانبي).
 
لا تتمتع وحدة مونتفورد بوينت بتلك الشهرة التي تحظى بها مجموعة طياري توسكيغي، تلك السَرية التي يتكون أفرادها من الأميركيين في سلاح الجو الأميركي. وقد تدربت المجموعة على الطيران وصيانة الطائرات المقاتلة في ولاية ألاباما قبل أن تصبح واحدة من الوحدات القتالية الأكثر احتراما في الحرب العالمية الثانية.
 
غير أن وحدة مونتفورد بوينت خدمت بشكل متميز. وقد قام نحو 13 ألفا من أفرادها بالتوجه للخدمة في الخارج إبان الحرب العالمية الثانية. وساعد ما يقرب من 2000 من منتسبي وحدة مونتفورد بوينترز قوات الحلفاء على الاستيلاء على جزيرة أوكيناوا في أكبر هبوط برمائية في مسرح عمليات المحيط الهادئ في الحرب العالمية الثانية.
 
كسر الحواجز
لقد واجه أفراد وحدة  مونتفورد بوينت ممارسة الفصل العنصري حين كانوا يغامرون بالخروج من القاعدة التي كانوا يخدمون فيها في جاكسونفيل. إذ كانت توجد مجموعة من القوانين المعروفة باسم جيم كرو في الجنوب تلزم المدارس والشركات بالفصل بين البيض والسود.
 
وكان الرقيب السابق إدوين فايزر (92 عاما) قد شارك في قوات مشاة البحرية الأميركية في العام 1942، ويتذكر أن بعض الضباط البيض الأصليين والمدربين كانوا يشككون في قدرات المجندين السود، الأمر الذي عزز عزمه وإصراره على النجاح.
 
وقال فايزر وهو من ولاية إيلينوي في مقابلة هاتفية أجريت معه، “لقد كان علينا أن نتجاوز ذلك كي نتأكد من أننا قادرون على البقاء في الفيلق ونؤدي واجبنا فيه على خير ما يرام”.
 
وفي حين أن فايزر شارك في القتال في المعركة التي خاضتها وحدة لاستعادة غوام من اليابانيين، فقد ظل كاربنتر في مونتفورد بوينت كاتب أول وساعد على إنزال أسرى الحرب الأوروبيين من السفن. وتقاعد برتبة عقيد في الثمانينيات. وقد مدد العديد من أفراد مجموعة مونتفورد بوينت فترة خدمتهم العسكرية إلى فترة اندلاع حربي كوريا وفيتنام.
 
إرثهم لا يزال مستمرا
المقدم البحري المتقاعد، البالغ من العمر 93 عاما يمسك بيده ميدالية الكونغرس الذهبية التي تم تكريمه بها في العام 2012، ضمن مجموعة مونفورد بوينت في مشاة البحرية الأميركية. (State Dept./D.A. Peterson)
وتقديرا للخدمات والتضحيات الجليلة التي بذلها أفراد كتيبة مونتفورد بوينت خلال الحرب العالمية الثانية، فقد تم منحهم ميدالية الكونغرس الذهبية في العام 2012، وهو أرفع وسام مدني يمنحه الكونغرس الأميركي.
وفي العام 1974، تم تغيير اسم معسكر مونتفورد بوينت إلى معسكر غيلبرت جونسون (Gilbert H. Johnson) تكريما للرقيب أول الذي عمل مدربا هناك – وهي المنشأة الوحيدة التابعة لسلاح البحرية التي يطلق عليها اسم أميركي أفريقي، كما يفيد جون ليليس، مسؤول الأرشيف والمحفوظات في مكتبة فيلق مشاة البحرية. (وهناك سفينة تابعة لسلاح البحرية الأميركي تحمل الاسم نفسه).
 
وقال فورست سبنسر رئيس الرابطة البحرية الوطنية في مونتفورد بوينت إن ما يقرب من 440 فردا من الدفعة الأولى من الأميركيين السود التي التحقت بمشاة البحرية الأميركة لا يزالون على قيد الحياة.
 
من أجل الأجيال المقبلة
يريد فايزر من أبناء الجيل المقبل أن يدركوا المعاناة التي واجهها أفراد وحدة مونتفورد بوينت وأن الوقت قد تغير نحو الأفضل. وقال فايزر “أريد أن يكونوا قادرين على تقدير كيف تغلبنا على المحن والشدائد. فهذا هو الأساس الذي بنيناه، وأنهم يقفون على أكتافنا. وأن يبدأوا الانطلاق من تلك النقطة “.
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.