بئس القوم نحن

بقلم - إبرام رفعت
"نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيبا سوانا" تنطبق هذة المقولة علي عددا كبيرا من الشعب المصري ؛ الذي يعيش حالة مزاجية غريبة ويظهر من حين لأخر مدي التناقض الذي يعيشه ، فنحن مجتمع يخوض حربا شرسة ضد الأرهاب في سيناء ؛ ولكن يتواجد بداخل قطاع كبير منا دوافع وقناعات داعشية لكن الظروف لم تسمح بعد بظهورها ، لكن عندما تسنح الفرص تترجم هذة القناعات عمليا، فنحن بذلك ندين الأرهاب باقوالنا لكننا وفرنا البيئة الحاضنة الداعمة المهيئة الأرهاب..

نحن مجتمع يملء الدنيا ضجيجا وصراخا ليل نهار بانفاذ القانون وتطبيق العدالة لكن عندما نخالف هذا القانون لخطأ فعلناه ، لعناه وبحثنا عن محامي يتلاعب بثغرات هذا القانون حتي نهرب من العقاب ولا نقع تحت طائلته واذا لم تفلح حيلتنا صرخنا أين روح القانون؟! .. نحن مجتمع يلعن الوساطة والمحسوبية ويطالب بتكافؤ الفرص لكن عندما تسمح لنا الظروف بشئ من هذا نقبله ونبرره معللين هذا التناقض بمقولة "هي جات عليا".

مجتمعنا الغريب العجيب دائما يلعن الفساد ولكن إذا بحثنا ودققنا النظر وجدنا إننا رعاته ، فنحن من نلعن الملازم والمراجع التي وعدنا بها اصحابها انه لن يخرج عنها الأمتحان ولكن لم يأت منها شئ ولكن في حقيقة الأمر اننا لم نقرأ سطرا واحدا في هذة المواد طوال السنة ، نعيب أراضينا التي لا تأت بمحاصيل جيدة ولكن نحن من بورنا أراضينا وجعلناها أرضا للبناء المخالف فافقدنا التربة خصوبتها ، نحن من نعيب الفواكه والخضروات التي أصبحت بلا طعم ولكننا تناسينا اننا من نرويها بمياه الصرف الصحي .

مجتمعنا دائما يلعن الحكام الطغاه ويكره الأستبداد ، ولكن بداخل كلا منا حاكم مستبد علي أبنائه او من هم تحت سلطته ولعل مشهد الأم التي عاقبت ابنها وكادت ان تلقي به من النافذة منذ أيام خير شاهد علي هذا الأستبداد.

نحن شعب دائما يوجد لنفسه الحيل الدفاعية ولا يقبل ان يحمل نفسه المسئولية لكنه دائما يبحث عن المذنب البديل، فنحن شعب ضحية لصراع أنفسنا ، لأننا لسنا فقط محدودي الدخل بل محدودي الفكر أيضا....