الأقباط متحدون - وصايا أمحوتب أو (القادم في سلام )
  • ٠٦:١٢
  • الثلاثاء , ١٠ مايو ٢٠١٦
English version

وصايا أمحوتب أو (القادم في سلام )

محمد حسين يونس

برديات أمحوتب

٥٢: ٠٣ م +02:00 EET

الثلاثاء ١٠ مايو ٢٠١٦

محمد حسين يونس
منذ بداية الوعي بالتواجد و الانسان يحاول أن يجد طريقا داخل ضباب الجهاله الذى يحيط به من كل جانب ..ولانه لم يكن يملك الادوات المنطقية والعلمية والمختبرية للمعرفة .. فلقد تاه لالاف السنين .. يجرى خلف أصوات غامضة أو إيحاءات غير واضحة أو صور لم تكتمل .

لكنه ورغم تعثرة في الدرب الوعر و رغم الالام و الضحايا الذين سقطوا خلال الرحلة .. كان يتقدم دائما .. لقد كان هناك شعاع من الضوء يهدية إلي تعديل نظرته للكون و الحياة و الوجود وتغيير إسلوب حياته .. و تطويعها للمعطيات الجديدة .

إكتشاف قوة النار كان أحد هذه الومضات المضيئة لطريق الوعي ..إكتشاف العجلة و تطوير أساليب النقل .. كان و مضة أخرى .. التوصل لسبك المعادن و تشغيلها .. نقله خارج العصر الحجرى .. إنشاء القبيلة .. ثم القرية ثم الدولة .. كان الوسيلة التي جعلت من مجمل الجهود الفردية .. شمس مضيئة تجعل حياة الغابة .. نسيا منسيا .

منذ أن بني الانسان قراه و مدنه .. و منذ أن أصبح له ربه و جيشه و نظام حكمه .. لم يتوقف الاكتشاف و الابتكار و الاختراع لحظه .. ولم يبق الحال علي ما هو علية ..إلا بين من تخلفوا عن الركب الماضي في الطريق الوعر الصاعد فإنحدروا الي طريق الفناء .. و الاندثار .. و اصبحوا ذكرى ..لا نتعرف عليها إلا من خلال قراءة الاطلال .

أبرز أمثلة الاندثار .. كانت شعوب مصر وبابل و اليونان و الانكا و سكان إستراليا الاصليين .. و ها نحن نشهد اليوم .. إندثارا مهولا للشعوب العربية المسلمة .. التي توقفت منذ قرون عن الحركة علي الدرب الصاعد .. و إكتفت بما بين أيديها .. من أدوات أصبحت .. اليوم تراثيه عاجزة عن التطور .

لكن داخل فوضي الاندثار و جثث القتلي .. لازالت عوامل النجاة قائمة .. أراها تضوى في عيون ذكية متلالئة للوجوه الشابة المتعلمة التي لا حدود لطموحها الساعية في إتجاه نور المعرفة الكونية.. وإمتلاك فلسفات العصر الحديث ...

هل ترونهم معي .. وسط ركام الاطلال .. وضجيج الحرائق و الاغتيالات و أصوات المفرقعات ..

نعم أراهم صاعدون .. إصعدوا يا أ بناء قاوموا الطاغوت و إنجو بأمتكم من الاندثار ..هكذا يقول الجد أمحوتب (القادم في سلام ) .