الأقباط متحدون - السودان
  • ٠٧:٥٩
  • الجمعة , ٨ فبراير ٢٠١٩
English version

السودان

عبد المنعم بدوي

مساحة رأي

٥٥: ١٠ ص +02:00 EET

الجمعة ٨ فبراير ٢٠١٩

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

عبد المنعم بدوى
للأسف الجيل الحالى لايعرف السودان غير أنه بلد المشير " البشير " ، والكلام عنه دائما يدور حول التكامل والترابط مع هذا البلد الشقيق .

لايعرف الجيل الحالى أن الوطنيه المصريه نشأت فى أطار وحدة وادى النيل ، فلم يكن لمصر وجود مستقل متميز بدون السودان ... فقد حصل محمد على على أستقلال مصر والسودان من تركيا ، وأعتبر السودان جزء لايتجزأ من مصر ، ولذلك فأن القوميه المصريه السودانيه تكونت فى وقت واحد ، وفى أطار سياسى ، وجغرافى ، وأجتماعى ، وأقتصادى .

الجيل الحالى لايعرف مدى عمق الأرتباط مع السودان فى وجدان الحركه الوطنيه المصريه ، ومدى أرتباط التاريخ المشترك بين مصر والسودان ، هذه حقيقة لاشك فيها ، فقد أمتزجت فيها الوطنيه مع القناعه المصريه الراسخه لجيلنا بتقديس وحدة وادى النيل ، حتى أن المصريون كانوا يبكون وهم يسمعون عبد الوهاب وهو يغنى :

فلا مصرأستقرت على حال
ولا السودان دام

لاأحد من أبناء هذا الجيل سمع زعيم الأمه " مصطفى النحاس " وهو يقول ــ تقطع يدى ولا تقطع السودان ــ ويترك الوزاره والحكم حتى لايفرط فى السودان ، الى هذا الحد كان أيمان المصريين فى الماضى بوحدة وادى النيل " مصر والسودان " .

ولكن منذ ثورة يوليو 1952 ، تم محو هذا الأيمان من وجدان المصريين وشطبه من ذاكرة التاريخ ، لو عرف الجيل الحالى هذه الحقائق ، لطالب بالحكم على جيلنا بالأعدام لأننا فرطنا فى نصف الوطن ، فى أقل من 3 سنوات منذ قيام ثورة يوليو 52 ، والذى حفظه لنا أسلافنا مايقرب من 150 سنه .

أن أنفصال السودان عن مصر كان خيانه وطنيه ، لم يجروء من قاموا بها على مواجهة الشعب المصرى ، ولا تحمل مسئوليتهم التاريخيه ، فهم أرتكبوا جريمة الخيانه العظمى فى حق مصر والمصريين ... ولكن كيف تم هذا ؟

لما جاءت حركة الجيش فى يوليو 1952 ، وجد الضباط أن الصخره التى كانت تتحطم عليها مفاوضات جلاء الأنجليز عن مصر ، هى مطالب مصر الدائمه بوحدة وادى النيل ، وكانت بريطانيا يهمها أبعاد السودان وأنفصاله عن مصر ، وذلك لتحقيق مصالحها ، وتشاء ظروف الأقدار أن يكون الرئيس المصرى الجديد اللواء " محمد نجيب " نصف مصرى ونصف سودانى ، بل أن ملامحه أكثر سودانيه ، فلا غرابه أذن فى أتهام الحكومه المصريه بالرغبه فى السيطره أو الشوفينيه .

لكن للأسف تم عزله ، ووافق جمال عبد الناصر على قبول مبدأ حل " العقده " مع الأنجليز ودفع الثمن فى مقابل الجلاء ، كان البقشيش المدفوع هو التنازل عن نصف الوطن فى مقابل الجلاء ... هذه القضيه لايجوز أن نهيل عليها التراب ، كان مصطفى النحاس يرفض هذا المبدأ ويقول " تقطع يدى ولا تقطع مصر عن السودان " .

كان من الطبيعى أن ينتقل بنا التاريخ بعد أنفصال السودان الى " أنفصال سوريا " ، فالحدثان هما ضمن مسلسل الهزائم القوميه والوطنيه ، والحدثان وأن أختلفا فى الجزور التاريخيه وفى تفاصيل التنفيذ ، ألا أنهما يرجعان فى النتيجه لنفس الأسباب " أخطاء القياده " ... نعم أن اللص مدان ، كانت الأدانه توجه دائما الى ألأستعمار وأعوان الأستعمار وألعملاء ، لكن الحارس الغافل والمهمل الذى فتح الباب للص مدان أيضا .

صحيح .... فلا مصر أستقرت على حال

ولا السودان دام

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع