الأقباط متحدون - فى جناح الأزهر كتاب يروج لـ«داعش» (السليمانى مسئولًا)
  • ١٢:٠١
  • الاربعاء , ٦ فبراير ٢٠١٩
English version

فى جناح الأزهر كتاب يروج لـ«داعش» (السليمانى مسئولًا)

مقالات مختارة | حسين القاضى

٤٥: ٠٩ ص +02:00 EET

الاربعاء ٦ فبراير ٢٠١٩

حسين القاضى
حسين القاضى

أما أن جناح الأزهر فى معرض الكتاب يستحق كل التحية والتقدير فهذا مما لا شك فيه، أما عنوان المقال فقد يبدو صادماً أو غير متصور لكنها الحقيقة فى ظل وجود محمد السليمانى الجزائرى فى مشيخة الأزهر وأحد الرجال الكبار الذين خانوا فضيلة الإمام الأكبر، شيخ الجامع الأزهر، الدكتور أحمد الطيب.

والكتاب عنوانه (استراتيجية «داعش» فى استقطاب وتجنيد الشباب) من إصدارات مرصد الأزهر، ويبدو أن الكتاب قد طُبع إلى عدة لغات غير العربية.

فى العام الماضى رأيت الكتاب فى المعرض وقلت للقائمين على جناح الأزهر إن هذا الكتاب يخدم تنظيم داعش، فاعترفوا بذلك ووعدوا بسحب النسخ فإذا طبعة جديدة تخرج من الكتاب وتُعرض فى جناح الأزهر هذا العام.

نحن لا نشكك فى حسن نية من أصدروا الكتاب، لكننا لا نتعامل مع النيات، بل نتعامل مع جريمة علمية، حين ترى هذا الكتاب الذى يتكون من 88 صفحة ومقدمته تشعرك بقوة تنظيم داعش، ثم يبدأ الكتاب فى الترويج لتنظيم داعش فيذكر أن «داعش» يمتلك عدداً من القنوات الفضائية، ويعطى نبذة عن كل قناة، وما بقى إلا أن يذكر الكتاب تردد هذه القنوات، ثم ينقلك الكتاب إلى المجلات التى يصدرها التنظيم، ويعطى نبذة عن كل مجلة وعن موقعها وعن اللغة التى تصدر بها، بل وينشر الكتاب أغلفة المجلات، ويستعرض الكتاب أهم كتيبات «داعش» وعناوينها الإلكترونية.

والحاصل أن الذى يريد أن ينضم للتنظيم ويتعرف على آلياته ومواقعه ومجلاته فليقرأ هذا الكتاب، وكل ذلك كان من الممكن التغاضى عنه لو أن الكتاب قدم مجلات بديلة ومواقع بديلة وقنوات بديلة، بل العجيب أنه جاء فى آخر باب ليتحدث عن سبل المواجهة بكلام عام لم يذكر فكرة واحدة من أفكار «داعش» ويرد عليها، ومع أن المعرض قد انتهى اليوم، إلا أن المرصد يسوق لهذا الكتاب بل ويشارك به فى معارض دولية خارج مصر ليقدم خدمة جليلة لتنظيم داعش بعرض آلياته ومجلاته ومواقعه وأفكاره دون مناقشة أو رد أو تفنيد.

ويبقى السؤال: هل فضيلة الإمام الأكبر مسئول عن هذه الجريمة؟ الإجابة أنه لا فضيلة الإمام ولا هيئة كبار العلماء يتحملون أى مسئولية، ففضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الجليل برىء مما حدث لعدة أسباب، منها أن فضيلته ليس عليه أن يتابع كل صغيرة وكبيرة فى إصدارات الأزهر المتعددة، فهذا جهد غير متصور وهو فوق الطاقة، لذلك فقد استعان بعدد ممن يثق فيهم للقيام بهذه المهمة لكنهم خذلوه وأحرجوه، ومنها أن فضيلته له موقف واضح لا يحتمل اللبس حول تنظيم داعش، فقد أعلن مراراً أنه تنظيم إرهابى يرفضه الإسلام ويندد به الأزهر، أعلن فضيلته ذلك فى أكثر من مناسبة وبيان، بل لا يترك الشيخ الجليل مناسبة إلا ويندد فيها بتنظيم داعش.

ويبقى المسئول بعد ذلك هو المدعو محمد السليمانى الجزائرى الكاره بشدة لمصر والمحب لـ«القرضاوى» وجماعته، وصاحب الدور المشبوه فى علاقته بالتنظيم الدولى للإخوان، والقابع ليل نهار فى مشيخة الأزهر، ولذلك نلاحظ أن كل إصدارات مرصد الأزهر عن «داعش» ليس فيها إصدار واحد يشير إلى علاقة الإخوان بـ«داعش»، ولا إلى أن فكر الإخوان هو المنبع والأساس والعباءة التى تولدت منها كل جماعات العنف وعلى رأسها تنظيم داعش.. ولذلك لا بد من معرفة الباحثين الذين كتبوا هذا الكتاب وعلاقة «السليمانى» بمرصد الأزهر ويرفض وجود مؤلفات تفند فكر الإخوان، وعلى فضيلة الإمام الأكبر فتح تحقيق فيما جرى.
نقلا عن الوطن

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع