الأقباط متحدون - حكايات عن سيدة الغناء العربى ..
  • ١٩:٥٣
  • الاثنين , ٤ فبراير ٢٠١٩
English version

حكايات عن سيدة الغناء العربى ..

سامح جميل

مساحة رأي

١٩: ٠٢ م +02:00 EET

الاثنين ٤ فبراير ٢٠١٩

سيدة الغناء العربى
سيدة الغناء العربى

 سامح جميل

حكايات عن سيدة الغناء العربى ..
تظهر على المسرح بكامل أناقتها ، جادة، متزنة، تحيطها هالة أسطورية تفرض على الحضور الاستماع بجلال وتبجيل. لكنها بعيدًا عن المسرح كانت ملكة السخرية، فقد كانت ثومة دومًا حاضرة تعلق بخفة دم واضحة المواقف، وترسم الابتسامة على وجوه المحيطين.
 
تذكر العديد من المصادر بعض المواقف الطريفة التي جاءت على لسان أم كلثوم في مناسبات عديدة ، نرصد لكم بعض منها في السطور التالية:
- في رحلة بالقطار رافقها فيها الملحن محمد القصبجي ومجموعة من أعضاء فرقتها الموسيقية، وخلال استرخاء البعض، أخرج القصبجي قلمًا أسود وأخذ يصبغ شنبه، فلمحته ثومة وبادرت ضاحكة:
 
"شوفوا الراجل رجع شباب بجرة قلم".
 
- دعيت مرة أم كلثوم لحضور حفل زفاف، وشاركها الدعوة الشاعر الكبير أحمد رامي، وخلال الحفل قام أحد المدعوين بمحاولة الغناء وكان صوته قبيحًا، فأدار رامي ظهره للمغني من النفور، فابتسمت أم كلثوم وقالت:
 
"اتعدل يارامي لحسن الغنا ييجي في ضهرك"!!
 
- وخلال إحدى المناسبات الاجتماعية التي كانت تقيمها من وقت لآخر في منزلها، كانت تعرف الحضور بعضهم إلى بعض، وعندما وصلت إلى جار لها كان موجودًا قالت:
 
"وحضرته جارسومة (يعني جرثومة)"
- عندما طلبوا من أم كلثوم ذات مرة أن تعول أحد الفقراء، فردت موافقة على الفور وبحماس قالت:
 
"طيب "منعول" أبوه!!"
- ذات يوم دخل عليها أحد الصحفيين قصير القامة ليحصل على حديث صحفي منها، صافحته وهي واقفة، ولفت نظرها قصره الشديد ولم تقاوم الضحك، وجدت نفسها تقول: "أظن إن الواحد يقعد لك".
 
- زارها أحد عازفي الفرقة يعرض عليها بدلته الجديدة ، فقالت له (كويسة) ولكنه لم يقتنع وعاد يسألها لكن مش شايفة إنها واسعة شوية ؟؟ فقالت له "معلهش ربنا يضيقها عليك".
 
- وفي الأربعينيات حضرت أم كلثوم مبارة كرة قدم، وكان جالسًا بجوارها أحد الباشوات وكان قصير القامة وضئيل الجسم جدًّا، وتصادف أن فتحت أم كلثوم حقيبة يدها لتخرج منديلها، فنظر الباشا إلى داخل الحقيبة مداعبًا فقالت له أم كلثوم:
 
"حاسب ياباشا أحسن تقع فيها".
- كانت أم كلثوم تسمع تلاوات القرآن الكريم وترصد الملاحظات عليها، وفي مرة استمعت إلى أحد المقرئين يتلو آيات عن جهنم وعذاب النار بنغمات طربية راقصة فقالت ناقدة : "الله ! دي جهنم حلوة أوي" !!
 
- في إحدى حفلاتها التي أقامتها نقابة المحامين، تحدثت أم كلثوم لإحدى الصحف عن موقف طريف حدث على المسرح أثناء وصلاتها مع الأستاذ ألفونس نيقولا نقيب محامي دمياط، فحكت أن الأستاذ ألفونس يجلس في منتصف الصف الأول أمام المسرح، وفتحت الستارة، ووقفت أم كلثوم أمام التخت تحيي الجمهور، ووقف الأستاذ مقتربًا من المسرح يصفق، وكانت الأنوار الكاشفه تضيء أم كلثوم وتلقى ظلالها على الأستاذ ألفونس الذي وقف شعره الأبيض ووجهه الأحمر وأهداب عينيه الصفراء يصفق بحرارة شديدة وحماس بالغ، وقد كف المحامون عن التصفيق بعد أن انحنت تحيه لهم تقديرًا لترحيبهم، وبالرغم من أن التخت بدأ يعزف مقدمة اللحن إلا أن الأستاذ ألفونس كان الوحيد الواقف بالقرب من المسرح، فأرادت أم كلثوم أن تعيده إلى كرسيه قبل بداية الغناء فنظرت إليه باسمة وقالت له: "أقعد يا أحمر محامي " وضجت الصالة كلها بالضحك والتصفيق.
 
- الطريف عندما رجعت أم كلثوم من رحلة علاج قامت بها في إنجلترا سنة 1950، أقام لها شعراء الإسكندرية حفل تكريم بمناسبة رجوعها ، وجلس إلى يمينها السيد مرتضى المراغي محافظ الإسكندرية، وتوالى الشعراء في إلقاء القصائد، حتى جاء دور الشاعر فضل إسماعيل، وبدأ يلقي قصيدته، ولم يكد يتم الشطرة الأولى من المطلع حتى انقطع التيار الكهربائي فجأة وساد المكان ظلام شديد، فقالت أم كلثوم بمرح: "جرى إيه يا أستاذ هي قصيدة ولا غارة ؟ "، وحين هدأ الضحك، صمم الشاعر على أن يستمر في الإلقاء برغم الظلام فأعاد تلاوة المطلع من الذاكرة، وعاد صوت أم كلثوم يقول باستنكار مرح "الله ده بيستعمانا ويشعر"، ولم يتردد الشاعر فواصل الإلقاء وأنشد البيت التالي، عندها مالت أم كلثوم على إذن المحافظ وقالت "يا خسارة مش شايفة أسمع"، وسرعان ما أحضر أحدهم شمعة وأشعلها وقربها من الشاعر ليقرأ على ضوئها، ثم استمر الشاعر في الإلقاء إلى أن وصل لهذا البيت (أقسمت أنكِ في قلبي وفي خلدي وفي جناني فهل آمنت بالقسم)، أجابته على الفور: "الحمد لله إنك مقلتش إني في البيت كمان كانت وقعتك بقت طين".
 
- وذلك الوجيه الثري الذي كان يتحدث عن سيارته البونتيك الفاخرة فقال غنه ورثها عن أبيه بعد وفاته وكان أبوه ورثها بدوره عن عمه الذي توفى بعد شرائها بشهر واحد، فقالت له باسمة "يا سلام العربية دي زي الدنيا تمام " قال لها: ليه ؟؟ فأجابته "كل من عليها فان"...!!
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع