الأقباط متحدون - فى مثل هذا اليوم ..هبوط محمد صدقى أول طيار مصرى بطائرته فى الإسكندرية وحمله على الأعناق
  • ١٥:٠٠
  • السبت , ٢٦ يناير ٢٠١٩
English version

فى مثل هذا اليوم ..هبوط محمد صدقى أول طيار مصرى بطائرته فى الإسكندرية وحمله على الأعناق

سامح جميل

في مثل هذا اليوم

٢٥: ٠٩ ص +02:00 EET

السبت ٢٦ يناير ٢٠١٩

محمد صدقى أول طيار مصرى
محمد صدقى أول طيار مصرى
فى مثل هذا اليوم 26يناير 1930م..
سامح جميل
قرر الشاب المصرى محمد صدقى أن يقود طائرة صغيرة من برلين عاصمة ألمانيا إلى القاهرة عاصمة مصر، فاستقبل المصريون الخبر بحماس بالغ، باعتبار أن صاحبه سيكون أول طيار مصرى، ووصل الحماس درجة تشكيل اللجان لمتابعة الحدث وجمع التبرعات للاحتفاء بالبطل، ويرصد الكاتب الروائى يحيى حقى هذا الحدث فى كتابه «صفحات من تاريخ مصر» الصادر عن «الهيئة العامة للكتاب- القاهرة»، مشيرا إلى أن قرار «صدقى» بقيادة الطائرة الصغيرة من برلين إلى القاهرة كان فى شهر ديسمبر 1929، وأنه «إذا كانت المسافة هى فركة كعب الآن، فإنها كانت مهولة فى ذلك الوقت».
 
فور إعلان الخبر، وكما يقول «حقى»: «تألف فى نادى التجارة العليا «لجنة استقبال الطيار المصرى»، ووجه سكرتيرها عبدالحليم محمود نداء فى الصحف يوم 11 ديسمبر 1929، جاء فيه: «اليوم تفخر مصر بقادم عزيز من أبنائها يجوب متن الهواء قاصدا إلى كنانتها، أجل إنه الطيار محمد أفندى صدقى الذى تسجل مصر ذكره الخالد فى سجل فخارها وتسطر مجده فى أعلى منارها لأنه أول طيار مصرى يقوم بهذه الرحلة التى تعلى سمعة مصر بأسرها وترفع رأس الشرق بأكمله، وإذا كان لأمريكا أن تستقبل «لندنبرج» الطيار الأمريكى بتلك الحفاوة التى اشتركت فيها الخلائق زرافات ووحدانا مما لم يتسع لوصفه البيان، فإن مصر العريقة فى مجدها لهى أجدر بأن تعرف المجد لبانيه وتحفظ الفضل لذويه، إن العالم بأسره يرتقب من بعيد ومن قريب ما يظهره المصريون نحو المصرى الذى رفع فى سمع التاريخ لواءهم وأعلى فى ذرا العظمة بناءهم».
 
دبت الحركة بعد هذا النداء ومن مظاهرها كما يذكر «حقى»: «كتب قسم الطيران بوزارة المواصلات إلى مصلحة التلغرافات طالبا منها مخابرة البواخر التى تسير فى البحر المتوسط لمساعدة الطيار عند الحاجة ومراقبة طائرته، وكتبت إلى مصلحة الحدود ومصلحة الجمارك لتسهيل السبيل له، واقترحت بعض الصحف الاتصال بوزارة الخارجية لتكليف وزرائنا المفوضين وقناصلنا فى الخارج بالسعى لدى الحكومات لتقديم المساعدات والتسهيلات إلى الطيار المصرى، وتألفت لجنة من طلاب المدارس والأزهر الشريف لإقامة حفل تكريم للطيار، وتألفت لجنة فى الإسكندرية وجهت الدعوة إلى قضاة المحاكم الأهلية والمختلطة والشرعية ووكلاء النيابة، والأطباء والمهندسين والموظفين الملكيين من الدرجة الرابعة فما فوق ورجال الصحافة للمساهمة فى الترحيب بالطيار المصرى».
 
فى يوم 14 ديسمبر بدأ «صدقى» رحلته بالطائرة، وأعلنت الصحف بدء الاكتتاب فى حفلات التكريم ووعدت بنشر أسماء المشتركين، ونشرت الصحف يوم 18 ديسمبر أسماء المتبرعين، ومنذ انطلاقه تابعت الصحف المصرية الرحلة وسوء الأحوال الجوية التى قابلتها، مما اضطر «صدقى» إلى تأجيل طيرانه من مدينة أوروبية إلى أخرى، وبالتالى تأجيل وصوله إلى مصر، وكان من المنتظر أن يتم يوم الخميس 19 ديسمبر 1929، وكان مقررا بعد وصوله أن يمكث فى القاهرة أسبوعا ثم يغادرها إلى الإسكندرية، ومنها إلى بنى غازى وتونس والجزائر وبرشلونة ومرسيليا وليون وباريس وروتردام وبرلين.
 
ظلت الصحف المصرية مشغولة يوميا بأخبار «صدقى» ورحلته حتى ذكرت صحيفة «كوكب الشرق» يوم 25 يناير أن الطيار صدقى سيصل إلى مطار هليوبوليس فى الساعة الثالثة من بعد ظهر يوم 26 يناير «مثل هذا اليوم» 1930، وظهرت الصحيفة يوم 26 يناير وعلى صفحتها الأولى «مانشيت» كبير يعلن: «وصول أول طيار مصرى لأرض مصر- الشعب السكندرى وبهجته، الوزراء يستقبلون اليوم الطيار فى مطار هليوبوليس»، ووفقا للصحيفة فإن صدقى هبط فى الإسكندرية ولم يهبط فى «هليوبوليس».
 
فى يوم 27 يناير نشرت الصحف خبر وصول «صدقى» وكيف حمله الناس على الأكتاف وفى أعينهم دموع الفرح، ونظم شعراء قصائد تحية له، فكتب خليل مطران قصيدة مطلعها: «عائدا برعاية الرحمن/النيل راض عنك والهرمان»، وكتب أمير الشعراء أحمد شوقى: «أعقاب فى عنان الجو لاح /أم سحاب فر من هوج الرياح».
 
ويفسر يحيى حقى كل هذا الحماس فى استقبال أول طيار مصرى بأنه «لهفة متقدة فى قلوب أهل الشرق على إبطال استعلاء الغرب عليهم»...!!
محمد صدقى (1899 - 1944)، أول طيار مصري يقوم برحله جوية بطائرة من أوروبا إلى مصر،حيث قام بالرحلة بعد أن أتم تدريبه على الطيران في ألمانيا (1930). عمل بمنصب كبير الطيارين في شركة مصر للطيران.
 
ولد محمد صدقي عام 1899، أكمل تعلميه الثانوي وحصل على البكالوريا ثم أرسله والده إلى ألمانيا والتحق هناك بكلية الاقتصاد، ولولعه بالطيران فقد قرر تعلم الطيران في ألمانيا.
 
قضى في ألمانيا 3 سنوات تعلم من خلالها الطيران على نفقته الخاصة وحصل على جميع شهاداته وإجازاته واشترى من ماله الخاص طائرة صغيرة ألمانية الصنع بمحرك واحد ذات مقعدين ومكشوفة (بدون غطاء زجاجى) بسرعة لا تتجاوز 120كم/في الساعة.
 
قرر الطيار محمد صدقى أن يحلق بطائرته من برلين إلى القاهرة، فطار في يوم 12 يناير 1930 من مطار برلين بدأ رحلة مثيرة وخطيرة عبر أوروبا في صراع مع الطقس الغير مستقر إلى تشيكوسلوفاكيا ثم إلى مملكة يوغسلافيا ثم البحر الأبيض المتوسط الذي طار فوقه إلى أن وصل للسلوم داخل مصر.
 
واصل طيرانه إلى الإسكندرية ثم إلى القاهرة ليصلها يوم 26 يناير 1930 ومنذ ذلك التاريخ اعتبر يوم 26 يناير من كل عام عيدا قوميا للطيران المدني تحتفل به مصر وقد أحتفل به يوم وصوله إلى المطار وحضر استقباله في المطار الملك فؤاد الأول...!!