الإنجيل

    الإنجيل هو أول كتاب تمت طباعته حين أخترع البشر طباعة الكتب, فحين طُبعت الكُتب لم يجد الناشرون في أوروبا كتابا يستحق الطباعة كالإنجيل فطبعوا منه آلاف النُسخ, وهو أقدم كتاب يوجد منه نسخٌ قديمة أثرية وهو الكتاب الوحيد الذي لم ينقطع تداوله بين الناس على مر العصور, وهو الكِتاب الأكثر قراءة وتوزيعا على مر العصور, ولا يوجد إنسان على وجه الأرض إلا وعرف الإنجيل أو قرأه أو إن لم يقرأه فقد سمع به, وهو الكِتاب الوحيد الذي تُرجم إلى معظم لغات العالم على الإطلاق, فحتى الآن هنالك سحابة 2000لغة في العالم تم ترجمة الإنجيل إليها, ومنذ 200سنة إلى اليوم طُبع من الإنجيل ما يقارب 6 مليارات نسخة إلى مختلف لغات العالم, وهو أكثر كتابٍ صدر عنه دراسات قانونية وأبحاث علمية وأبحاث جانبية, وهو أكثر كتاب على وجه الأرض كان قد أوحى للفنانين الموسيقيين بتأليف آلاف وملايين المقطوعات الموسيقية, فقد ألهم الملحنين والشعراء معا فكتبوا وألفوا بإلهام من الإنجيل الكثير من المقطوعات الموسيقية والأشعار ولا يزال حتى اليوم يعتبر الإنجيل هو الكتاب الأكثر إلهاما للفنانين والموسيقيين وخصوصا رسم اللوحات الفنية فقد ألهم الإنجيل الرسامين الكاثوليك كما ألهم الموسيقيين البروتستانت, ولا يوجد كتاب على وجه الأرض ألهم المبدعين كما ألهم الإنجيل كافة مبدعي الفن العالمي على مر العصور, فهو أيضا يعتبر الملهم الأول والأكثر للشعراء وللمسرحيين.

    ويعتبر المسيحيون المؤمنون بالإنجيل(البشارة) أكثر المناضلين على وجه الأرض, فلم يدفع أي دين على وجه الأرض عدد شهداء كما دفع الإنجيل, فبالإضافة إلى كون الإنجيل ألهم الشعراء والأدباء فقد ألهم أيضا المناضلين والمضحين بأرواحهم وتم إعدام وقتل الملايين من المسيحيين على مر العصور على خلفية إيمانهم بالإنجيل ويعتبر المسيحيون رقم واحد في العالم من حيث تقديم أعداد الشهداء الأبرار منهم والقديسين, ولا يمكن لأي فكر أو ديانة شعبية أن تبتز المسيحيين من ناحية عدد الشهداء وعدد الفنانين الذين ألهمهم الإنجيل.

    وأسمن رجل في الإنجيل ورد ذكره هو الملك(عجلون) الذي ما زالت إلى اليوم تحمل أسمه مدينة في الأردن هي محافظة عجلون,وتقع شمالي الأردن, وهو الكتاب الوحيد الذي ذكر رجلا لم يأكل الخبز في الكتاب المقدس وهو (يوحنا المعمدان) المعروف بالقرآن باسم النبي(يحيا),وهو الإنجيل الذي أُطلق عليه لقب الكتاب المقدس تمييزا له عن الكتابات الأخرى غير المقدسة, وهو أول كتاب طُبع وأول كِتاب تمت ترجمته إلى اللغات الوطنية, فقد ترجمه أولا (تاندال) وطلبه البابا ليون(ليو العاشر) وسأله عن أسباب الترجمة فقال مقولته المشهورة: أريد من الصبي الذي يدز المحراث في باريس أن يعرف الإنجيل أكثر منك,وذلك في بداية القرن السادس عشر, وفى القرن الثالث بعد ميلاد المسيح قسم عمونيوس (أمونيوس) الشماس الإسكندرى الأناجيل الأربعة إلى عدة أجزاء، أما الذي قسم الكتاب المقدس إلى ما هو عليه الآن من الإصحاحات، فهو الكاردينال هوجو في سنة 1040 ميلادية، وأما تقسيم الإصحاحات إلى أعداد، فأول من أتاه في العهد القديم الراهب يجينوس الذي ترجم الكتاب المقدس إلى اللغة اللاتينية، وفى سنة 1545 قسم إصحاحات العهد الجديد إلى أعداد كما هي الآن روبرت اسطفانوس والمراد الأساسي من هذه التقاسيم سهولة المراجعة والوقوف على الشواهد المطلوبة من الكتب المقدسة، والحِكمة التي يتداولها الناس اليوم في كافة أنحاء العالم والمعروفة بكافة أنحاء العالم القائلة(رأس الحكمة مخافة الله) هي في الأصل مأخوذة من سفر الأمثال من الكِتاب المقدس.
نقلا عن الحوار المتمدن