الأقباط متحدون - صالون أبراهيم طلعت الثقافى وأتلية الآسكندرية للآدباء والفنانون
  • ٢٢:٣٠
  • السبت , ٢٦ يناير ٢٠١٩
English version

صالون أبراهيم طلعت الثقافى وأتلية الآسكندرية للآدباء والفنانون

١٤: ١١ ص +02:00 EET

السبت ٢٦ يناير ٢٠١٩

صالون أبراهيم طلعت الثقافى وأتلية الآسكندرية للآدباء والفنانون
صالون أبراهيم طلعت الثقافى وأتلية الآسكندرية للآدباء والفنانون

يحتفلون فى مئوية ثورة 1919 بالدور الوطنى للآقباط فى الثورة

سليمان شفيق
بدعوة كريمة من د محمد رفيق خليل رئيس مجلس ادارة اتيلية الاسكندرية ونقيب اطباء الاسكندرية، ومصطفي ابراهيم طلعت ابن المناضل الوفدي البارز ابراهيم طلعت ، حضرت ندوة بعنوان :" االدور الوطنى للآقباط فى ثورة 1919

هكذا شهدت الآسكندرية آمس  الاول الخميس 24يناير، وسط حشد جماهيرى كبير ،وكان صالون أبراهيم طلعت الثقافى بالآشتراك مع أتلية الآسكندرية للآدباء و الفنانون وفى أطار الآحتفال بمرور مائة عام على الثورة الوطنية الكبرى قررا أن يكون العام 2019  ، وكما يقول مصطفي ابراهيم طلعت المحامي ومدير صالون أبراهيم طلعت الثقافى،:"  هو عام الآحتفال بهذه الثورة العظيمة و التى أنتفض فيها الشعب المصرى كله فى مواجهة أقوى أحتلال فى العالم بريطانيا العظمى والمحتلة لمصر وذلك عقب أنتهاء الحرب العالمية الآولى فى 1918 وأنتصار بريطانيا وحلافاؤها على دول المركز وخروجها منتصرة بعد هزيمة ثلاثة أمبراطوريات كبرى النمسا وروسيا و تركيا ، وبعد أنتهاء الحرب بيومان فقط تقدم ثلاثة من أشجع رجال الوطنية المصرية ( سعد زغلول و عبد العزيز فهمى وعلى شعراوى ) بالتوجه الى المعتمد البريطانى وطالبوه بأستقلال مصر وجلاء البريطانين عنها وبعد رفض المعتمد طلبهم ( السير ونجت ) بحجة أنهم ليسوا ممثلين عن الآمة المصرية ولا شعب مصر لتبدأ حرب جمع التوكيلات فى ذات يوم مطالبتهم بالآستقلال فى 13 نوفمبر 1918 ثم تنفجر الآحداث لتبلغ ذروتها فى يوم 9 مارس 1919 لتبدأ أكبر ثورة فى تاريخ العالم ( من 9 مارس 1919 الى 15 سبتمبر 1923 ) وليسقط فيها المئات من الشهداء المصرين وألاف الجرحى وتضرب كل من أسيوط والمنيا بالطائرات الحربية وتشكل جمهوريتان فى المنيا وزفتى " بشكل رمزى مؤقت " وقد تلاحم المصريون فى هذه الثورة العظيمة إيما تلاحم وضرب الآقباط فيها أعظم ملاحم التضحية والفداء وحمل مشايخ الآزهر القمص سرجيوس خطيب الثورة على الآعناق وأجلسوه على منبر الآزهر حيث ظل يخطب طوال تسعة وثمانين يوما و حمل القساوسة الشيخ على محمود وأجلسوه على منبر الكنيسة ليخطب فيهم بدوره ، ولمعت أسماء لها قيمتها ووزنها التاريخى من أمثال مرقص حنا وسينوت حنا وويصا واصف وواصف غالى وجورج خياط وهؤلاء من تم الحكم عليهم بالآعدام لطباعتهم منشورات ضد الحكومة الموالية للآحتلال و مقاطعتهم البضائع الانجليزية وكان هذا الحكم مع رفاقهم المسلمين علوى الجزار وعلى الشريعى و البطل حمد الباسل " تم تخفيف الحكم من الاعدام الى السجن سبعة سنوات وغرامة خمسة ألاف جنيه لكل منهم."

 قدم للندوة د محمد رفيق خليل مؤكدا علي ثورة 1919 هي الثورة الاعظم والتي حركت الامة المصرية ، وارست شعار الامة :" الدين لله والوطن للجميع " ، وتوقف امام دور الاقباط الكبير في الثورة ، كان هناك القمص سرجيوس والشيخ مصطفى القاياتى اللذان اندمجا فى الثورة، تأكيدًا لشعار المواطنة. ولهذا لم يكن غريبًا أن نجد القمص سرجيوس فى الأزهر خطيبًا للثورة، والشيخ القاياتى فى الكنيسة خطيبًا للثورة. واستشاطت السلطات البريطانية غضبًا من هذا الوضع الذى أفشل سياستها التقليدية «فرِّق تَسُد»،

وتقوم السلطات البريطانية باعتقال القمص سرجيوس والشيخ القاياتى ونفيهما إلى رفح، وسجنهما فى معسكر للجيش الإنجليزى، فى سابقة اهتزت لها مصر بأكملها. لكن استمرت الثورة، ونجحت، وتم إعلان قيام المملكة المصرية، وصدور دستور ١٩٢٣، ووصل سعد زغلول إلى الحكم، ووصل قبطى إلى منصب رئيس مجلس النواب وهو ويصا واصف "محطم السلاسل" حينما اراد صدقي باشا اغلاق مجلس النواب ، ويذكر درفيق خليل ايضا بطولة سينوت حنا وكيف فدي النحاس باشا في المنصورة وتلقي الرصاصة عنة .

ويتحدث الدكتور جان ماهر حفيد البطل عريان يوسف ، متحدثا عن كيف قامت بريطانيا باختيار سياسي قبطي «يوسف وهبة باشا» لرئاسة الوزراء.
وكيف تقدم عريان يوسف لاغتيال يوسف وهبة حتي لاتحدث فتنة طائفية مثلما حدثت بعد مقتل الورداني ،

هكذا تطوَّع أحد الشباب الأقباط عريان يوسف سعد ، وهو ، الطالب بكلية الطب، بالقيام بتلك المهمة واغتيال يوسف وهبة، حتى يحافظ على شعار ثورة ١٩ «عاش الهلال مع الصليب»، وحتى يفوِّت الفرصة على الاحتلال البريطاني والسراي .

ويقوم عريان يوسف سعد بمحاولة اغتيال يوسف وهبة، لكن المحاولة لم تنجح، وتم إلقاء القبض على عريان والحكم عليه بالسجن المشدد.

ويتحدث دكميل صديق السكرتير العام للمجلس الملي السكندري ،مؤكدا علي ان ان شعار الدين لله والوطن للجميع الذى رفعه المصريون فى تلك الثورة ، يعرفه فقط من يقدرون قيمة الوطن الذى قال عنه هيرودوت " مصر هبة النيل " وقال عنه جمال حمدان " مصر فلتة الطبيعة "  وقال فيه أحمد شوقى أمير الشعراء " وطنى لو شغلت بالخلد عنه نازعتنى اليه  فى الخلد نفسى ، و قال عنه البابا تواضروس الثانى " وطن بلا كنائس افضل من كنائس بلا وطن " ، وتابع صديق حديثه بان هناك من لا يعرفون قيمة الوطن وهؤلاء هم الذين قالوا عنه أنه حفنة عفنة من التراب ، وبعضهم قال " طظ فى مصر " وانهى صديق حديثه قائلا بأن معنى الوطن للجميع ، أن الجميع متساوون فيه فى الحقوق والواجبات ، وناشد الرئيس السيسى قائلا : خد بالك ياريس شوية من إمارة المنيا ، وذلك فى اشارة منه لكثرة الاحداث الطائفية التى تقع هناك وما يصاحبها من اعتداءات على بعض الاقباط والكنائس فى تلك المحافظة.

هكذا علي مدي ثلاثة ساعات واكثر من عشرين مداخلة وعشرات الاسئلة ، عاشت الاسكندرية حلم الثورة التي تكحل بها عيني الوطن ، وجسدت وليدتها ثورة 25 يناير حلم الشعب المصري بوطن قادم من اعماق الجرح واحلام الشعراء العشاق .

كل الشكر للدكتور رفيق خليل ، الذي يجمع بين حكمة ابن سينا وتنوير ابن رشد ، ولاتيلية الاسكندرية الذي يمثل محمية ثقافية فنية ، والي روح ابراهيم طلعت الذي كانت تحلق حولنا وتنطق بالكلمات علي لسان الابن الحارس لتراث الاب .