الأقباط متحدون - حملة ١٠٠ مليون صحة.. شكرًا لدهشتي
  • ٠٠:٥٥
  • الخميس , ١٧ يناير ٢٠١٩
English version

حملة ١٠٠ مليون صحة.. شكرًا لدهشتي

مقالات مختارة | بقلم : فاطمة ناعوت

٠٠: ١٢ ص +02:00 EET

الخميس ١٧ يناير ٢٠١٩

فاطمة ناعوت
فاطمة ناعوت

 الحكايةُ بدأت بحيلةٍ صغيرة، أو لُعبة، علّمنى إياها والدى المثقف وأنا طفلةٌ صغيرة. ولطول الحكاية وطرافتها، سأقصها عليكم بالتفصيل فى المقال القادم. ولكننى الآن أختصرها فى كلمات قليلة، وهى: (قتل الاعتياد، القدرة على الاحتفاظ بالدهشة، خلق مسافة بيننا وبين الأمور لتأملها من منظور أبعد). الأمرُ يتطلب شيئًا من الخيال، والخروج من الدائرة حتى نستطيع رؤيتها بوضوح، بعيدًا عن حجاب «العادة». فيظلُّ الجميلُ جميلًا، ويظلُّ القبيحُ قبيحًا. فنبتهج بالأول، ونقاوم الثانى. 

ربما ما سبق يُفسِّر سرَّ اندهاشى وبهجتى بحملة «١٠٠ مليون صحة» التى أهداها الرئيسُ لشعبه، لتحليل فيروس سى، والعلاج بالمجّان إن ثبتت الإصابة. أطلق الرئيسُ هذه الحملة الهائلة إيمانًا منه بأن مصر لن تنهض إلا بسواعد أبنائها، وأن تلك السواعدَ لن تعمل إلا حينما يصحُّ الجسدُ. وللأسف يحتلُّ المصريون المرتبةَ الأعلى عالميًّا فى نسبة الإصابة بفيروس سى، المعروف مجازًا باسم: «القاتل الصامت».
 
أقفُ الآن بين حشود المصريين جالسين يتسامرون وسيماء الرضا على وجوههم، فى انتظار التحليل، وأفكّرُ. ماذا لو حدثت تلك الحملة المليونية، فى أى بلد آخر، ماذا كنّا سنقول نحن المصريين؟
 
ربما كنّا سنردّدُ جملتَنا السلبية الانهزامية الشهيرة: «أصل الإنسان هناك غالى وله قيمة، لكن فى مصر...!»، أما وقد حدثت فى مصر، فهل عرف المصرى الآن أنه غالٍ فى بلده، وله قيمةٌ عند حاكمه؟! بعضُنا مازال لا يعترفُ بهذا، بكل أسف! لماذا؟ الإجابة: «بسبب التعوّد»، ذلك الذى أدعوكم لإقصائه من حياتكم، كما فعلتُ أنا.
 
ربما تعودت عيوننا على التقاط السلبى، فنسينا التقاط الإيجابى. ربما تعودنا، نحن المصريين، على ألا يعبأ بنا حكّامُنا وقادتُنا على مر العهود والعقود، فمال بعضُنا لتصديق شائعات رخيصة أطلقها خصومُ مصر، فى الداخل والخارج، تهرف بأن تلك الحملة أطلقتها منظمة الصحة العالمية، وليس الرئاسة المصرية.
 
وهذا منافٍ للحقيقة جملةً وتفصيلاً. إن هى إلا حملةٌ مصرية خالصة، أطلقها الرئيس السيسى، إيمانًا منه بأن صحة المواطن تعنى نهضة الوطن. وليس لمنظمة الصحة العالمية إلا دورٌ رقابى، وفقط. لاشك أن خصوم مصرَ يسهمون فى تعمية عيوننا عن رؤية الجميل الذى يحدث فى مصر الآن، ويُضخّمون من مشاكل مرحلة مخاضية صعبة يجب أن نمرَّ بها، حتى تنهض مصرُ من كبوةٍ نعرف جميعًا أسبابها. وربما ضيقُ العيش الذى نعيشه، والغلاءُ الناجم عن التضخم والانفجار السكانى وعجز الموازنة الذى ورثناه من عقود سابقة، يُصعِّبُ علينا أن نخرج من إطار (دائرة الطباشير القوقازية)، ونتحرّر وننظر من بعيد لنتأمل الجميلَ الذى يحدث. لكننا محبوسون داخل إطار الدائرة، فلا نكاد نشعر بما يحدث فى مصر، رغم أنه هائلٌ وعظيم. وربما، وربما، وربما.
 
ومهما تعددت «الرُّبّمات»، لكن الأكيد فى الأمر أننى أشعر بأن مصر تسير بخطى واثقة نحو غدٍ أكثر إشراقًا وأملا. والأكيد أيضًا أننى أشعر بالامتنان للسيد الرئيس، لأنه يحبُّ هذا الشعبَ العظيم الذى أنتمى إليه. وربما غدًا أو بعد غدٍ يصدّق كلامى من لا يستطيع أن يُصدّق الآن.
 
ولهذا أقولُها بملء القلب والعقل: شكرًا! شكرًا للسيد الرئيس عبدالفتاح السيسى، على هذه الحملة العظيمة التى ستنقذ أكبادَ المصريين من ويل خطير ومزمن.
 
شكرًا لوزارة الصحة والسكّان التى تقود الحملة بكل دقّة ونظام، منذ بداية أكتوبر ٢٠١٨، وحتى نهاية إبريل ٢٠١٩.
 
شكرًا لمستشفى «سان بيتر» الذى أجريتُ فيه التحليل.
 
وشكرًا لطاقم الأطباء والتمريض من الجميلات اللواتى قمن بالمهمة بكل أناقة وسرعة ودفء، وبكثير من الحبّ.
 
والشكرُ موصولٌ وأبدىٌّ لكِ يا مصر الطيبة.
 
وشكرًا لكلِّ من يحبُّ الوطن، حيثُ إن: «الدينُ لله، والوطنُ لمن يحبُّ الوطن».
نقلا عن المصرى اليوم
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع