الأقباط متحدون - توثيق عملية بيع واغتصاب شابة آيزيدية في بغداد
  • ٢١:٣٥
  • الخميس , ١٧ يناير ٢٠١٩
English version

توثيق عملية "بيع واغتصاب" شابة آيزيدية في بغداد

٠٧: ٠٦ م +02:00 EET

الخميس ١٧ يناير ٢٠١٩

تجارة البشر
تجارة البشر

 قال مرصد عراقي يعنى بمتابعة جرائم الاتجار بالبشر في البلاد، إنه استطاع توثيق عملية "بيع واغتصاب" تعرضت لها شابة آيزيدية وقعت ضحية هذا الاتجار في بغداد بعد استدراجها من إقليم كردستان العراق الشمالي.

 
وأشار المرصد العراقي لضحايا الاتجار بالبشر في تقرير له الخميس تابعته "إيلاف"، إلى أنّه في الوقت الذي لا تزال هناك 1427 امرأة آيزيدية مفقودة منذ اجتياح تنظيم داعش لمناطق الآيزيديين في قضاء سنجار الواقع في غرب محافظة نينوى الشمالية منتصف عام 2014، تعرضت نساء أخريات إلى جرائم ممنهجة من قبل عصابات تمتهن الاتجار بالبشر.
 
رقيق أبيض
وأضاف أن قصة (ف.ا.ق) تعد مكملة لسلسلة الانتهاكات البشعة التي ارتكبت ضد النساء الآيزيديات اللواتي عوملن كـ"رقيق أبيض" من قبل التنظيم "الإرهابي".
 
"حين استيقظت وجدت نفسي عارية وبجانبي قناني مشروبات كحولية. لقد اغتصبني أربعة أشخاص" تقول (ف.ا.ق) ذات الـ32 عاماً وهي تصف مأساة تعرضت لها لمدة سبعة أشهر في منطقة البتاوين وسط العاصمة العراقية بغداد.
 
وتضيف (ف.ا.ق) خلال اللقاء الذي أجراه معها المرصد العراقي لضحايا الاتجار بالبشر، أن قصتها بدأت بعدما نزحت إلى محافظة دهوك في إقليم كردستان بعدما سقط قضاء سنجار بيد تنظيم داعش، حيث عملت حال وصولها لدى إحدى المنظمات الإغاثية لمساعدة النساء الآيزيديات في الجبل.
 
 
 
كدمات وآثار ضرب على جسد الآيزيدية المغتصبة
 
وتضيف أنها شاركت في عام 2015 بإحدى التظاهرات التي نظمت في محافظة أربيل عاصمة الاقليم للمطالبة بالعمل على إطلاق سراح الآيزيديات المختطفات لدى داعش، إلا أن السلطات الأمنية في الإقليم عمدت إلى اعتقال المشاركين في التظاهرة، والتي كانت (ف.ا.ق) واحدة منهم، مبينة أنه "بعد فترة وجيزة من الاعتقال والتعذيب، تم إطلاق سراحنا".
 
"بعد الافراج عني، لجأت إلى منظمة إنسانية تعمل في أربيل وتمتلك فرعاً في بغداد تدعى (....)"، لافتة إلى أن المنظمة قامت بإرسالها إلى العاصمة في مطلع عام 2017 برفقة سائق آيزيدي هو "ص.ح.س" من أجل إجراء مقابلة مع سفارة أجنبية للحصول على لجوء لإحدى الدول، "لكنني شعرت أثناء الرحلة أن السائق يمتلك نوايا مريبة تجاهي". 
 
بيع الشابة الآيزيدية
وتشير إلى أنه "بعد وصولي إلى بغداد قام السائق بمرافقتي إلى شقة سكنية داخل عمارة وسط العاصمة ادعى أنها فرع المنظمة المذكورة، لكنني فوجئت بوجود شخص آيزيدي آخر داخل المبنى يدعى (ح.ب.ك)، قام بتسليم السائق (ص.ح.س) مبلغا ماليا كبيرا".
 
"عمو.. شنسوي هنا.. وشنو هاي الفلوس"، هكذا نادت الآيزيدية (ف.ا.ق) السائق الذي أوصلها لبغداد، لكنه اكتفى بـ"ابتسامة خبيثة" ومغادرة المكان ليتركني بيد (ح.ب.ك) الذي أدركت فيما بعد انه اشتراني مقابل الأموال التي منحها للسائق.
 
وتضيف "بعد خروج السائق، خاطبني المشتري قائلا: (هسة صرتي مالتي). إن هذه العبارة أصابتني بذعر شديد ولم أستطع تمالك نفسي من شدة الخوف".
 
ولم تكن بيد (ف.ا.ق) في حينها أية حيلة سوى الإضراب عن الطعام لإجبار من وصفته بـ"المجرم" على إطلاق سراحها والعودة إلى أسرتها التي كانت بانتظارها، "إلا أنه ضربني على رأسي وأماكن متفرقة من جسدي ضربا مبرحا وقام بتقييد يدي وقدمي". 
 
تخدير واغتصاب
"في اليوم الثالث، أجبرت على تناول الطعام كوني كنت مرهقة جدا من شدة الجوع، وقد قدم (ح.ب.ك) لي وجبة من الطعام، لم أعلم حينها أنها تحتوي على مادة مخدرة أفقدتني الوعي"، مستدركة بالقول "حين استيقظت وجدت نفسي عارية وبجانبي قناني مشروبات كحولية، لأدرك لاحقا أنني تعرضت للاغتصاب بطريقة منظمة من قبل أربعة أشخاص كان (ح.ب.ك) من بينهم، واستمر الحال على ما هو عليه لمدة ثلاثة أشهر".
 
وتضيف أن "الاغتصاب والضرب المبرح الذي تعرضت لهما، جعلاني أعاني من إصابات داخلية خطيرة، أجبرت (ح.ب.ك) على نقلي إلى مدينة الطب، بعد ادعائه بأنه والدي نظرا لفارق العمر بيننا"، منوهة إلى أنها حاولت إقناع الأطباء والمرضى الذين كانوا متواجدين في الردهة بأنها ضحية اتجار بالبشر، لكن لم يصدقها أحد، بعدما أخبرهم "المجرم الذي اشتراني" بأنها مختلة عقلياً.
 
وفي شهر  نوفمبر 2017، قدمت قوة أمنية إلى المبنى بناء على اتصال من أحد السكان، بعدما سمع "صراخي الشديد وطلبي النجدة" فقامت هذه القوة بتحريري واخذ افادتي واعتقال الجناة الذين عملوا على تزوير عقد ادعوا من خلاله أن الضحية متزوجة من (ح.ب.ك).
 
وتابعت قائلة "بعد مضي أشهر على اعتقال المجرمين تم إطلاق سراحهم مقابل مبالغ مالية كبيرة، ليفروا بعد ذلك إلى جهة مجهولة مما جعل القضية معلقة حتى الآن". 
 
نصف مليون آيزيدي في العراق
وكانت المديرية العامة للشؤون الآيزيدية في وزارة أوقاف حكومة إقليم كردستان قد أعلنت الشهر الماضي عن ضحايا الآيزيديين في العراق نتيجة هجوم تنظيم داعش على مناطقهم في شمال البلاد وخاصة في موطنهم بقضاء سنجار بمحافظة نينوى ( 375 كم شمال بغداد) في اوائل اغسطس عام 2014.
 
 وأشارت المديرية في تقرير تابعته "إيلاف" إلى أنّ عدد الآيزيديين في العراق يبلغ حوالى 550 الف نسمة ونزح منهم اثر هجوم التنظيم على مناطقهم حوالي 360 الف شخص.. موضحة ان عدد القتلى في الايام الاولى للهجوم بلغ 1293 آيزيديا وهي ارقام موثقة من قبل منظمة الأمم المتحدة. وقالت إن هذه الاحصائية هي لآخر الارقام والمعلومات الموثقة لضحايا داعش من الآيزيديين حتى 29 نوفمبر الماضي.
 
وقد بلغ عدد الآيزيديين الذين هاجروا الى خارج العراق حوالي 100 الف شخص وعدد المختطفين بلغ 6417 مختطفاً 3548 من الاناث و2869 من الذكور.
 
يشار إلى أنّ الآيزيديين هم أتباع ديانة شرق أوسطية ذات جذور قديمة وجميع أبنائها هم من الأكراد ويعيش معظمهم حول الموصل وسنجار في العراق وهناك أيضًا مجموعات في سوريا وتركيا وإيران وجورجيا وأرمينيا حيث يُقدّر العدد الإجمالي لهم في العالم بين 800 الفا الى مليون نسمة.
 
وتعتبر الثقافة اليزيدية ثقافة كردية ويتحدّث معظمهم اللغة الكردية فيما يتحدث القليل منهم أيضًا العربية نظرًا لقربهم وعيشهم في ظلّ دول عربية مثل العراق وسوريا.
 
 ويرى بعض الباحثين الإسلاميين وغيرهم أن الديانة الإيزيدية هي ديانة منشقة ومنحرفة عن الإسلام فيما يوضح آخرون أن هذه الديانة هي خليط من عدة ديانات قديمة مثل الزردشتية والمانوية.
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.