الأقباط متحدون - يوسف السمعاني.. أول رئيس ماروني لمكتبة الفاتيكان
  • ٠٩:٢٠
  • الأحد , ١٣ يناير ٢٠١٩
English version

يوسف السمعاني.. أول رئيس ماروني لمكتبة الفاتيكان

ماجد كامل

مساحة رأي

٠٢: ٠٥ م +02:00 EET

الأحد ١٣ يناير ٢٠١٩

يوسف السمعاني
يوسف السمعاني

يوسف السمعاني
أول رئيس ماروني لمكتبة الفاتيكان ؛وناشر مجموعة "المكتبة الشرقية " بها وأخصب المؤلفين اللبنانين كتابة وتأليف باللغة اللاتينية
Giuseppe Simone Assemani
( 1687- 1768 )
بمناسبة مرور 251 عاما علي وفاته


إعداد/ ماجد كامل

يمثل العالم اللبناني الماروني الكبير يوسف السمعاني ( 1687- 1768 ) أهمية وقيمة كبيرة في تاريخ علوم الاستشرق بصفة عامة ؛ وعلوم المخطوطات القبطية بصفة خاصة . وهو بحق يعتبر نموذج رائع للعالم الشامل الموسوعي ؛إذ كان يجيد اللغات الفرنسية والعبرية والسريانية والكلدانية والقبطية والايطالية والانجليزية .... الخ .أما عن يوسف السمعاني نفسه ؛ فلقد ولد في 27 يولية 1687 بأحدي المدن اللبنانية ؛ وعندما بلغ سن ثماني سنوات أرسله عمه إلي روما للدراسة في مدارسها ؛حتي تخرج من أحد المعاهد العليا بها ؛ وتخصص في دراسة اللغات اللاتينية الي جانب اللغات العربية والعبرية ؛ كما درس علوم الخطابة والأخلاق وفنون الجدل والحوار ؛ ثم درس الفلسفة واللاهوت . وبعد ما انهي دراسته العليا بروما ؛ فكر في العودة لوطنه لبنان ؛ ولكن البابا كليمندس الحادي عشر (1700- 1721 ) (بابا روما رقم 242 في ذلك الوقت) ؛ طلب منه أن يضع فهارس للمخطوطات السريانية التي جلبها نسيبه الخوري الياس السمعاني من مصر ؛ فقام يوسف السمعاني بدراسة وفهرسة هذه المخطوطات وعددها حوالي 40 مخطوطة ؛ ومكافأة له علي هذا العمل؛ قام البابا بتعيينه مترجما و أمينا للمخطوطات الشرقية بمكتبة الفاتيكان ؛ وخلال تلك الفترة ؛حصل السمعاني علي درجة الدكتوراة في الفلسفة واللاهوت .

وفي عام 1715 ؛ كلفه البابا كليمندس الحادي عشر بالقبام بزيارة إلي مصر ؛ للبحث عن المخطوطات النادرة ؛ وبدأ السمعاني بزيارة القاهرة والإسكندرية ؛ كما قام بعمل زيارة لمدينة القدس ؛ وعاد بعدها الي روما حوالي عام 1717 ( أي قضي في هذه الرحلة حوالي سنتين ) وحمل معه حوالي 400 مخطوطة باللغات السريانية والقبطية والعربية واليونانية . ولقد قام بزيارة بعض الأديرة القبطية لشراء بعض المخطوطات ؛منها دير القديس الانبا انطونيوس بالبحر الأحمر ؛ ثم عاود الزيارة مرة أخري حوالي عام 1739 ؛ وتنقل خلالها ما بين دمياط والأسكندرية ؛ ثم عاد إلي روما مرة أخري حيث عمل رئيسا لمكتبة الفاتيكان حوالي عام 1739 ؛ وأستمر بعدها في لكتابة والبحث والفهرسة حتي توفي في 13 يناير 1768 عن عمر يناهز 81 عاما قضاها كلها في البحث والدراسة والفهرسة وكتابة الكتب والمراجع الضخمة في شتي فروع المعرفة .

ويذكر لنا الدكتور عبد الرحمن بدوي في موسوعة المستشرقين أنه من بين قائمة مؤلفاته تشمل ما يلي :-

1- المكتبة الشرقية الكليمانية الفاتيكانية :- في اربعة مجلدات ؛ وهي تشكل جزءا من مشروع كبير لنشر مقتطفات من المخطوطات باللغات السريانية ؛ العبرية ؛ الحبشية ؛ الارمنية ؛ الحبشية ؛ القبطية ؛ الفارسية ؛ التركية ..... الخ .
2- نشر وترجمة الأعمال الكاملة للقديس مارافرام السرياني في ستة مجلدات ؛ ولقد تم نشرها خلال الفترة من 1732- 1746 .
3- تقويم الكنيسة الجامعة Kalendaria Ecclesia Universae في ستة مجلدات ؛ وبه تعريف بحياة كل القديسين المعترفين بهم في جميع أنحاء

العالم . ( روما 1755 )
4- كتاب الكنيسة الإيطالية في أربعة أجزاء ( روما 1751- 1753 )
5- مكتبة القانون الشرقي الديني والمدني في خمسة أجزاء ( روما 1762- 1766 )
6- مباديء اللغة العربية ( روما 1732 ).

7- كتاب باللغة الإيطالية في نحو اللغة اليونانية ( أوربينو 1732 ).
ولكل من يرغب من الأستزادة في هذه المؤلفات الرجوع إلي موسوعة المستشرقين للدكتور عبد الرحمن بدوي 1992 .
وعن أهمية العالم والمستشرق الكبير يوسف السمعاني ؛ يذكر لنا الاب أثناسيوس المقاري أنه أول من نبه أذهان العالم الأوربي إلي أهمية التقليد الشرقي ؛ودراسته ؛ وشراء مخطوطاته . وهو أول من أقنع مكتبة الفاتيكان بضرورة تكوين قسم خاص بالمخطوطات الشرقية في المكتبة ؛ وإيجاد اعتمادات مالية ضخمة لشراء هذه المخطوطات ؛ وتخصيص علماء للدراسات الشرقية Oriental Studies بالمكتبة " .

ثم ثكمل الأب أثناسيوس المقاري حديثه عن أهمية هذا العالم الكبير فيقول "ولا تزال مؤلفات السمعاني مرجعا هاما للباحثين الشرقيين رغم وجود بعض الأخطاء بها .إلا أن هذه الأخطاء لا تحط من قيمتها العلمية؛وبرغم تقدم الأبحاث ؛وظهور مخطوطات جديدة ؛ودراسات مستفيضة ؛ واهتمام أشمل وأوسع بالدراسات الشرقية .

كما يذكر لنا الأب اثناسيوس المقاري أنه ترك لنا في مكتبته الخاصة هذه المجموعة من المخطوطات والمطبوعات نذكر منها :-
- ففي الغة العربية : - 116 مخطوطة عربية مسيحية ؛92 مخطوطة عربية إسلامية ؛و29 كتابا
- ففي اللغة العبرية :- 51 مخطوطة ؛ و35 كتابا.
- وفي اللغة السريانية :- 151 مخطوطة ؛ و4 كتب .
- وفي اللغة التركية :- 5 مخطوطات ؛ و3 كتب مطبوعة .
وفي اللغة الارمنية :- 6 مخطوطات ؛ و10 كتب مطبوعة .
- وفي اللغة اليونانية :- 59 مخطوطة ؛ و17 كتابا مطبوعا .
- وفي اللغة اللاتينية :- 121 مخطوطة .

- ويذكر لنا الأب اثناسيوس المقاري أن الأب يوسف السمعاني أنه أثناء نقل المخطوطات التي أخذها من الأديرة إلي قارب بالنيل ؛انه غرق القارب في المياه ؛ وبالكاد أمكن إنقاذ بعض المخطوطات السريانية بعد تجفيفها من المياه . ووصل ما تبقي من هذه المخطوطات السريانية إلي روما ؛ مع ما وصل من المخطوطات القبطية ؛ وهذه المهمة التي أنجزها السمعاني ؛تشكل حتي اليوم أهم جزء من المخطوطات القبطية والسريانية الموجودة بمكتبة الفاتيكان .( المرجع السابق ذكره صفحة 43 ) .

هذا فضلا عما تركه من مخطوطات أخري باللغات الفارسية والصينية ؛ وعلاوة علي ذلك كان يوجد بمكتبته الخاصة أيضا ؛ حوالي 203 مجلد أكثرها من تاليف السمعاني نفسه ( لمزيد من التفصيل :- راجع الأب اثناسيوس المقاري ؛ اللغة القبطية ومخطوطاتها وقواميسها ولهجاتها ؛ الصفحات من 43 -44 ).
ويذكر لنا الدكتور منير شكري في كتابه " أديرة وادي النطرون " أن يوسف السمعاني قد زار دير القديس مكاريوس الكبير ؛ وعثر به علي مجموعة من المخطوطات الهامة ؛فحملها ورجع بها إلي مكتبة الفاتيكان ؛ ثم قام بعمل زيارة لدير السريان ؛ وقال عن مشاهداته بهذا الدير أنه رأي قلابة صغيرة جدا يقال أنها قلاية الأنبا بيشوي نفسه وتسمي (مكان الصلاة ) ؛وأن جسد جسد ماروتا أسقف تكريت محفوظ فيه ؛إذ أرسل إلي هناك عندما أغار الفرس والعرب علي العراق .( المرجع السابق ذكره ؛ صفحة 339 ؛340 ).

أما عن الاحتفالات التي اقامتها الجامعات اللبنانية في العام الماضي ؛ فلقد لفت البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي النظر إلي إهمية السمعاني فقال عنه أنه شخصية تفوق العاديين ؛فهو متفوق بمواهبه العلمية وبإدراة المكتبة الفاتيكانية وخدمة الكرسي الرسولي ؛وبمؤلفاته الغزيرة ....... ( 250 عاما علي رحيل المطران يوسف السمعاني ؛موقع علي شبكة الأنترنت ).

ولقد نظمت أحدي الجامعات اللبنانية مؤتمرا ثقافيا كبيرا بعنوان " العلامة يوسف السمعاني علامة فارقة في تاريخ الكنيسة وحاضرها " .ولقد أستهل الاحتفال بالنشيد الوطني ثم كلمة المونسنينور طوني جبران الذي عرف فيها بحياة العالم الكبير ؛والإفتراءات التي تعرض لها والرد عليها . ثم كلمة النائب البطريركي "جوزف نفاع " بعنوان" كلنا سمعانيون " ؛ ثم كلمة حافظ المكتبة المارونية الفاتيكانية المطران جان لوي بروغيس " الذي اوضح فبها قيمة واهمية مكتبة الفاتيكان فوصفها أنها مكتبة إنسانية ومنها يمكن أن نفبهم شخصية السمعاني ( مؤتمر عن العلامة السمعاني في تاريخ الكنيسة ؛ موقع علي شبكة الأنترنت ).
كما عقدت أيضا ندوة صحفية ندوة صحفية في المركز الكاثولويكي للاعلام ؛ شارك فيها رئيس أساقفة بيروت ؛ ورئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام المطران بولس مطر ؛ ,وشخصيات أخري كثيرة .

كما عرضت أحدي القنوات اللبنانية فيلما وثائقيا خاصا بعنوان " العلامة السمعاني " تم إعداده وتنفيذه برعاية الكنيسة المارونية ؛ وهو يستعيد عبر وثائق تاريخية حياة العالم الكبير ؛ وعن أهمية العالم الكبير أكد هذا الفيلم أن السمعاني ساهم بإقرار التعليم المجاني للأناث والذكور مطالبا بنشر العلم والمدارس في كل لبنان .(العلامة السمعاني ... علي mtv ؛ موقع علي شبكة الأنترنت ).

بعض مراجع ومصادر المقالة :-
1- الأب أثناسيوس المقاري :- اللغة القبطية ومخطوطاتها وفهارسها وقواميسها ولهجاتها ؛ موقع علي شبكة الانترنت ز

2- منير شكري :- أديرة وادي النطرون تاريخها ؛ عمارتها ؛ أنظمتها ؛ آباءها ؛مكبتبة دير السريان العامر بالتعاون مع جمعية مارمينا العجايبي بالإسكندرية ؛ 2008 .
3- موسوعة المستشرقيين؛ موقع علي شبكة الانترنت ؛ صفحة349 .
4- المركز الاسلامي للدراسات الاستراتيجية :- مقالة عن يوسف السمعاني ؛نقلا عن موسوعة المستشرقين للدكتور عبد الرحمن بدوي ؛موقع علي شبكة الانترنت .
5- خوان داثيبو :- معجم الباباوات ؛ نقله إلي العربية أنطوان سعيد خاطر ؛ دار المشرق بيروت ؛ طبعة أولي 2001 ؛ صفحة 272 .
6 - بعض المواقع المتناثرة علي شبكة الأنترنت .

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع