الأقباط متحدون - هل تتفاعل مؤسساتنا التعليمية مع افتتاح المسجد والكاتدرائية؟!
  • ٠٨:٣٩
  • الاربعاء , ٩ يناير ٢٠١٩
English version

هل تتفاعل مؤسساتنا التعليمية مع افتتاح المسجد والكاتدرائية؟!

مقالات مختارة | حسين القاضى

٣٧: ١٢ م +02:00 EET

الاربعاء ٩ يناير ٢٠١٩

ارشيفية
ارشيفية

سيظل يوم الأحد الماضى 1/6/ 2019م علامة مهمة فى تاريخ الوحدة الوطنية، حيث افتتاح مسجد «الفتاح العليم»، وكاتدرائية «ميلاد المسيح»، وهو حدث فريد فى موعده وطريقته وأجوائه، ربما لا يكون له مثيل فى تاريخ العلاقة بين المسيحية والإسلام عموماً.

الإمام الأكبر قال من داخل الكاتدرائية: «هذا الحدث استثنائى لم يحدث فى تاريخ المسيحية والإسلام، والإسلام ضامن شرعى لكنائس المسيحيين ومعابد اليهود، وليس من العلم أن نستدعى فتاوى فى ظروف خاصة احترازية واستثنائية عابرة».

والأنبا تواضروس قال من داخل المسجد: «إننا نشهد اليوم مناسبة غير مسبوقة فى التاريخ، حيث نشاهد مآذن هذا المسجد الكريم تتعانق مع منارات كاتدرائية ميلاد السيد المسيح، ونرى فى رمزية هذا الافتتاح أن مصر تهتم بالقوة الناعمة فيها».

أضف إلى هذه الكلمات قول برنارد شو: «إن أقرب رسالتين إلى بعضهما البعض حتى كادا يتطابقان هما رسالتا محمد والمسيح، وظهرت وجوه التعانق بين الرسالتين فى كثير من المواضع، فالمسيح -عليه السلام- يقول: «الله محبة»، والرسول الكريم -عليه الصلاة والسلام- يقول: «لن تدخلوا الجنة حتى تحابوا»، المسيح يقول: «طوبى للمساكين»، والرسول يقول: «قمت على باب الجنة فإذا عامة من دخلها المساكين»، المسيح يقول: «طوبى للمصلحين»، والقرآن يقول: «وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ»، المسيح يقول: «طوبى للرحماء»، والرسول يقول: «الراحمون يرحمهم الرحمن»، المسيح يقول: «طوبى لصانعى السلام»، والرسول يقول: «أفشوا السلام بينكم تحابوا».

لقد قال السيد الرئيس فى كلمته: «ثمار المحبة ستخرج من مصر إلى جميع أنحاء العالم»، ولكى يتحقق هذا فلا بد أن يتحول الحدث إلى ممارسة عملية فى التعامل اليومى المعيشى، وهذا يكون بأن تحول المؤسسات التعليمية الحدث إلى منهج عملى، وإلا ما القيمة لو ظلت مؤسساتنا التعليمية تغرد فى وادٍ والمحتفلون يغردون فى وادٍ آخر.!!

تخيلوا ماذا يحدث لو خرج المسئولون عن التعليم الأزهرى والتعليم العام لتحويل كلمتى الإمام الأكبر والأنبا تواضروس إلى مقرر دراسى، وقاموا باستخلاص المواقف المشرفة بين عنصرى الأمة لتعليمها للطلاب فى المدارس والجامعات، بتحويل المسار المعتاد الذى يتبنى فيه الخطاب الإسلامى المعتدل نماذج مشرقة من مواقف المسلمين تجاه الأقباط، ويتبنى الخطاب المسيحى المعتدل نماذج مشرقة من مواقف الأقباط تجاه المسلمين، فنعكس الأمر، ليتبنى المسلمون ذكر مواقف الأقباط المشرقة، ويتبنى الأقباط ذكر مواقف المسلمين المشرقة، بدلاً من المواقف التى تغذى الفتن وتستغل الثقوب، فضلاً عن زيارة الطلاب للكنائس والمساجد، ولذلك كانت إحدى اللقطات المضيئة فى الاحتفال وجود عدد من طلاب جامعة القاهرة، دخلوا المسجد والكاتدرائية معاً، وتخيلوا لو أن امتحانات اللغة العربية أو الدين أو التاريخ إلخ تحمل أسئلة من نوعية:

1- ماذا يعنى لك بناء وافتتاح مسجد وكنيسة فى يوم واحد؟

2- ما الذى تفهمه من تبرع مسلمين ومسيحيين فى صندوق واحد لبناء مسجد وكنيسة؟

3- اشرح قول الإمام الأكبر: «ليس من العلم أن نستدعى فتاوى استثنائية فى ظروف خاصة عن علاقة المسلمين بالمسيحيين ثم ننشرها بين الناس؟

4- يزعم البعض أن تهنئة المسلم للمسيحى بعيده كفر أو حرام.. وضح الخلل الشرعى والانحراف الدينى المترتب على هذا الكلام مستدلاً فى تفنيد كلامهم بالقرآن والسنة؟

5- اذكر عدداً من العبارات التى صدرت من السيد المسيح، ومن الرسول الكريم تدل على أن القيم العظيمة بينهما تخرج من مشكاة واحدة؟

إذا لم تكن هذه الأسئلة فى مقرراتنا ويُمتحن فيها الطالب فإن خطاب التطرف والفتنة الذى يتبناه السلفيون وغيرهم سيكون له نصيب فى عقول بعض الشباب حتى لو افتتحنا كل يوم مسجداً وكنيسة.

 نقلا عن الوطن

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع