اختراق علمي كبير.. علماء تمكنوا من رؤية ضوء انبعث في فجر الزمن

في محاولة جديدة لبحث عن نشوء الكون، وبداياته، ألقى بعض العلماء في جامعة أريزونا الأميركية، نظرة على الضوء الذي انبعث في بداية الزمن.

 

هذا الأمر المثير حدث صدفة، عندما تسببت مجرة في انحناء الضوء، وقامت بعمل التلسكوب الفضائي العملاق، ومن خلاله استطاع العلماء النظر في عمق الفضاء، وأسفر ذلك عن اكتشاف جزء من كوازر بعيد، تكاد حزمة الضوء المنبعثة منه أن تكون بعمر الكون نفسه.

 

وفسر العلماء ذلك، بأن إحدى هذه الحزم الضوئية المنبعثة من الكوازر مرت قرب مجرة، صادف أنها تحني الضوء وتضخمه، لترسله صوبنا، وتمكّن العلماء من رؤيته.  

 

وحسب موقع "إيلاف"، فقد أكد العلماء أن أول الحزم الضوئية، بدأ رحلته الطويلة عبر الكون، عندما بلغ عمر الكون مليار سنة، وهو "واحد من أول المصادر التي أشعَّت عندما خرج الكون من عصوره المظلمة، وقبل ذلك لم تنشأ نجوم أو كوازرات أو مجرات إلى أن ظهرت أجرام كهذا مثل شموع في الظلام" -حسب قول العلماء-

 

هذا، وكان الضوء الذي وصل إلى الأرض من أول الأضواء التي ظهرت بعد الانفجار الكبير، ويأمل العلماء أن يتمكنوا الآن من تحقيق اكتشافات مماثلة، تتيح لهم التفرج على بداية نشوء الكون.  

 

من جانبه، قال رئيس فريق الباحثين من جامعة أريزونا الأميركية،  شياوهوي فان، إنه "لولا هذا التلسكوب الكوني العابر، لكان الضوء الآتي من الكوازر أضعف نحو 50 مرة". 

 

وتابع: "هذا الاكتشاف يبيّن أن الكوازرات ذات التعديس الثقالي القوي موجودة، رغم حقيقة أننا نبحث منذ 20 عامًا، ولم نعثر على أي كوازرات بعيدة، مثل هذا البعد في الزمن". 

 

الجدير بالذكر أن العلماء استخدموا في جمع بياناتهم، مرصد جيمناي مع معلومات من مراصد أخرى، لتكوين صورة متكاملة عن هذا الاختراق، ويُذكر أيضا أن "الكوازرات" هي عبارة عن مصادر طاقة ذات كثافة عالية، تستمد وقودها من ثقوب سوداء، ويُعتقد أنها وجدت مع المجرات الأولى التي نشأت في الكون. وهي ساطعة وبعيدة، بحيث تتيح إلقاء نظرة فريدة على بدايات الكون.