الأقباط متحدون - شيطان تحت قناع التسامح!
  • ١٨:٤٨
  • الاربعاء , ٢ يناير ٢٠١٩
English version

شيطان تحت قناع التسامح!

مقالات مختارة | هانى لبيب

٥٢: ٠٩ م +02:00 EET

الاربعاء ٢ يناير ٢٠١٩

تعبيرية - التسامح
تعبيرية - التسامح

 هانى لبيب

لا أقصد هنا الإجابة المباشرة عن تعريف مفهوم «التسامح»، بقدر ما أهدف إلى توضيح كل المعانى والصفات السلبية المرتبطة بالتعصب والتشدد والتطرف التى تقف على النقيض تماماً من ذلك المفهوم.

 
ومن بين تلك الصفات السلبية لذلك الإنسان المتشدد أنه: لا يسامح نفسه، ويعتمد على جلد الذات له ولغيره، ولا يسمع غير نفسه، ولا يقبل الاختلاف مع رأيه وفكره، ويعتقد أنه دائماً على صواب وغيره على خطأ، ويتخيل أنه وحده صاحب الحقيقة المطلقة، ولا يقبل النقد البنّاء، ولا ينصت لمن حوله، ويعتبر نفسه متديناً وغيره كافراً.
 
وأيضاً هو إنسان يسمح بإهدار كرامة غيره، ويرفض الحوار والتعاون، ويرفض التنوع الدينى والفكرى والسياسى، ولا يهتم سوى بمنفعته الشخصية، ويُعلى من قيمة الدين على قيمة الوطن، ويقوم بتمييز غيره واستبعاده وتهميشه وإقصائه. ويمكن أن يصل بدرجات الاختلاف مع غيره إلى استخدام أشكال العنف المتعددة، ويرفض معرفة غيره على حقيقته كما هو، وليس وفق تصوراته الافتراضية.
 
قطعاً، من الواضح أن الإنسان هو العامل المشترك فى كل ما سبق، أما الصفات فهى المتغيرة، لأنها تُكتسب بالتربية والتنشئة والأسرة، والمناهج التعليمية، ووسائل الإعلام. وبالتالى يمكن نشر مفاهيم التسامح فى حالة لو كانت هناك نية حقيقية لذلك، وهو ما يعنى أيضاً أنها صفات وقيم متاحة لجميع المواطنين.
 
من الواضح أيضاً أن التعصب والتطرف والتشدد له درجات، وهو يبدأ بالفكر، وينتهى بالقتل والتصفية الجسدية. كما أنه يمر بالعديد من التصرفات والإجراءات التى تمثل قمة الانتهاك لمبادئ حقوق الإنسان، كما أذكر أن العديد من تلك التصرفات تتم بشكل مستتر بحيث لا يمكن رصدها بشكل مباشر، مثل الاستبعاد والإقصاء من الترقيات والوصول للمناصب الوظيفية الإدارية العليا.
 
يبدأ التسامح الحقيقى من الإنسان نفسه، ويتصاعد تدريجياً فى دوائر متتابعة للأسرة وللمجتمع وللدين وللوطن بأشكال متعددة، وهو ما نلمسه عند الكثير من الأشخاص بدون أن يكون لديهم الوعى الكافى بما سبق، وعند القليل من النخبة المثقفة الحقيقية.
 
يحتفل العالم سنوياً، حسب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 51/ 95 الصادر فى 12 ديسمبر سنة 1996، بمبادرة من منظمة اليونيسكو، بيوم التسامح العالمى، وبالطبع.. لا يهتم أحد بهذا الأمر. وأصبح «التسامح» حديثاً مستهلكاً عند كل أزمة مجتمعية.. للدرجة التى جعلته بلا تأثير حقيقى رغم قيمته السامية.
 
نقطة ومن أول السطر..
 
الإنسان الذى يمتلك قيم التسامح بسلوكه وشخصيته.. هذا دليل على ثقته فى فكره وقناعاته بشكل أساسى.. قبل ثقة غيره فيه.
نقلا عن الوطن

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع