الأقباط متحدون - كيف نرتقي إلي مستوى البشر (2)
  • ٠٦:٢٧
  • الخميس , ٣ يناير ٢٠١٩
English version

كيف نرتقي إلي مستوى البشر (2)

محمد حسين يونس

مساحة رأي

٥٥: ٠٦ ص +02:00 EET

الخميس ٣ يناير ٢٠١٩

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

محمد حسين يونس
في حدود المعروف لنا .. عن الكون .. لا يوجد ما هو أرقي من حيث التكوين الجسدى و العقلي ..من الإنسان .. فلقد جاء كنتيجة للتطورات التي زاولتها الحياة منذ أكثر من مئات الملايين من السنين( ثلاثة مليار سنة ) عندما تغيرت جزيئات عضوية قادمة مع النيازك و سقطت في بحيرات بركانية ساخنه علي كوكبنا لتكون نبته بدائية قامت بتمثيل غذائي بسيط بإستخدام ضوء الشمس فأنتجت الأوكسجين ملوثه الجو المحيط بكوكب الأرض و المشبع بثاني أكسيد الكربون و النتروجين .

زاد هذا التلوث بمرور الوقت حتي أصبح يمثل خمس الهواء المغلف لكوكبنا وعجل بتغيير شكل الحياة لتصبح مرتبطة في وجودها به بالإضافة لتخليق غاز الأوزون المكون من ثلاث ذرات أوكسجين الذى كون طبقة حماية من أشعة الشمس المميته حول الكوكب لهذه الموجودات .

الحياة عموما في هذا المكان لتستمر.. يلزمها الماء .. و الأوكسجين .. ومصدرا للطاقة يتمثل في ضوء الشمس سواء في ذلك الحر منه القادم عبر الغلاف الجوى أو المخزون داخل الخلايا النباتية أو الحيوانية .

من يعترض علي هذا فليغادرنا من الأن .. و لكن من سيستمر سيفهم أن هذه الحياة البدائية التي إنبثقت في البحيرات البركانية الساخنة تطورت عبر مليارات السنين لتعطي هذا التنوع الذى نشهده حولنا للبكتريا والنباتات و الحشرات و الحيوانات التي علي قمة تطورها يوجد البشر .

الكائنات الحية تدربت خلال السنين علي أن تتنفس و تمتص الأوكسجين الذى تنتجه النباتات الخضراء .. و تتغذى عن طريق إستخدام الطاقة القادمة من الشمس المخزنه في خلايا طعامها .. و تخرج الزائد عن إحتياجها .. وتتغير و تتوائم مع البيئة المحيطة .. و تصارع من أجل البقاء .. ثم تتوالد لتبقي علي جنسها خارج إطار الفناء .

كل الكائنات الحية علي وجه الأرض في حالة صراع دائم و مستمرللحصول علي إحتياجاتها اليومية للبقاء لم يتوقف أبدا .. بعضها يكون الضحية .. و البعض يكون الكائن المفترس .. و إن كان أخطرها سلسلة الحيوانات الأرقي في سلم التطور والتي لا يشذ عنها الإنسان .

الكائنات الحية تتحرك و تتواجد .. من خلال خبرة مكتسبة عبر ملايين الأجيال .. و التي إصطلح علي تسميتها غريزة .. هي لا تعي كيف تكونت أووجدت أو ما مصيرها .. إنها تعيش فقط .. ثم تتحول في لحظة الفناء إلي كائن غير حي .

إلا الإنسان فهو يمتلك نفس الغرائز التي تسيرة و لكنه تميزعنها بأنه قد تطور لديه ما يسمي بالوعي .. لقد أصبح يميز ما يدور حولة ويستطيع أن يتواصل صوتيا و يكون لغة يراكم بها الخبرات العقلية بحيث أصبح قادرا علي الإفلات من مصيرة .. بقليل من التدبير .. و تفهم التاريخ ..و التعلم من خبرات الأسلاف

قصة التطور الشيقة .. اصبحت الأن علما .. له أبحاث و دراسات .. و في كل يوم يزداد يقين البشر بأن ما توصلوا إليه من المعلومات لازالت حتي اليوم صحيحة .

علم الأنثروبولجي يكمل المسيرة .. و نتعلم منه .. كيف إستطاع الناس تأمين إحتياجات حياتهم البيولوجية .. بأن تجمعوا في كيانات بدأت كقطعان تتحرك بالغريزة ثم بالقبيلة و الأسرة و القرية و الوطن .. و إنتهت إلي وحدة البشر .

ما أود أن الفت له النظر أن إحتياجات الكائن البشرى الأولية ( الماء و الهواء و الطعام و المأوى و التناسل ) و التي يشارك فيها باقي الكائنات الحية .. لم تتغير عبر مائة الف عام (وقد تكون أكثر ) هو تاريخ البشرية ..كان في أغلبها الإنسان لا يفترق عن الضوارى في عدوانيته ..

حتي حرره منها (العمل ) المنظم ..المبني علي الخبرة .. و التعلم و التواصل بين الأجيال . فأصبح إنسانا عليه أن يكد ويعمل ضمن منظومة بشرية ليشبع إحتياجاته الرئيسية..

( نواصل حديثنا غدا ) .

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع