الأقباط متحدون - الأب رفيق جريش يكتب: نوبل.. أفريقيا.. اقتراح للرئيس
  • ٠٠:٣٤
  • الجمعة , ١٤ ديسمبر ٢٠١٨
English version

الأب رفيق جريش يكتب: نوبل.. أفريقيا.. اقتراح للرئيس

مقالات مختارة | الأب رفيق جريش

٥٧: ١٢ م +02:00 EET

الجمعة ١٤ ديسمبر ٢٠١٨

الرئيس عبدالفتاح السيسي
الرئيس عبدالفتاح السيسي

أبدأ مقالى هذا بملاحظة، ونحن الآن نهتم بأفريقيا كعمق استراتيجى لنا، وأستغرب أن صُحفنا وإعلامنا لم تبد أى اهتمام يذكر بالطبيب دينيس مكواج، الحاصل على جائزة نوبل للسلام وهو أفريقى وكونجولى (63 سنة)، مناصفة مع الشابة الإيزيدية نادية مراد (25 سنة) وذلك فى الاحتفال المهيب الذى جرى فى استكهولوم الاثنين الماضى.

نادية مراد كانت قد وقعت فى الأسر لدى «داعش» أثناء سيطرته على مناطق واسعة من العراق قبل دحره وعانت من الاغتصاب والضرب والزواج القسرى هى والبنات الإيزيديات من قبل داعش حتى تمكنت من الهرب، وبصوت هادئ عاتبت المجتمع الدولى بأنه لا يبذل جهداً كافياً لتحرير أكثر من ثلاث آلاف إيزيدى لا يزالون متحتجزين لدى داعش.

أما طبيب النساء الأفريقى الكنجولى الذى تخصص فى إصلاح ما أفسده رجال ديكتاتور بلاده جراء اغتصاب الأطفال والبنات والنساء فلم يكن صوته هادئاً بل كان صوته مجلجلاً وكلماته واضحة واتهامه للامبالاة وإهمال المجتمع الدولى لما يجرى فى بلاده وقال ذلك بمرأى ومسمع من العالم وقادته الذين قال أمامهم إنه مع التقدم التكنولوجى لا أحد على وجه الأرض يستطيع أن يتحجج ويقول «لا أعرف ماذا جرى من ظلم» فالجميع يجب أن يتحلوا بالشجاعة فى الاعتراف بالأخطاء ومن ضمن ما قاله:

1ـ المسؤولية تقتضى العمل على وقف العنف ضد المرأة وهو اختيار حر لكل إنسان وقائد.

2ـ يجب تربية الرجال على احترام المساواة بين الرجل والمرأة واحترام المرأة وجسدها فى السلم والحرب.

3ـ على المجتمع الدولى وتنظيماته مساعدة السيدات والفتيات وعائلاتهن على الشفاء من جراء العنف والاغتصاب وتشويه أعضائهن التناسلية.

4ـ ودعا أبناء شعبه والأفارقة إلى أخذ مسؤوليتهم بأيديهم والعمل الجاد والشاق من أجل بناء بلادهم واستتباب الأمن والسلام فيها.

5ـ كما دعا قادة العالم لأن يكفوا عن استقبال القادة الظالمين والديكتاتوريين وفرش السجاد الأحمر لهم بل رسم خط أحمر ضدهم وإدانة أعمالهم الوحشية.

6ـ كما دعا المجتمع الدولى أثناء وضعه السياسات أن يكون مركز اهتمامهم هو «الإنسان» وليست المصالح ضيقة الأفق.

هاتان الصرختان اللتان أدانتا لا مبالاة المجتمع الدولى وأوجعتا ضميره تخاطباننا اليوم كمصريين، إذ الأفارقة ينظرون إلى مصر باحترام وتقدير، وإذا بدأت القيادة السياسية أولى الخطوات بالاهتمام بأفريقيا والاستثمار فيها فهو من أجل الإنسان الأفريقى ورفع الصوت عالياً تجاه المظالم والعنف ضد شعوب تلك البلاد، فالكونجو من أغنى بلاد العالم ولكن شعبه من أفقر بلاد العالم. أما أطفاله ونساؤه فمُستغلون من قبل المؤسسات الاقتصادية الكبرى وكذلك موارد البلاد، وهذا حال بلاد أفريقية كثيرة عانت فى الماضى من الاستعمار وتعانى اليوم من استغلال مواردها من قبل قادتها الفاسدين.

أقترح على سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى دعوة الدكتور دينيس مكواج، الحاصل على جائزة نوبل للسلام، فى أقرب مؤتمر أفريقى يُعقد وتكريمه وتكريم الأعمال الجليلة التى قام بها هو وفريقه الطبى وتوجيه قيادات الدولة والشعب بمزيد من الاهتمام بأفريقيا والأفريقيين.
نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع