الأقباط متحدون - فى مثل هذا اليوم.. مظاهرات 11 ديسمبر 1960 في الجزائر ضد الاحتلال الفرنسي
  • ٢٢:٥٧
  • الثلاثاء , ١١ ديسمبر ٢٠١٨
English version

فى مثل هذا اليوم.. مظاهرات 11 ديسمبر 1960 في الجزائر ضد الاحتلال الفرنسي

سامح جميل

في مثل هذا اليوم

٤٧: ٠٩ ص +02:00 EET

الثلاثاء ١١ ديسمبر ٢٠١٨

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
فى مثل هذا اليوم 11ديسمبر1960م..
سامح جميل
مظاهرات الجمعة 9 ديسمبر 1960 بمدينة عين تموشنت بعد وصول ديغول إلى مطار زناتة على متن طائرة "كرافيل" ثم الوصول إلى مدينة عين تموشنت على الساعة 11 و46 د بواسطة مروحية مرفوقا بالسيد"جوكس" وزير الدولة المكلف بالشؤون الجزائرية والعميد الي رئيس أركان الجيش الفرنسي. الزيارة هي ال8 من نوعها إلى الجزائر وللتذكير في قضية الجزائر كانت حيّز الدراسة من طرف هيئة الأمم المتحدة منذ ال 1960.12.05. بعد مصافحة مستقبليه وعلى رأسهم "أورسيرو"عمدة البلدية. ألقى"ديغول"كلمة قصيرة يدلي بها على فحوى زيارته إلى عين تموشنت. إلا أن كلمته كانت تذاع بواسطة مكبر الأصوات. هذا ماكان ليرضي الفرنسيين الموجودين في الساحة المحادية لمقر البلدية الذين بدؤوا يصرخون ويشتمون ديغول وسياسته المنتهجة. التموشنتيون الذين كانوا أيضا متواجدين في الساحة لم يفوتوا الفرصة للتعبير عن مشاعرهم وبكل شدة لحقهم في الحرية والاستقلال. وفي هذه اللحظة ولأول مرة يُرفع العلم الوطني في عين تموشنت وشعارات مثل "الجزائر جزائرية" و"الجزائر مسلمة". تلت ذلك مناوشات عنيفة بين الطرفين، ثم اعتقالات بالجملة.
 
مظاهرات 11ديسمبر 1960 خرج الجزائريون في مظاهرة سلميّة يوم 11 ديسمبر 1960 لتأكيد مبدأ تقرير المصير للشعب الجزائري ضد سياسة الجنرال شارل ديغول الرامية إلى الإبقاء على الجزائر جزءاً من فرنسا في إطار فكرة الجزائر الجزائرية من جهة وضد موقف المعمرين الفرنسيين الذين ما زالوا يحلمون بفكرة الجزائر فرنسية قامت السلطات الفرنسية بقمع هذه المظاهرات بوحشيّة مما أدّى إلى سقوط العديد من الشهداء.
 
أسباب المظاهرات11ديسمبر1960:
عملت جبهة التحرير الوطني لسياسة شارل ديغول والمعمرين معا حيث ارتكز ديغول على الفرنسيين الجزائريين لمساندة سياسته والخروج في مظاهرات واستقباله في عين تموشنت يوم 9 ديسمبر 1960، وعمل المعمرون على مناهضة ذلك بالخروج في مظاهرات وفرض الأمر على الجزائريين للرد على سياسة ديغول الداعية إلى اعتبار الجزائر للجميع في الإطار الفرنسي، ولم تكن جبهة التحرير الوطني محايدة بل دخلت في حلبة الصراع بقوة شعبية هائلة رافعة شعار الجزائر مسلمة مستقلة ضد شعار ديغول (الجزائر جزائرية) وشعار المعمرين (الجزائر فرنسية).
سير المظاهرات:
 
الإصطدامات مع الجيش الفرنسي:
بعد وقائع المظاهرات المساندة لسياسة شارل ديغول يوم 9 ديسمبر، ومظاهرات المعمرين يوم 10 منه، جاء زحف المظاهرات الشعبية بقيادة جبهة التحرير الوطني يوم 11 ديسمبر ليعبّر عن وحدة الوطن والتفاف الشعب حول الثورة مطالبا بالاستقلال التام. خرجت مختلف الشرائح في تجمعات شعبية في الساحات العامة عبر المدن الجزائرية كلها، ففي الجزائر العاصمة عرفت ساحة الورشات (أول ماي حاليا) كثافة شعبية متماسكة مجندة وراء العلم الوطني وشعارا الاستقلال وحياة جبهة التحرير، وعمت شوارع ميشلي (ديدوش مراد حاليا) وتصدت لها القوات الاستعمارية والمعمرون المتظاهرون وتوزعت المظاهرات في الأحياء الشعبية في بلكور وسلامبي (ديار المحصول حاليا) وباب الوادي، والحراش، وبئر مراد ريس، والقبة، وبئر خادم ،و ديار العادة، والقصبة، ومناخ فرنسا (وادي قريش)، كانت الشعارات متحدة كلها حول رفع العلم الوطني وجبهة التحرير الوطني والحكومة المؤقتة وتحيا الجزائر، وتوسعت المظاهرات لتشمل العديد من المدن الجزائرية وهران، الشلف، البليدة وقسنطينة وعنابة وغيرها حمل فيها الشعب نفس الشعارات ودامت المظاهرات أكثر من أسبوع.
 
تصدي القوات الاستعمارية للمتظاهرين:
في مدينة وهران الواقعة غرب الجزائر خرج غلاة الفرنسيين ينددون بديغول ويتمنون له المشقة مرددين شعار الجزائر فرنسية، ومن جانبهم خرج الجزائريون ينادون باستقلال الجزائر ،و مع تدخل القوات الاستعمارية في عمق الأحياء العربية، سقطت العديد من الأرواح الجزائرية دون أن تمنع خروج المتظاهرين إلى الشوارع في ليوم الموالي هاتفين بالاستقلال وحياة جبهة التحرير الوطني. وبعيدا عن العاصمة ووهران، دامت المظاهرات أكثر من أسبوع شملت قسنطينة، عنابة سيدي بلعباس، الشلف، البليدة، بجاية، تيبازة،(أولاد رشاش بخنشلة)، وغيرها، بينّت كلها بفعل الصدى الذي أحدثته على أكثر من صعيد، حالة الارتباك التي أصابت الاستعمار وعن مدى إصرار الشعب الجزائري على افتكاك السيادة المسلوبة، وبالمناسبة ألقى فرحات عباس في 16 ديسمبر 1960 خطابا في شكل نداء أشاد فيه ببسالة الشعب، وفضح فيه للعلن وحشية وغطرسة الاستعمار.
 
موقف الحكومة المؤقتة:
بعد أن حققت جبهة التحرير انتصارا سياسياً واضحاً رداً على سياسة ديغول والمعمرين معا، ألقى الرئيس فرحات عباس يوم 16 ديسمبر 1960 خطــابـا في شكل نداء أشاد فيه ببسالة الشعب الجزائري وتمسكه بالاستقلال الوطني وإفشاله للسياسة الاستعمارية والجرائم المرتكبة ضد المدنيين العُزّل.
 
نتائج المظاهرات:
-أكدت المظاهرات الشعبية حقيقة الاستعمار الفرنسي الإجرامية وفظاعته أمام العالم، وعبر عن تلاحم الشعب الجزائري وتماسكه وتجنيده وراء مبادئ جبهة التحرير الوطني والقضاء على سياسة ديغول المتمثلة في فكرة الجزائر جزائرية وفكرة المعمرين الجزائر فرنسية.
 
-أما على المستوى الدولي فقد برهنت المظاهرات الشعبية على مساندة مطلقة لجبهة التحرير الوطني، واقتنعت هيئة الأمم المتحدة بإدراج ملف القضية الجزائرية في جدول أعمالها وصوتت اللجنة السياسية للجمعية العامة لصالح القضية الجزائرية ورفضت المبررات الفرنسية الداعية إلى تضليل الرأي العام العالمي.
 
-اتساع دائرة التضامن مع الشعب الجزائري عبر العالم خاصة في العالم العربي وحتى في فرنسا نفسها، خرجت الجماهير الشعبية في مظاهرات تأييد ،كان لها تأثير على شعوب العالم ودخلت فرنسا في نفق من الصراعات الداخلية وتعرضت إلى عزلة دولية بضغط من الشعوب ،الأمر الذي أجبر شارل ديغول على الدخول في مفاوضات مع جبهة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الجزائري، وهو الأمل الوحيد لإنقاذ فرنسا من الانهيار الكلي...!!