الأقباط متحدون - طارق أسعد قديس العلم النبيل
  • ١٣:١٠
  • السبت , ١٥ ديسمبر ٢٠١٨
English version

طارق أسعد قديس العلم النبيل

مقالات مختارة | خالد منتصر

٣٢: ٠٧ ص +02:00 EET

السبت ١٥ ديسمبر ٢٠١٨

خالد منتصر
خالد منتصر

عندما سألت د. أحمد عكاشة عن أحب تلاميذه إليه وأقربهم إلى قلبه، كان الرد وبدون تردد طارق أسعد، قررت وقتها أن أسعى إلى التعرف على هذا الطبيب الذى أجمع أساتذته وأصدقاؤه على حبه والإشادة به بإجماع لم أشهده من قبل، ومنذ هذا الوقت صرنا صديقين، وصار هو الصديق الذى يحتمل فضفضتى الخاصة وتوجّساتى الدفينة، والصدر الذى يسع الشكوى والأنين والثرثرة، كان قديساً فى محراب العلم بالفعل، يقرأ فى الطب النفسى بنهم شديد، يحضر المؤتمرات للاستفادة العلمية وليس للشوبنج أو الفسحة، جاداً فى كل ما يتعلق بالعلم وتفاصيله، كان المرجع حتى لمن هم أكبر منه سناً، عندما كنت أريد فهم مصطلح معقد فى الطب النفسى كان يشرحه لى بسهولة وبساطة ويسر، ويفككه بمنتهى السلاسة والوضوح،

اختار طب النوم وأسراره كتخصص دقيق داخل التخصص الكبير، فكان مرجعه على المستويين المصرى والعربى، أما على المستوى الإنسانى فلم أر إنساناً متصالحاً مع نفسه وواقعه مثل د. طارق أسعد، لم أره يوماً ناقماً على زميل كوّن ثروة، أو تلميذ له صار مليارديراً، كان مُصراً على ألا يُغضب أحداً وأعتقد أن هذا سبب أزمته الصحية المفاجئة التى خطفته من بين محبيه، فألا تُغضب أحداً ثمنها فادح وهو على حساب أعصابك، صوته هادئ لكنه واثق، متدين بمعنى الضمير اليقظ والتسامح الذى بلا حدود، مرتب الأفكار بطريقة مدهشة، نبع حنان متدفق سيفتقده كل محبيه، خالص العزاء لزوجته رفيقة دربه العلمى والإنسانى، وابنته الوحيدة ريم التى حتماً ستكمل دربه العلمى وتصبح تجسيداً حياً لأب وصديق لن يعوض.
نقلا عن الوطن

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع