الأقباط متحدون - خاشقجي الكنيسة القبطية2-2
  • ٠٥:٢٢
  • الجمعة , ٢ نوفمبر ٢٠١٨
English version

خاشقجي الكنيسة القبطية2-2

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٤٩: ٠٩ ص +02:00 EET

الجمعة ٢ نوفمبر ٢٠١٨

دير السلطان
دير السلطان

د. مينا ملاك عازر
مرة أخرى نتابع الحديث عن دير السلطان لنتحدث عن خاشقجي الكنيسة القبطية، توقفنا عند أن دير السلطان ممتلكات قبطية لا ريب في ذلك، لكن الأحباش أخذه بالتوافق مع الإسرائيليين ضاربين بأحكام القضاء عرض الحائط هم والحكومة الإسرائيلية، محاولين خلق وضع راهن جديد يعتد به لتغيير واقع لا محيص منه وهو أن الدير ملكية قبطية، حاولوا ترميمه لطمث معالمه القبطية وآثاره القبطية، لذا ترفض الكنيسة القبطية هذا الترميم من أيام المتنيح الأنبا إبراهام الأسقف الذي فقد عينه في صراع بالطوب مع الأحباش على ممتلكات كنيسته وبلده.

ولكن لماذا لا تجامل إسرائيل الكنيسة القبطية بعد سماحها بزيارة القدس؟ وتعيد لهم الدير لأسباب قال عنها المدعي العام الإسرائيلي في ثاني القضايا المحكوم فيها لمصلحة الكنيسة القبطية أنها أسباب سياسية. لذا كان يطلب من المحكمة عدم إحراج الحكومة، لكن المحكمة أحرجتها، وحكمت بالحق، والأسباب السياسية تتلخص في ثلاث :

- وجود قواعد عسكرية إسرائيلية بإثيوبيا.

- مصالح سابقة قدمتها إثيوبيا بتسهيل نقل يهود الفلاشة لإسرائيل، وإسرائيل تحفظ الجميل للآن.

- أن الطريق بات مفتوح لنقل المياه عبر ميناء إريتريا بعد تحسن العلاقات بين إثيوبيا وإريتريا مؤخراً، لنقل المياه لإسرائيل استغلالاً لسد النهضة الذي تكاد إثيوبيا تنهي إنشائه.

أما المصالح المصرية الإسرائيلية فهي تعتمد على حسابات أخرى ليس من بينها إطلاقاً الكنيسة القبطية التي خرجت من الحسبة منذ أن توقفت عن إرسال حجاج للقدس في عام 1980.

أخيراً خاشقجي الكنيسة القبطية، أقصد به الراهب مكاريوس الأوروشاليمي المسحول، لماذا لا نستغله ونستغل قضيته كما استغلت تركيا مقتل خاشقجي، الراهب لم يقتل، لكنه امتهنت كرامته الآدمية وامتهن إنسانياً، والغرب يقدرون هذا، ولو أحسنا استغلال القضية يمكننا الضغط على إسرائيل التي تحب أن تظهر بمظهر واحة الديمقراطية، وقد استغلت إحدى القرى الفلسطينية هذا وأفلحت بعد آن أحرجت المستشارة الألمانية، فضغطت لمنع هدم القرية، وقد كان لها ما شاءت القرية والمستشارة. لماذا لا تروج سفاراتنا وكنائسنا لفيديو سحل واعتقال الراهب وضرب الباقين للعالم كله لإحراج إسرائيل لاسترداد الحق، لماذا لا يكون أبونا مكاريوس هو خاشقجي جديد نضغط به على إسرائيل، كما فعلت تركيا مع السعودية، هل نحن أضعف من أن نفعلها، لا أظن، لكن المهم أن تتوافر الإرادة السياسية لدى رأس الدولة المصرية والإرادة الضاغطة لدى البابا ليفعل مثل هذا الفعل السياسي أكثر منه ديني وأخلاقي.

أخيراً، ما أخشاه أن ترد إسرائيل على بيانات خارجيتنا بأن تقول عذرا ليس لكم الحق أن تطالبوا بحقوق الأقباط في ترميم الكنائس وملكياتهم، وأنتم الذين تنزعونهم من كنائسهم وتحرمونهم ترميمها بحضور شرطي متواطئ مع قادة الشارع السلفيين، عذرا لو جاء الرد الإسرائيلي هكذا، لأصبحت الخارجية المصرية في خبر كان، إلا أني أعرف ردها وهو أن هذا شأن داخلي لا يحق لأحد التدخل فيه، من باب أنا وأخويا على ابن عمي، وأنا وابن عمي على الغريب.

المختصر المفيد أعطوا القبط حقوقهم في الداخل ليتمكنوا من أخذها في الخارج وليكن لكم العين أن تدعموهم خارجياً.